تلد نحو 180 امرأة يوميا في القطاع
تلد نحو 180 امرأة يوميا في القطاع

بدافع اليأس، قررت زينب الزين إطعام ابنتها الرضيعة أطعمة صلبة ربما لا يتمكن جسدها الصغير من هضمها، لأن البديل هو رؤيتها تتضور جوعا بسبب نقص حليب الأطفال في قطاع غزة المحاصر.

اضطرت زينب إلى اللجوء للمأكولات الصلبة لإطعام ابنتها ليندا منذ كان عمرها شهران ونصف الشهر، مع علمها أن هذا الاختيار قد يفضي إلى مشكلات صحية للرضيعة.

وبينما كانت تطعم ابنتها الباكية البسكويت المطحون في خيمة باردة يسمونها الآن منزلا، قالت زينب "أعلم أننا نفعل شيئا ضارا لها، لكن لا يوجد أي بديل آخر... إنها تبكي بشكل مستمر".

تسببت الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة في كارثة إنسانية أدت إلى نقص في المستلزمات الأساسية.

وبعض الأشخاص الأكثر تضررا هم الرضع والأطفال الصغار وآباؤهم، حيث يصعب العثور على الحفاضات وعلب حليب الأطفال، أو ترتفع أسعارها إلى حد لا يمكن تحمله، ما يدفع الآباء إلى البحث عن بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة.

وتزيد محنتهم تعقيدا بسبب وصول المساعدات على فترات جراء القيود الإسرائيلية والقتال المستمر.

كما أن النازحين الفلسطينيين باتوا يتكدسون في مناطق أكثر ضيقا بالقطاع الساحلي الصغير، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض، التي يتعرض لها الأطفال الذين يعانون سوء التغذية على نحو خاص.

وقالت الأمم المتحدة إن سكان غزة معرضون لخطر المجاعة الوشيك، حيث يعاني ربعهم من الجوع بالفعل.

بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا قاسية آخذة في التفاقم، أصبحت أبسط الأعمال - كتغيير حفاضات طفل مثلا - ترفا قد يتطلب تضحية.

وإلى هذا، قال رأفت أبو وردة، وهو أب لطفلين رضيعين يحتاجان إلى حفاضات، "بعت طعام أطفالي كي أتمكن من شراء حفاضات".

لا تصل المساعدات إلى الجميع في القطاع، كما أدى نقص السلع الأساسية إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

ومع تدمير اقتصاد غزة، فإن القليل من الفلسطينيين لديهم دخل منتظم، ومعظمهم إما يستنزف مدخراته أو يعيش على الإعانات.

في أكشاك مؤقتة بالشوارع، يبيع الأطفال الأكبر سنا الذين يعملون كباعة جائلين، حفاضات بالقطعة. سعر القطعة الواحدة يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة شيكل (من دولار واحد إلى 1.50 دولار)، بينما يصل سعر العبوة الكاملة إلى 170 شيكل (46 دولارا)، وكان ثمنها قبل الحرب 12 شيكل (3.50 دولارات) فقط.

وفي السياق، قال أنيس الزين، الذي كان يشتري حفاضات من أحد الشوارع وسط مدينة دير البلح، ولا تربطه صلة قرابة بزينب، إن "أسعار الحفاضات غير منطقية بالمرة...للطفل الواحد يكلفك شراؤها 20 شيكل (5 دولارات) في اليوم. وفي ظل وضع سيء كهذا، على وجه الخصوص، كل الأسعار مرتفعة ولا يوجد دخل للناس. ولا توجد حتى مساعدات".

يضطر بعض الآباء إلى استخدام الحفاضات القماشية، ولكنها تتطلب الغسل بالماء، وهو شيء نادر أيضا.

وقال محمد الخطيب، مدير البرنامج المحلي لمنظمة العون الطبي للفلسطينيين ومقرها المملكة المتحدة، إن بعض الناس اضطروا إلى شراء حفاضات أصغر حجما وربطها ببعضها البعض.

وساهم نقص المنتجات الطازجة والطقس البارد في انتشار الأمراض، بما في ذلك التهاب الجهاز التنفسي والطفح الجلدي والإسهال.

وأضاف الخطيب: "إنه فصل الشتاء، والأطفال مصابون بالبلل معظم الوقت".

خلفت الحرب، التي اندلعت بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، دمارا لا يمكن تصوره، وأودت بحياة ما يزيد على 27 ألف فلسطيني، وتسببت في إصابة زهاء 67 ألفا آخرين، وفقا لمسؤولي الصحة بقطاع غزة.

ولا تفرق وزارة الصحة في قطاع غزة - الذي تديره حركة حماس - في إحصائها للقتلى بين المدنيين والمسلحين. لكنها تقول إن ثلثي القتلى من النساء والأطفال.

وتلقي إسرائيل باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى، متهمة إياها بشن هجمات وتنفيذ أنشطة مسلحة في مناطق سكنية.

أسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل نحو 1200 شخص - معظمهم من المدنيين – واحتجاز ما يقرب من 250 شخصا كرهائن.

وقد أدى نقص الحفاضات إلى تفاقم الأوضاع الصحية المزرية بالفعل لما يقدر بنحو 1.7 مليون فلسطيني نازح، تكدس العديد منهم في ملاجئ مكتظة.

وفي هذا الصدد، قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هذا الأسبوع إن معظم النازحين الجدد لا يحصلون إلا على لتر أو لترين من الماء يوميا للشرب والطهي والاغتسال، مضيفة أن الإسهال المزمن بين الأطفال يتزايد.

كما قالت يونيسف إن شحنات المساعدات التي تصل إلى غزة لا تلبي الاحتياجات الهائلة.

وتشير تقديرات يونيسف إلى أن 20 ألف طفل رضيع تصل أعمارهم إلى 6 أشهر يحتاجون إلى حليب الأطفال الذي تقوم الوكالة الأممية بتوزيعه إلى جانب المستلزمات الأخرى التي تشمل أيضا الحفاضات والنقود.

وقال الناطق الإقليمي باسم يونيسف، عمار عمار، "هذا ليس كافيا على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الهائلة للأطفال في غزة".

وترى يونيسف أن احتياجات الرضع تشكل جزءا من تهديد أوسع نطاقا يواجه جميع أطفال القطاع دون سن الخامسة والبالغ عددهم 335 ألفا، المعرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها.

وإلى ذلك، قال عمار "بالنسبة للعديد من الأسر في غزة، فإن خطر الموت جوعا أصبح حقيقيا بالفعل".

بالعودة إلى حالة زينب الزين، فإن الخيار الصعب لإطعام طفلتها البالغة من العمر الآن أربعة أشهر البسكويت والأرز المطحونين بدلا من الحليب يعني أيضا ضرورة التردد على مستشفى محلي يتعرض – شأنه شأن نظام الرعاية الصحية في غزة بشكل عام - لضغوط شديدة بسبب الحرب.

عادة ما يوصي مقدمو الرعاية الصحية الآباء بالانتظار حتى يبلغ عمر طفلهم 6 أشهر قبل إطعامه مأكولات صلبة. وخلصت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تتم تغذيتهم بالطعام الصلب في سن مبكرة للغاية يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

وقالت زينب بينما كانت تحاول إطعام طفلتها الرضيعة، التي كانت تتأرجح على كرسي للأطفال وملتفة بغطاء ثقيل وتبكي باستمرار، "هذا معروف بالطبع بالطعام غير الصحي، ونعلم أنه يسبب لها التلبك المعوي والانتفاخ والمغص...ماذا بوسعي أن أفعل؟"

ولادة وسط الحرب 

بدأت الفلسطينية نورا بعلوشة انقباضات الولادة في إحدى أمسيات شهر ديسمبر الباردة، على وقع أصوات القصف العنيف حول المبنى الذي تحتمي به شمالي قطاع غزة، وكانت شبكة الهواتف معطلة ما يمنع الاتصال بسيارة إسعاف، كما أن الخروج يعتبر مغامرة خطيرة في هذا الوضع.

لم يكن هناك أي حل سوى الولادة في مكانها، مثل كثيرات من نساء قطاع غزة الذين وضعن مواليدهن في ظروف صعبة رصد بعض منها تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

قالت بعلوشة للصحيفة، وهي تتذكر ولادتها: "شعرت بخوف شديد، وأدركت أنني لن أتمكن من الوصول إلى المستشفى. انهمر ماء الولادة وعرفت أنني سألد في أي لحظة".

أوضحت السيدة التي ولدت 4 أطفال من قبل في المستشفى، أنها خلال حرب سابقة في غزة شاهدت طبيبة تساعد سيدة في عملية الولادة داخل أحد المنازل، وقالت: "أدركت أنه لا خيار لدي، وأجبرت نفسي على تذكر كل ما رأيته". ساعدتها شقيقة زوجها في ولادة طفلها آدم، استخدام مشبك الغسيل الخشبي لربط الحبل السري ومقص المطبخ لقطعه.

وقدّرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة حينما بدأت الحرب في السابع من أكتوبر، ومن الجدير بالذكر أن القطاع يشهد أحد أعلى معدلات المواليد في المنطقة.

ويشير التقرير إلى أنه في المتوسط تلد نحو 180 امرأة يوميا في القطاع، والكثيرات في الوقت الحالي لا يحصلن على مساعدات طبية وأحيانا تلدن في أماكن نزوح قذرة ومزدحمة أو حمامات عامة أو خيام مؤقتة لا يفارقها البرد، بحسب الأمم المتحدة.

وتشير التقديرات الأممية أيضًا على أنه في ظل وجود 13 مستشفى فقط في غزة تقدم خدمات صحية بشكل جزئي، من أصل 36 مستشفى، فإن هناك نقص في الموظفين وعدد مرضى كبير جدا، وبحسب موظفين أممين فإن الخدمات المتعلقة بالأمومة تحتل أولوية متأخرة وغالبا ما يتم رفض استقبال النساء أثناء المخاض في ظل الحالات الخطرة جراء الحرب.

ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات داخل مستشفيات في القطاع وحولها كجزء من معركتها ضد حماس، حيث تتهم إسرائيل الحركة المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية باستخدام المستشفيات في أعمال عسكرية وهو ما تنفيه حماس.

ولفتت الصحيفة إلى أن شمالي قطاع غزة بات منطقة معزولة تماما عن الإمدادات الطبية والمساعدات الأخرى، في حين تعاني مستشفيات الجنوب من ضغوط كبيرة ولا تستطيع توفير الخدمات المناسبة للأمهات الحوامل.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المستشفى الإماراتي للأمومة في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، هو المرفق الوحيد المتخصص للنساء والذي لا يزال يعمل، لافتة إلى أنه يعاني بسبب الاكتظاظ حيث يتعامل مع نحو 80 حالة ولادة يوميا بدلا من 15 قبل الحرب.

وهناك نحو 1.3 مليون شخص في رفح بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، أنه في المستشفى الإماراتي، غالبًا ما يتم إخراج النساء بعد ساعات من الولادة، وحتى بعد الولادة القيصرية، كما أنه هناك نقص في السلع الطبية والمياه النظيفة في كما كل الأماكن في غزة.

كما أضاف الصندوق أن هناك سيدات أجريت لهن عمليات ولادة قيصرية دوم تخدير كافٍ.

تحدثت طبيبة الولادة البريطانية، ديبورا هارينغتون، التي قضت أسبوعين في مستشفى الأقصى وسط غزة، كجزء من فريق طبي خيري لمساعدة الفلسطينيين، للصحيفة، وقالت إن "جميع مضاعفات الحمل لا تحظى بأي رعاية".

وأضافت: "رأيت نساء كثيرات يعانين من فقر الدم الشديد، وهم أكثر عرضة للولادة المبكرة وفقدان الكثير من الدماء، ما يعني أنهم أكثر عرضة للوفاة. كما أن الأطفال المبتسرين هم أيضًا عرضة للوفاة بمجرد الولادة".

ما بعد الولادة

لا تتوقف المعاناة عند عملية الولادة، فهناك كفاح من أجل الحصول على الحليب الصناعي والحفاضات والملابس الشتوية للمواليد الجدد، بحسب الصحيفة.

نقلت "وول ستريت جورنال" عن رزان غانم (26 عاما)، أنها أنجبت طفلا بصحة جيدة بالمستشفى الإماراتي في رفح خلال ديسمبر الماضي، لكن المشكلات بدأت حينما عادت إلى مكان نزوحها بمدرسة مكتظة تابعة للأمم المتحدة.

وقالت: "عانى من سعال شديد من قبل، والآن يعاني من الحمى".

فيما أوضحت هارينغتون أن المواليد الجدد لا يسلمون من الحرب، ففي 30 أكتوبر الماضي، أنجبت امرأة طفلا بينما كانت تحتمي مع عائلتها في أحد مباني مدينة غزة، وبعد حوالي عشر ساعات تعرض المبنى لقصف وتوفيت على إثره الأم وطفلها.

وتابعت: "لم يتم تسجيل الطفل كمولود حتى.. كارثة كبيرة حينما تصدر شهادة الوفاة قبل الميلاد".

إسرائيل تقول إن حماس تستخدم المستشفيات كغطاء في حرب غزة وحماس تنفي ذلك.
إسرائيل تقول إن حماس تستخدم المستشفيات كغطاء في حرب غزة وحماس تنفي ذلك. Reuetrs

أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، الجمعة، تعرض المؤسسة "لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح" أدت إلى سقوط "عدد كبير من الشهداء والجرحى"، مؤكدا اقتحام القوات الإسرائيلية المستشفى الليلة الماضية وأمرت بإجلاء بعض العاملين والنازحين ثم انسحبت، وإن الجثث تناثرت في الشوارع المحيطة جراء غارات جوية.

ونفى الجيش الإسرائيلي الجمعة تقارير عن قصف واقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، قائلا إنه ينفذ عمليات "في جوار" المنشأة الطبية.

وأورد الجيش الإسرائيلي في بيان "خلافا للتقارير التي صدرت خلال اليوم الماضي، لم يقصف (الجيش) مستشفى كمال عدوان أو ينفذ عمليات داخله". وأضاف أنه "سيواصل عملياته ضد البنى التحتية للإرهاب والإرهابيين" في شمال غزة، بما في ذلك "في جوار" المستشفى.

وفي وقت سابق قال مدير المستشفى، حسام أبو صفية، لصحافيين "كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى".

وأكد "لم يتبق أي جراحين" في المستشفى الواقع في مدينة بيت لاهيا شمال غزة وهو من المؤسسات الاستشفائية المعدودة التي لا تزال تعمل في القطاع.

بدوره، أكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الجيش الاسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع و"يقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم ويقتاد عددا من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، والدبابات والمدرعات داخل وفي محيط المستشفى".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن يعمل على "إخلاء السكان المدنيين غير المشاركين في القتال من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أمنا في قطاع غزة بهدف حمايتهم".

وأضاف أنه "يلتزم بالقانون الدولي ويعمل وفقا لهذا الالتزام"، مؤكدا في الآن ذاته أنه سيعمل الجيش في هذه المناطق "إذا حدد نشاطا لمنظمة إرهابية تهدد أمن إسرائيل".

وذكّر الدفاع المدني الفلسطيني أن مدينة بيت لاهيا تشهد عملية عسكرية مكثفة منذ شهرين تكثفت في الأيام الأخيرة، ما أجبر آلاف السكان على الإخلاء وسط القصف.

واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان عدة مرات منذ بدء الحرب، وأعلن المستشفى مقتل مدير وحدة العناية المركزة أحمد الكحلوت في غارة جوية أواخر نوفمبر.

ويأتي الاقتحام الجديد للمستشفى بعد أيام فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن فريقا طبيا طارئا وصل إلى المؤسسة لأول مرة منذ 60 يوما.

خطر الموت

وقال مراسل الحرة إن خطر الموت يهدد قرابة 100 مريض وجريح يتواجدون داخل المستشفى بعد إخراج ما تبقى من طواقم طبية، مشيرا إلى سقوط 30 قتيلا وعدد من الجرحى في سلسلة غارات جوية طالت منازل سكنية في محيط مستشفى كمال عدوان.

وأفاد مراسل الحرة بسقوط 3 قتلى وعدد من الاصابات باستهداف مسيرة إسرائيلية لمجموعة من المواطنين في محيط مقبرة الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأشار أيضا إلى أن الطائرات المسيرة تستهدف خزانات المياه في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

كما سقط 3 قتلى وأصيب العشرات جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين بحي الجنينة شرقي مدينة رفح. ووصلت جثة طفل إلى المستشفى الأوروبي تم انتشاله من شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح الدفاع المدني أن مدينة بيت لاهيا باتت فارغة من السكان بعد تهجير الحيش الإسرائيلي أكثر من 20 ألف مواطن منها. وذكر أن الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في العمليات شمالي القطاع تتمتع بقدرات تدميرية واسعة.

وأكد الدفاع المدني توقف 13 مركبة إطفاء وإنقاذ عن العمل جنوبي قطاع غزة بسبب نقص الوقود، وحذر من توقف خدماته في المنطقة الإنسانية.

ومن جانبها، أعلنت الأونروا أن الأسر في قطاع غزة تواجه ظروفًا مزرية جراء النزوح المتكرر بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وتعرضت المستشفيات في غزة لهجمات عدة من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ أسابيع، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في شمال القطاع، مؤكدا أنه يستهدف مقاتلي حماس الذين يعيدون تشكيل قواتهم.

ويرفض الجيش الإسرائيلي التعليق حتى الآن. ويتهم مسلحي حركة حماس باستخدام المباني المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمباني السكنية غطاء لعملياتهم منذ بدء الحرب في غزة قبل 14 شهرا. وتنفي حماس ذلك وتتهم إسرائيل بالقصف العشوائي والاعتداءات.

وأدّى هجوم حماس على إسرائيل إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، قُتل ما لا يقل عن 44812 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّ بياناتها جديرة بالثقة.

وأعلنت إسرائيل في أكتوبر 2023 "حصارا كاملا" على القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وتفرض حتى الآن قيودا صارمة على إدخال المساعدات.