إسرائيل تعتبر يحيى السنوار العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر
إسرائيل تعتبر يحيى السنوار العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أميركيين، بأن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، "لا يختبئ في رفح جنوب غزة"، مشيرة إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية يمكن تقوض المبرر الإسرائيلي للعمليات العسكرية الكبرى في المدينة.

ويقول مسؤولون أميركيون إن وكالات المخابرات الإسرائيلية تتفق مع التقييم الأميركي بأن السنوار وغيره من قادة حماس لا يختبئون في رفح، على الطرف الجنوبي من غزة. 

وترجّح وكالات التجسس في البلدين، أن السنوار "لم يغادر أبدا شبكة الأنفاق تحت خان يونس، المدينة الرئيسية التالية في الشمال"، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة.

وسبق أن نقلت "تايمز أوف إسرائيل"، عن مسؤولين مطلعين على الأمر أن تقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى تواجد السنوار في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد حوالي خمسة أميال شمالي رفح، بينما أكد مسؤول ثالث  أن السنوار لا يزال في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار ونائبه، قائد الجناح العسكري محمد الضيف، لايزالان بعيدا المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي كان يضيق الخناق عليهما.

ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى الصحيفة من تحديد مكان وجود السنوار بدقة حاليا، لكنهما استشهدا بالتقييمات الاستخباراتية التي تشير إلى تواجده تحت الأنفاق في خان يونس.

وتبقى شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس أعمق تحت خان يونس، حيث تصل إلى 15 طابقا في بعض الأماكن، كما أن السنوار "محميّ أيضا من طرف مجموعة من الرهائن الإسرائيليين الذين يستخدمهم كدروع بشرية لثني القوات الإسرائيلية عن مداهمة موقعه أو قصفه"، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.

وجعلت إسرائيل من القضاء على السنوار عنصرا أساسيا في هدفها المتمثل في تدمير حماس.

ويعتقد مسؤولون أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية لديها معلومات جيدة أو أفضل عن موقع السنوار، لكنهم أصروا على أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل كل ما تعرفه.

وفي شهر فبراير، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لما قال إنه السنوار يسير عبر نفق مع العديد من أفراد الأسرة، وهي المرة الأولى التي شوهد فيها على ما يبدو منذ اختبائه قبل الهجوم المدمر في 7 أكتوبر الذي اتهم بتدبيره، مما أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة.

ويحاول المسؤولون الأميركيون إقناع إسرائيل بكبح عمليتها العسكرية في رفح وما حولها، خوفا من الخسائر في صفوف المدنيين التي قد تنجم عن هجوم واسع النطاق على المدينة، التي لجأ إليها المدنيون الفلسطينيون ومسلحو حماس، وفقا للصحيفة.

ونزح أكثر من مليون من سكان غزة إلى رفح منذ بدء الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر لكن مسؤولين بالأمم المتحدة، قالوا الأحد، إن نحو 300 ألف فروا خلال الأسبوع الماضي وسط أوامر إخلاء موسعة ومخاوف متزايدة من أن إسرائيل قد توسع نطاق العملية العسكرية التي تستهدفها، بعد أن سيطرت بالفعل على المعبر الحدودي لرفح مع مصر.

ومنذ بداية الصراع، ظلت الولايات المتحدة تزود إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن مسؤولي حماس، بما في ذلك السنوار ومحمد ضيف، زعيم جناحها العسكري. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه إذا تمكنت إسرائيل من قتل أي من هذين الزعيمين الكبيرين، فستكون الحكومة الإسرائيلية قادرة على اعتبار ذلك نصرا رئيسيا واستخدامه كسبب لكبح العمليات العسكرية، حسبما أوردت الصحيفة.

ولا يعتقد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن السنوار، الذي يُنظر إليه على أنه أحد مهندسي الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، أو غيره من كبار قادة حماس كانوا يختبئون في رفح، وفقا لما نقله بعضهم، وقالوا إن إدارة بايدن أبلغت الإسرائيليين أنه لا ينبغي استخدام ملاحقة السنوار كمبرر لشن هجوم على رفح.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، لهيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان"، السبت، إن إسرائيل "ستقضي على السنوار لأن هذا ما يجب أن يحدث بعد ما فعله".

وردا على سؤال عما إذا كان زعيم حماس في غزة محاصرا بالرهائن، قال هنغبي إنه ليس لديه معلومات حول هذا الموضوع.

وعلقت الولايات المتحدة بالفعل بتعليق شحنة أسلحة بسبب مخاوف من إمكانية استخدام القنابل الثقيلة في رفح، وهو الضغط الأكثر دراماتيكية الذي مارسه البيت الأبيض على إسرائيل منذ بداية الصراع.

وبينما أوضحت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنها لن توقف شحنات الأسلحة الدفاعية، مثل ذخائر الدفاع الجوي، فقد حذر بايدن من وقف إضافي لتسليم الأسلحة إذا شنت إسرائيل هجوما كبيرا على رفح.

إسرائيل تشن عمليات عسكرية متواصلة على جنين - رويترز
إسرائيل تشن عمليات عسكرية متواصلة على جنين - رويترز

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بدء عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية، أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، والتي ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنها أسفرت حتى الآن عن مقتل شخصين وإصابة نحو 35 آخرين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن العملية العسكرية يشارك فيها الجيش والشاباك وحرس الحدود "لإحباط الأنشطة الإرهابية" في جنين.

وبدوره، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، على العملية في جنين، قائلا: "نتحرك في جنين بشكل منهجي ضد المحور الإيراني أينما يرسل أسلحته".

وأضاف: "الهدف من عملية جنين هو تعزيز الأمن في الضفة الغربية".

من جانبه، وصف المسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني، أحمد جبريل، في تصريحات لـ"الحرة"، الوضع بـ"الخطير جدا"، لافتا إلى أنه يتم "إطلاق نار من طائرات".

وأضاف: "لم نستطع الوصول لكافة الإصابات، وتصلنا مناشدات لنقل حالات مصابة".

فيما أصدر ت قوى الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة، بيانا أشارت فيه إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على "المواطنين وعدد من أفراد قوى الأمن، أحدهم في حالة خطيرة" خلال الاقتحام لمخيم جنين.

جنين تعاني من أوضاع مأساوية في ظل الحملة الأمنية من قوى الأمن الفلسطينية
آثار الرصاص في كل مكان.. ما هو مصير مبادرة "وفاق" لوقف الاقتتال في جنين؟
آثار الرصاص في كل مكان على الجدران والأبواب، هكذا وثقت كاميرا الحرة، آثار الاشتباكات المستمرة بين قوى الأمن الفلسطينية ومسلحين داخل مخيم جنين، مما يلقي بظلاله على السكان الذين باتوا يعانون من أوضاع مأساوية.

ونقلت مراسلة الحرة، أن تعزيزات عسكرية إسرائيلية وصلت جنين، وسط إطلاق نار كثيف في منطقة الهدف بمحيط مخيم المدينة.

وأشارت إلى أن مروحيات من طراز أباتشي تطلق النار في محيط المخيم، فيما لفتت مصادر محلية إلى وجود إصابات داخل مستشفى "الأمل"، من بينهم طبيب وممرض.

والمدينة ومخيم اللاجئين في جنين تعد مركزا لنشاط مسلحين فلسطينيين، حيث يشتبك مقاتلون مع قوات إسرائيلية تنفذ مداهمات واسعة النطاق، تخلف دمارا في الطرق والبنية التحتية.

وشهدت مدن الضفة الغربية وقراها إغلاقات واسعة بواسطة القوات الإسرائيلية منذ الإثنين، وقيدت حركة مئات الآلاف من الفلسطينيين.

فيما هاجم مستوطنون قرى شرقي مدينة قلقيلية وأحرقوا منازل ومركبات ومنشآت تجارية، خصوصا في بلدة الفندق وجينصافوط، وفق مراسلة الحرة.

ودانت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وآخرها اعتداءات المستوطنين الإرهابيين"، مشيرة إلى أن الاعتداءات هدفها "تقطيع أوصال الضفة الغربية".

وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، إن "الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة تحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة.. بهدف التصعيد وخلق مناخ للعنف والتوتر".

واعتبر أن قرار إلغاء العقوبات على مستوطنين متورطين بأعمال عنف، والذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تنصيبه الإثنين، "يشجعهم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم".

وهدأت الأوضاع في قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الأحد، وإطلاق سراح 3 مختطفات إسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن 90 سجينا ومعتقلا فلسطينيا في سجونها.

وشهد مخيم جنين خلال الأسابيع الأخيرة حملة أمنية للسلطة الفلسطينية ضد من وصفتهم بـ"مسلحين خارجين عن القانون"، في إشارة إلى فصائل تقول إن سلاحها موجه فقط ضد إسرائيل.