وسطاء يحاولون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة يضمن اطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس
وسطاء يحاولون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة يضمن اطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس

ذكرت شبكة "إن بي سي" الأميركية،  أن إدارة الرئيس جو بايدن "ناقشت إمكانية عقد صفقة مع حركة حماس لإطلاق سراح 5 أميركيين" محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر، وذلك حال فشلت محادثات وقف إطلاق النار الحالية التي تشمل إسرائيل.

ونقلت "إن بي سي" عن مسؤولين أميركيين بارزين حاليين واثنين من المسؤولين السابقين، أنهم اطلعوا على تلك المناقشات، وأكدوا أن مثل هذه المفاوضات "لن تشمل إسرائيل، وستكون من خلال وسطاء قطريين".

ورفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق للشبكة على الأمر.

فيما ذكر تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، "لم يبدِ أية معارضة" لتلك الخطوة المحتملة، وأورد أن "إسرائيل ترحب بأية محاولة لإطلاق سراح الرهائن".

وتعتقد الإدارة الأميركية أن حماس تحتجز 5 رهائن يحملون الجنسية الأميركية. ويأمل المسؤولون الأميركيون أيضا في استعادة جثث 3 أميركيين يعتقد أنهم قتلوا خلال هجوم السابع من أكتوبر ونقلت حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) جثثهم إلى غزة، وفق "إن بي سي".

وأضافت الشبكة أن المسؤولين "لا يعلمون ما قد تقدمه الولايات المتحدة لحماس في تلك الصفقة المحتملة"، لكنهم أكدوا أن حماس ربما يكون لديها "حافز لعقد صفقة أحادية مع واشنطن، لأنها من المرجح أن تزيد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتضع ضغوطا سياسية داخلية أكبر على نتانياهو".

ويُعتقد أن الأميركيين الخمسة المحتجزين لدى حماس، هم إيدان ألكسندر، وساغي ديكل تشين، وهيرش غولدبرغ بولين، وعمر نيوترا، وكيث سيغل، بينما الثلاثة الذين قتلوا هم إيتاي تشين، وغودي وينستاين، وجاد حجي، وفق تقرير "إن بي سي".

من جانبه، قال مصدر دبلوماسي لصحيفة "هآرتس"، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يزور إسرائيل حاليا، أوضح خلال لقاء، الإثنين، مع نتانياهو، أن الإدارة الأميركية "لا تزال تعتبر حماس العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، لكنه أعرب عن قلقه بشأن التأثير المحتمل للتغيرات السياسية الأخيرة على المفاوضات وفي إسرائيل بشكل عام، خاصة استقالة بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة".

كما أشارت الصحيفة إلى أن واشنطن "اعتبرت غانتس وآيزنكوت من الداعمين الرئيسيين" لاتفاق محتمل للوصول إلى هدنة دائمة وإطلاق سراح جميع الرهائن، وأنها تشعر بعد الاستقالة "بالقلق من أن يتسبب ذلك في تبني مواقف أكثر صرامة من الجانب الإسرائيلي"، مما قد يقضي على المقترح الذي أعلنه بايدن لوقف إطلاق النار.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، الإثنين، مشروع قرار أميركيا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تقود فيه واشنطن حملة دبلوماسية مكثفة لدفع حماس إلى قبول المقترح الذي يتضمن 3 مراحل.

وحصل النص الذي يرحب باقتراح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي في 31 مايو، ويدعو إسرائيل وحماس "إلى التطبيق الكامل لشروطه بدون تأخير ودون شروط"، على 14 صوتا فيما امتنعت روسيا عن التصويت.

وخلال أولى محطات جولته الشرق أوسطية، قال بلينكن، من القاهرة، الإثنين، إن "الأغلبية الساحقة" من الإسرائيليين والفلسطينيين ترغب بالسلام، معتبرا أن "حماس هي العقبة الوحيدة أمام اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف بلينكن في تصريحات قبل توجهه من القاهرة إلى تل أبيب، أن "العالم أجمع يؤيد مقترح الهدنة في غزة، وأن الطرف الوحيد الذي لم يقل نعم هو حماس".

وتابع: "إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار اضغطوا على حماس لتوافق".

في خضم المعارك بقطاع غزة أعلن غانتس وآيزنكوت استقالتهما من حكومة الحرب الإسرائيلية
"استقالتان بحكومة الحرب".. ما التأثير على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة؟
في خضم الحرب بقطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، ورئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، استقالتهما من حكومة الحرب الإسرائيلية، فما تأثير ذلك على مجريات العمليات العسكرية؟ وهل سيكون هناك بديلا لهما؟ 

ولم تتمكن جهود تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، منذ شهور، من إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء بين حماس وإسرائيل.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.

وخلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والعمليات البرية، أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

استمرار عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس. أرشيفية
استمرار عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس. أرشيفية

تتبادل حركة حماس وإسرائيل السبت الدفعة الخامسة من الرهائن والمعتقلين في إطار اتفاق الهدنة في غزة، مع الإفراج المرتقب عن ثلاثة إسرائيليين في مقابل 183 فلسطينيا.

وكانت شكوك تخيم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة. لكن هذه الشكوك تبددت الجمعة.

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على بدء الحرب المدمرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.

والجمعة، أعلنت السلطات الرسمية الفلسطينية  أن إسرائيل ستفرج عن 183 معتقلا فلسطينيا من سجونها السبت في مقابل ثلاثة رهائن رجال، أحدهم ألماني-إسرائيلي، ستفرج عنهم حركة حماس.

وأكدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة الذين سيفرج عنهم هم أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما).

ويتألف اتفاق الهدنة من مراحل ثلاث، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، معظمهم منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وحصلت حتى الجمعة أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.

وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.

واحتجز خلال هجوم حماس 251 شخصا رهائن، كما قتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل 47583 شخصا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.

وبدأت في مطلع الأسبوع في الدوحة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حول المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تؤدي الى الإفراج عن جميع الرهائن ووضع حد نهائي للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس. 

وتشارك قطر في الوساطة بين الطرفين إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.

لكن الأوراق أعيد خلطها بعدما اقترح ترامب تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة وإخلاءه من سكانه لتطوير مشاريع عقارية فيه، مع "إعادة توطين" سكانه في أماكن أخرى من المنطقة، وخاصة في مصر والأردن.

ورفضت القاهرة وعمان هذا المقترح الذي أثار أيضا استنكارا دوليا، مع تحذير الأمم المتحدة من أي "تطهير عرقي". كما رفضته بشدة حماس والسلطة الفلسطينية.

وقال ترامب الجمعة إنه ليس مستعجلا في تنفيذ مقترحه.

وينادي المجتمع الدولي بتنفيذ حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أن إسرائيل تعارضه بشدة.