الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس للقبول رسميا باتفاق وقف إطلاق النار
الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس للقبول رسميا باتفاق وقف إطلاق النار

قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" نقلا عن مصدر إسرائيلي، إن قطر ومصر "تمارسان ضغوطا" على حركة حماس الفلسطينية، للموافقة على المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال المصدر لـ"كان"، إن إسرائيل "مستعدة للتفاوض على إنهاء الحرب في إطار هذا المقترح فقط، وبعد تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة للصفقة، وإعادة كافة الرهائن".

وأضاف أن "إسرائيل لن تعلن بشكل مسبق عن وقف إطلاق النار، فيما خالفت حماس الاتفاق السابق معها"، وذلك في إشارة إلى اتفاق الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر الماضي.

والأحد، حض بايدن في رسالته للمسلمين بمناسبة عيد الأضحى، على تبني اتفاق لوقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة في غزة، قائلا إنه يمثل "أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين" الذين يعانون "أهوال الحرب بين حماس وإسرائيل".

الرئيس الأميركي جو بايدن يخرج من مشاة البحرية ليصعد على متن طائرة الرئاسة في مطار لوس أنجلوس الدولي في كاليفورنيا في 16 يونيو 2024.
بايدن يحض في رسالة بمناسبة الأضحى على وقف إطلاق النار في غزة
استغل الرئيس الأميركي جو بايدن رسالته للمسلمين بمناسبة عيد الأضحى للحض على تبني اتفاق لوقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة في غزة، قائلا الأحد إنه يمثل أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين الذين يعانون "أهوال الحرب بين حماس وإسرائيل". 

وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل وحماس للقبول رسميا باتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل على ضوء أخضر من أعضاء مجلس الأمن الأسبوع الماضي، مما قد يسمح بوقف مبدئي للقتال لمدة 6 أسابيع.

بدورها، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من المخابرات المصرية، الأحد، عن مصدر وصفته بـ"رفيع المستوى"، قوله إن مصر "مستمرة في تكثيف اتصالاتها مع كافة الأطراف"، للوصول إلى اتفاق هدنة في غزة في إطار المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي.

ويتضمن المقترح، في مرحلته الأولى التي ستستمر لمدة 6 أسابيع، وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

وخلال هذه المرحلة ستتفاوض حماس وإسرائيل على الإجراءات الضرورية لتنفيذ المرحلة الثانية، والتي تتضمن خارطة طريق، "لإنهاء دائم للأعمال العدائية، وتبادل وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وحتى الجنود الذكور. كما ستشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة".

أما المرحلة الثالثة تتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات الرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قد قال، الأحد، إن رد الحركة على أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة، "يتوافق مع المبادئ" التي طرحتها الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي.

والأسبوع الماضي، أعلنت حماس أنها سلمت الوسطاء ردا "إيجابيا" على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفقا لوكالة رويترز، والتي نقلت في المقابل عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن الحركة "رفضت" المقترح، وأنها "غيّرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية".

وتصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يضمن إنهاء الحرب بشكل كامل، وهو مطلب لا تزال إسرائيل ترفضه.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل بدء عملية التسليم (رويترز)
مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل بدء عملية التسليم (رويترز)

أجرت حركة حماس، السبت، سادس عملية تسليم رهائن إسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي كان وصل إلى حافة الانهيار هذا الأسبوع.

وسلم مسلحون من الحركة، المصنفة الإرهابية في الولايات المتحدة، الرهائن إلى قافلة من الصليب الأحمر الدولي.

وكما في كل عملية تبادل، انتشر عشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في الصباح حول منصة أقيمت هذه المرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

ورفعت خلف المنصة لافتة عريضة تحمل شعار كتائب عز الدين القسام وعبارة "لا هجرة إلا للقدس" بالعربية والإنكليزية والعبرية، تعبيرا لرفض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن والتي قوبلت برفض عربي كبير.

والرهائن الثلاثة الذين جرى تسليمهم هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل تشين (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).

 وطالب الرهائن الثلاثة في كلمات ألقوها باللغة العبرية: "بضرورة إتمام مراحل وقف إطلاق النار، وإعادة كافة الرهائن إلى بلادهم".

ولفت تروبانوف إلى "أن الوقت ينفد أمام بقية الرهائن".

ونشر الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة شريط فيديو يظهر فيه تروبانوف على شاطئ غزة وهو يحمل صنارة صيد.

وخُطف الثلاثة من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

ترحيب من نتانياهو

وفي وقت لاحق، رحب مكتب رئيس الوزراء الإسرائليلي، بنيامين نتانياهو، بعودة الرهائن الثلاث. 

وقال في بيان، إن حركة حماس حاولت هذا الأسبوع أيضاً خرق الاتفاق وخلق أزمة وهمية بمزاعم كاذبة، مشيراً إلى أنه بفضل تمركز القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وفي محيطه، وبفضل تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الواضح والصريح، تراجعت حماس واستمر إطلاق سراح الرهائن.

كيف ترى واشنطن ملامح الخطة العربية بشأن غزة؟
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة، وذلك في أعقاب رفضهم مقترح الرئيس ترمب بتهجير سكان القطاع وسيطرة الولايات المتحدة عليه. فيما أفادت مصادر عربية أن قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير الحالي لمناقشة الرد على خطة الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.

وأوضح مكتب نتانياهو أن إسرائيل تعمل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بهدف إنقاذ جميع الرهائن - الأحياء والأموات - في أسرع وقت ممكن، وتستعد بكل قوة لمواصلة هذه المهمة على كافة الأصعدة.

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت "36 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 24 منهم"، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.

وقادت مصر وقطر وساطة هذا الأسبوع لمواصلة عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بعد تهديد حماس بتعليق إطلاق سراح الرهائن، وتوعد إسرائيل باستئناف الحرب.