القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة أدى إلى تدمير واسع النطاق
القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة أدى إلى تدمير واسع النطاق

دعت دولتا فرنسا وألمانيا، الأربعاء، إلى إجراء تحقيق في الضربة الإسرائيلية على مدرسة في جنوب قطاع غزة كانت تستخدم ملجأ، معتبرتين في بيانين منفصلين أن ما حدث أمر "غير مقبول". 

وكانت مصادر طبية قد أكدت مقتل 29 شخصا على الأقل في مدرسة جنوب خان يونس، الثلاثاء، في رابع غارة جوية تطال مؤسسة تعليمية في القطاع في غضون أربعة أيام.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن "الضربة التي نفذت أمس (الثلاثاء) على مدرسة العودة والتي خلفت العديد من القتلى، هي الثالثة التي تستهدف مدرسة للنازحين منذ السبت الماضي. ندعو إلى أن يتم التحقيق في كل هذه الضربات".

وكتبت وزارة الخارجية الألمانية على منصة أكس: "تعرض أشخاص يبحثون عن ملجأ في مدارس للقتل هو أمر غير مقبول. يجب ألا يقع المدنيون، لاسيما الأطفال، في مرمى النيران المتبادلة".

وأضافت: "يجب أن تتوقف الهجمات المتكررة على المدارس من قبل الجيش الإسرائيلي، ويجب أن يُفتح تحقيق" في الحادث.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "بصدد التحقق من المعلومات التي تفيد بإصابة مدنيين" في هذه الغارة.

وكان الجيش قد أعلن أنه نفذ خلال الليل غارة على مدينة غزة طالت أهدافا لحماس و"الجهاد الإسلامي" وتعمل من داخل مقر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وأضاف أن المسلحين "كانوا يعملون داخل مقر الأونروا في المنطقة ويستخدمونه قاعدة لشن هجمات على قوات الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة".

وأشار إلى "القضاء" على المسلحين والعثور على "كميات كبيرة من الأسلحة".

ولم تعلق الأونروا فورا على الغارة لكنها نوهت إلى أن ليس لديها "طريقة للتحقق" من المزاعم من استخدام منشاتها من قبل حماس وفصائل أخرى.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، قصف مدرسة العودة في بلدة عبسان "جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي".

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية والبرية على مدينة غزة وجنوب القطاع، منذ إصدارها أوامر بالإخلاء لعشرات الآلاف من سكان القطاع.

وفجر الأربعاء، قُتل أربعة أشخاص وأصيب آخر بجروح خطيرة في قصف على منزل في منطقة النصيرات، وسط قطاع غزة، وفق ما أكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس.

وفي بني سهيلا، قرب خان يونس، قُتل شخصان وأصيب ستة آخرون في غارة على منزل وفق ما أفاد مصدر طبي.

وتأتي الضربات العسكرية المكثفة في الوقت الذي يبدأ فيه مسؤولون إسرائيليون محادثات في قطر، الأربعاء، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

كاتس وجه رسالة إلى الشرع
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس (أرشيف)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال جولة ميدانية في ممر "موراغ" بقطاع غزة أن العملية العسكرية ستتواصل، محذراً من أن جيشه سيهاجم كافة مناطق القطاع إذا استمرت حركة  حماس في رفض الصفقات. 

جاء ذلك خلال زيارة أجراها الأربعاء برفقة قائد المنطقة الجنوبية وعدد من كبار القادة العسكريين، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.

وأضاف كاتس أن "الفرصة لإنجاز صفقة تبادل أصبحت اليوم أكبر مما كانت عليه قبل استئناف القتال"، مشيراً إلى أن الهدف المركزي لعملية "العزيمة والسيف" هو التوصل لصفقة جديدة لإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين.

من جهة أخرى، كشف بيان صادر عن مكتب الوزير عن نية الجيش للانتقال إلى مرحلة قتال عنيفة في كافة أنحاء القطاع في حال استمرار الرفض، مع تأكيده أن مساحات واسعة من غزة أصبحت ضمن مناطق الأمن الإسرائيلية، ما زاد من عزلتها.

وأقر الجيش الإسرائيلي بتدمير 25بالمئة فقط من أنفاق حماس منذ بدء الحرب قبل عام ونصف، كما عثر على أنفاق عابرة للحدود المصرية قرب محور صلاح الدين. 

وأشار إلى اعتماد حركة حماس الرئيسي على الأسلحة المفخخة مع صعوبات في استلام الأسلحة من الخارج.

يذكر أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في محور "نتسريم" الساحلي، مع السماح بتحرك المدنيين نحو الجنوب، فيما تركز على قطع الاتصال بين رفح وخان يونس بعد اكتشاف نفقين رئيسيين يربطان بين المدينتين.