مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس مكتظ بالمرضى ويستقبل المزيد
المراكز الصحية في غزة تعاني أوضاعا صعبة مع استمرار الحرب (صورة أرشيفية)

أعلن المليادرير الأميركي، أيلون ماسك، أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" تعمل الآن بمستشفى في غزة، وذلك بعد أشهر من المفاوضات بشأن الاستثناءات الإنسانية لتعتيم الإنترنت الذي فرضته إسرائيل على القطاع الذي مزقته الحرب، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وكتب ماسك على عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، أن خدمة ستارلينك تنشط الآن هناك "بدعم من إسرائيل والإمارات"، التي شاركت في مفاوضات للتخفيف من آثار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه رغم أن توفير خدمة الإنترنت لمستشفى واحد يشكل "تقدماً كبيراً"، فإن تأثيره المحدود "يعكس إحجام الحكومة الإسرائيلية عن تمكين سكان غزة من الوصول إلى الإنترنت على نطاق أوسع، خشية أن تستخدمه  حركة حماس" في الحرب.

وقال كين زيتا، خبير الاتصالات الذي عمل لدى الحكومة الأميركية منذ حوالي عقد من الزمن في تأمين الاتصال بالإنترنت في الأراضي الفلسطينية: "إنه عرض ضئيل.. فهو يشمل مكانا واحدا"، وفقا للصحيفة.

ويمكن لشبكة "ستارلينك" من الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض، توفير الإنترنت السريع في مناطق نائية أو مواقع تعطلت فيها البنية التحتية التي تخدم الاتصالات العادية.

من جانبه، وجه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، الأربعاء، الشكر لماسك على دعم شبكة "ستارلينك" للمستشفى الميداني الإماراتي في غزة.

وغرّد الشيخ عبد الله بن زايد عبر حسابه في منصة "إكس"، قائلا: "شكراً إيلون ماسك على دعم مستشفى الإمارات الميداني في غزة".

ورد إيلون ماسك على الشيخ عبد الله بالعربية، قائلا: "لا شكر على واجب".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت في فبراير الماضي على تشغيل خدمة الإنترنت الفضائي من شركة "ستارلينك" التي يملكها ماسك، في إسرائيل وأجزاء من قطاع غزة، حسب وكالة فرانس براس

ووقتها، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو قرعي، في بيان، إن خدمة الانترنت السريع من "ستارلينك" ستتيح "إقامة مؤتمرات عبر الفيديو مع مستشفيات أخرى، وتشخيص الأمراض عن بعد في الوقت الفعلي".

وتعاني مستشفيات غزة من الإنهاك بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، والتي أصيب خلالها عشرات آلاف الأشخاص، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان، الأسبوع الماضي، إن الأمم المتحدة تجري مناقشات مع السلطات الإسرائيلية بشأن إدخال معدات أمنية ومعدات اتصالات أساسية إلى غزة، لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.

وأوضح المكتب: "يحتاج عمال الإغاثة الإنسانية إلى معدات اتصال، لتنسيق العمليات وضمان سلامة الفرق العاملة في بيئة خطيرة للغاية".

Displaced Palestinian children queue to get a portion of cooked food from a charity kitchen in Beit Lahia in the northern Gaza…
أعلنت إسرائيل في بداية الشهر الجاري عن تجميد عمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة

حذر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأربعاء من أن المخزونات في قطاع غزة "تنفد بسرعة كبيرة"، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس.

وقال توم فليتشر في مؤتمر صحفي إنه بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير، تم تحقيق تقدم كبير في توفير الغذاء والدواء للملايين الذين كانوا في حاجة ماسة إليها، إضافة إلى بدء إعادة تشغيل المستشفيات. "لكن، منذ أحد عشر يومًا، لم يدخل أي شيء إلى المنطقة".

وأكد أن فترة "أحد عشر يومًا هي فترة طويلة جدًا لمنع وصول المساعدات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها"، وأشار إلى أن إمدادات المساعدات "تنفد بسرعة كبيرة".

كما ذكر أن "عدم إيصال الوقود يعني إغلاق الحاضنات"، محذرًا من أن الوضع "سيتحول بسرعة كبيرة إلى أزمة إنسانية جديدة".

 كان فليتشر زار القطاع في بداية فبراير، وقال وقتها "كان الوضع أسوأ مما توقعت. وقد أعددت نفسي للأسوأ".

وتحدث عن "صدمته" من رؤية الكلاب تنبش الأنقاض، مضيفًا "سألت زميلي الذي كان معي، لماذا الكلاب سمينة جدًا؟ فقال لأنها تبحث عن الجثث".

وأوضح أنه لاحظ أن الناس كانوا نحيفين، مشيرًا إلى أن الوضع كان مؤلمًا حتى على بعد عدة كيلومترات.

وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وأوقفت الأحد، إمدادات الكهرباء لمحطة تحلية المياه الرئيسية التي تزود ما لا يقل عن 600 ألف شخص.