حماس تعرضت لضربات عسكرية كبيرة خلال الحرب
حماس تعرضت لضربات عسكرية كبيرة خلال الحرب

تلقت حركة حماس الفلسطينية ضربات عدة في الفترة الماضية، كان من أهمها مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في طهران، ثم إعلان إسرائيل أنها قتلت، قبل أسابيع، القائد العسكري البارز، محمد الضيف، الذي تعتبره الرجل الثاني في الحركة بعد يحيى السنوار.

وطرحت هذه التطورات تساؤلات عن مدى تأثير تلك الضربات على الحركة المدرجة على قوائم الإرهاب بدول عدة،في حين تواصل إسرائيل هجومها العسكري على القطاع بعد نحو 10 أشهر من الحرب.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن مقتل الضيف "يمثل نهاية جهود إسرائيلية استمرت لسنوات لقتل الرجل الذي يعتبر فعليا الرجل الثاني في الحركة".

كما أن خسارة هنية ستكون أيضا صعبة على حماس، فقد كان ينظر إليه باعتباره شخصية أكثر اعتدالا داخل الحركة، وكان جسرا للتواصل بين الفصائل.

عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لموقع الحرة إن الاغتيالات لن تؤثر على حماس بالضرورة، فقد تم إضعاف الحركة بالفعل، خلال الفترة الماضية، من خلال العملية العسكرية الجارية، مشيرا إلى اغتيال عدد من قيادتها وتصفية جزء كبير من عناصرها، "لذلك فإن الجانب الأكبر من الحركة ومنظومتها العسكرية تم تفكيكه على مدار 10 أشهر".

ويدلل المحللل الشوبكي على ذلك بمقارنة وضع الحركة خلال الشهور الستة الأولى من الحرب والآن، حيث تراجعت القدرات العسكرية لها منذ ذلك الوقت.

ويعتقد الشوبكي أن تأثير الاغتيالات رمزي ومعنوي، وتاريخ الاغتيالات في المنطقة يشير إلى أنه لم يكن هو الحاسم في تغيير الأوضاع على الأرض، وعندما يذهب قائد يأتي قائد جديد يكون تأثيره فقط في سياق اللحظة.

والعامل الأساسي للحكم على حماس هو تأثير الضربات العسكرية، رغم أنه راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين، وفق الشوبكي.

ويعتقد مايكل ستيفنز من "مجموعة الأزمات الدولية" في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن الضربات سوف تسبب أضرارا مؤقتة، كافية لإجبار حماس على تقديم المزيد من التنازلات.

وقال أكرم عطاالله، المحلل السياسي الفلسطيني، لصحيفة نيويورك تايمز، إن حماس ستخرج من هذه الحرب وقد أصيبت بأضرار جسيمة، ليس فقط عسكريا، بل أيضا من حيث الدعم في غزة، المنطقة التي كانت "مركز ثقلها على الدوام".

وقال: "لا أحد يريد الذهاب إلى هناك (غزة)، لأن لا أحد يريد أن يتولى التعامل مع هذه المشكلة".

وفي المقابل، يقول مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية الأميركي إنه من غير المرجح أن يؤثر اغتيال هنية على العمليات العسكرية لحماس.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن "تاريخ حماس، وتطور الجماعات الفلسطينية المسلحة على مدى عقود من الزمان، ومنطق التمرد على نطاق أوسع، يشير إلى أن حماس لن تنجو فحسب، بل قد تخرج أقوى سياسيا".

وتقول الصحيفة، نقلا عن محللين، إن الضربات الإسرائيلية تقدم للقوات الإسرائيلية نصرا قصير الأجل على حساب النجاح الاستراتيجي طويل الأجل.

وتقول تهاني مصطفى، المحللة الشؤون الفلسطينية في "مجموعة الأزمات الدولية": "بدلا من خلق الانفصال الذي كانوا يأملون فيه، الذي من شأنه أن يجعل الناس خائفين أو مهزومين تماما، فإن هذا سيكون له التأثير المعاكس... لقد قدمت لهم إسرائيل للتو ورقة رابحة".

وحماس لاتزال نشطة في غزة، وتجند مسلحين جددا في غزة وخارجها، وقد عاود المسلحون الظهور مرة أخرى في المناطق التي طردتهم منها إسرائيل قبل أشهر.

وبالنسبة لحماس، فإن منطق التمرد يعني أن مجرد البقاء على قيد الحياة في مواجهة جيش أكثر قوة هو نصر، حتى لو كان رمزيا.

ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية إن وفاة هنية تلقي بمسار الحرب في غزة، والتوترات المتصاعدة في المنطقة، إلى حالة أعمق من عدم اليقين.

وبالنسبة لنيويورك تايمز فإن "حملات القتل المستهدفة، التي شنتها إسرائيل على مدى عقود من الزمان على منافسيها الفلسطينيين والإقليميين لها سجل مثير للجدال: فهذا التكتيك ببساطة خلق مساحة لأحزاب أو قادة جدد للظهور أعداء لإسرائيل، وغالبا مع استبدالهم بقوى أكثر تشددا".

ويعتقد المحلل الأمني والاستراتيجي الإسرائيلي، أمير أورن، لموقع الحرة أن الهجمات الإسرائيلية أعطت لإيران حافزا للتصعيد، لكن هناك اعتبارات أخرى لعدم التصعيد، وقد تسير الأمور في أي اتجاه.

وتشير المحللة السياسية، هدى مصطفى، للصحيفة الأميركية، في سياق استعراضها لأسباب بقاء حماس، إلى عدم اعتمادها بشكل مفرط على الدعم المادي من داعميها الأجانب.

ورغم أن إيران هي المصدر الرئيسي لأموال حماس وأسلحتها، فقد استخدمت حماس طائراتها الهجومية من دون طيار في السابع من أكتوبر.

ومسلحو حماس "يشغلون مهندسين يعرفون كيف يستفيدون من أي شيء يمكنهم العثور عليه على الأرض، من الإمدادات المنهوبة من القواعد الإسرائيلية أو الكمائن على المركبات الإسرائيلية، أو من استخراج المواد من الذخائر غير المنفجرة والطائرات من دون طيار التي سقطت" وفق مصطفى.

وتضيف: "لقد حصلوا على الكثير من الدعم الخارجي من حيث التمويل والتدريب، ولكن من حيث الخدمات اللوجستية، فإن الكثير من ذلك محلي الصنع. ولهذا السبب، حتى الآن، بعد ما يقرب من 10 أشهر، لم نشهد تراجع المقاومة".

وتتوقع مصطفى فترة طويلة من فراغ السلطة في غزة.

أورن، قال لموقع الحرة، إنه لو كانت النية الإسرائيلية في اغتيال هنية (لم تقر إسرائيل رسميا باغتياله) هي جعل محمد دحلان حاكما فعليا لغزة، مع العلم أن هنية عدوه اللدود، فإن ذلك سيساعد إسرائيل في الحرب، لكن ربما تكون هناك اعتبارات أخرى.

وقال عطالله إنه "حتى لو وجهت إسرائيل في النهاية ضربة حاسمة لحماس، فإن السؤال الوحيد سيكون هو: من سيظهر بعد ذلك؟. ما دام هناك احتلال، سيستمر الفلسطينيون في القتال. سواء كانت حماس لاتزال موجودة أم لا".

ويقول الشوبكي إن حماس ليست فقط تنظيما مسلحا ولكن "بيئة حاضنة تضخ عناصر مؤيدة لإيدولوجيتها وبالتالي، فإنه حتى إذا تم إضعاف التنظيم وتفكيك قدراته العسكرية، وبقيت الظروف التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ستفرز البيئة عناصر جديدة لحماس".

ويضيف: "لكن إذا تغيرت الظروف، سيدفع ذلك باتجاه بناء الدولة الفلسطينية والتنمية والعمل السياسي وليس العمل المسلح، وهو ما ترفضه إسرائيل من خلال سلوك الحكومة الإسرائيلية".

الغارة الإسرائيلية على مدرسة الجاعوني أدت إلى مقتل 18 شخصا بينهم ستة موظفين أمميين
الغارة الإسرائيلية على مدرسة الجاعوني أدت إلى مقتل 18 شخصا بينهم ستة موظفين أمميين

قال مسؤول أممي كبير، السبت، إن المعلمين وغيرهم من موظفي الأمم المتحدة في غزة يخشون أن يصبحوا "هدفا" بعد غارة جوية إسرائيلية هذا الأسبوع على مدرسة تؤوي نازحين في القطاع المحاصر.

وأدت الغارة الإسرائيلية، الأربعاء، على مدرسة الجاعوني التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والواقعة في وسط قطاع غزة وتؤوي نازحين، إلى مقتل 18 شخصا بينهم ستة موظفين أمميين.  

وهذه الحادثة هي الأكثر دموية التي تتعرض لها مؤسسة تابعة للأونروا منذ أكثر من 11 شهرا من الحرب، وقد أثارت إدانة دولية.

وصرّح مدير عمليات الأونروا في غزة بالإنابة سام روز لوكالة فرانس برس، السبت، بعد زيارته المدرسة في مخيم النصيرات، "قال أحد الزملاء إنهم لم يعودوا يرتدون سترة الأونروا لأنهم يشعرون أن ذلك يحولهم إلى هدف".

وأضاف "كان الزملاء يتجمعون لتناول وجبة بعد العمل في أحد الفصول الدراسية عندما أدت الضربة إلى تدمير جزء من المبنى، ولم يبق منه سوى كومة متفحمة من الحديد المسلح والخرسانة".

وتابع روز "لقد أحضر ابن أحد الموظفين وجبة طعام إلى المبنى"، موضحا أن المجموعة ناقشت بعد ذلك ما إذا كانت ستأكلها في مكتب المدير قبل أن يستقر الخيار على ما يبدو أنه فصل دراسي مزين بصور علماء.

وشدد "كانوا يأكلون عندما سقطت القنبلة".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ "ضربة دقيقة" استهدفت مسلحين من حماس داخل حرم المدرسة، وإنه اتخذ خطوات لتقليل الخطر على المدنيين.

كما نشر الجيش الإسرائيلي قائمة بأسماء تسعة أشخاص قال إنهم مسلحون قتلوا في غارة النصيرات، مضيفا أن ثلاثة منهم موظفون في وكالة الأونروا.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن المدرسة أصبحت "هدفا مشروعا" لأن حماس استخدمتها لشن هجمات.

لكن مدير عمليات الأونروا في غزة بالإنابة سام روز اعتبر أن مثل هذه التصريحات تزيد من تقويض الروح المعنوية لموظفي الأمم المتحدة الذين ما زالوا في المدرسة التي تؤوي الآلاف من المتضررين من الحرب.

وقد دفع النزاع كل سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح مرة واحدة على الأقل.

وقال روز "إنهم غاضبون خصوصا من الاتهامات التي وجهت بشأن تورط زملائهم في أنشطة متطرفة وإرهابية".

وأضاف أنهم "شعروا بأن ذلك تشويه لذكرى زملاء أعزاء وأصدقاء أعزاء"، موضحا أن الموظفين "مفجوعون" و"يائسون".

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مقتل 220 على الأقل من موظفيها في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة والتي اندلعت بعد الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وأسفر الهجوم المفاجئ عن مقتل 1205 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كما تم خطف 251 رهينة، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 41182 شخصا على الأقل في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع التي تديرها حركة حماس.

وأعلنت الأونروا، الجمعة، مقتل أحد موظفيها خلال عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهي سابقة في المنطقة منذ أكثر من عقد.

توظف الوكالة الأممية أكثر من 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية وأماكن أخرى.

وتعيش الأونروا أزمة منذ أن اتهمت إسرائيل 19 من موظفيها بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر.

وبعد أن أكملت هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة تحقيقات في هذا الشأن، أعلنت المنظمة في الخامس من أغسطس أن تسعة موظفين في الأونروا "ربما شاركوا" في هجوم حماس، موضحة أنها قامت بـ"إنهاء خدمات هؤلاء الأشخاص التسعة".

وقال حينها المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إنه "في واحدة من الحالات، لم يحصل مكتب خدمات الرقابة الداخلية على أي دليل يدعم الادعاء ضد الموظف، وفي تسع حالات أخرى، كانت الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية غير كافية لدعم الادعاء ضد الموظفين".