العنف تصاعد في الضفة الغربية بعد الحرب في قطاع غزة (صورة لقوات إسرائيلية بمخيم بلاطة في نابلس)
الضفة الغربية تشهد تصعيدا خطيرا بعدما أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية هي الأوسع منذ عام 2006

أفادت مراسلة "الحرة" أن متضامنة أميركية من أصل تركي قُتلت، الجمعة، خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

ونقلت مراسلة "الحرة" عن مصادر طبية في نابلس أن المتضامنة الأميركية قتلت برصاصة إسرائيلية في الرأس.

ولم يصدر تعليق من السلطات الإسرائيلية بشأن الحادثة. 

وتشهد الضفة الغربية تصعيدا خطيرا بعدما أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية هي الأوسع منذ عام 2006، تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات حتى الآن.

وتأتي هذه العملية العسكرية، تزامنا مع تصاعد الخطاب المتشدد من اليمين الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية، فضلا عن هجمات المستوطنين المتطرفين في مختلف المدن والبلدات. 

وتصاعدت الاشتباكات في الضفة الغربية منذ بدأت حرب إسرائيل مع مسلحي حركة حماس في قطاع غزة قبل نحو 11 شهرا.

وتتهم إسرائيل إيران بتقديم الأسلحة والدعم للجماعات المسلحة في الضفة الغربية وتكثف العمليات هناك، في حين يشن مستوطنون يهود هجمات متكررة على بلدات فلسطينية.

ويقول تحليل لصحيفة "هآرتس" إن هذا النشاط يعكس ارتفاعا حادا في التحذيرات من الهجمات الوشيكة، ما يدفع الضفة الغربية إلى نقطة الغليان، خاصة بعد تشجيع عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين المستوطنين من التعدي على الفلسطينيين.

وأوضحت أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشعر بالقلق من تأثير استفزازات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على الحرم القدسي.

وذكرت أن الهجمات التي يشنها المستوطنون المتطرفون على القرى الفلسطينية تتضاعف، لأن المهاجمين يشعرون بأنهم يتمتعون بدعم من ممثليهم في الائتلاف الحاكم.

إسرائيل استهدفت مناطق عديدة في قطاع غزة مع استئناف الضربات - رويترز
إسرائيل استهدفت مناطق عديدة في قطاع غزة مع استئناف الضربات - رويترز

أعلنت السلطات الصحية في غزة ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية إلى 354 شخص وأكثر من 440 إصابة، فيما قالت إسرائيل أن حملتها العسكرية ستتوسع "لما هو أبعد" من الضربات الجوية.

وتشهد مدينة بيت حانون شمالي القطاع وبلدتي عبسان وخزاعة شرقي مدينة خان يونس، عمليات نزوح، بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي أوامر لإخلاء هذه المناطق.

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن اسم العملية التي بدأت الليلة الماضية ضد حركة حماس في غزة هو "العزة والسيف".

وتأتي الضربات وسط وضع إنساني متدهور في القطاع، مع انقطاع الكهرباء والمياه وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، وعدم الاتفاق على بنود المرحلة الثانية أو تمديد وقف إطلاق النار.

ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى "التحرك الفوري" لوقف الهجمات الإسرائيلية.

A Palestinian casualty is brought to Nasser hospital following Israeli strikes, in Khan Younis in the southern Gaza Strip
الجيش الإسرائيلي: الحملة في غزة ستتوسع لما هو أبعد من الغارات الجوية
قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه مستعد لمواصلة الهجمات على قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والبنية التحتية في قطاع غزة ما دامت هناك حاجة لذلك وسوف يوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه بدأ شن هجمات ضد "أهداف تابعة لحركة حماس في غزة".

ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، صورا لرئيس الأركان أيال زامير ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وقائد سلاح الجو تومر بار، خلال إشرافهم على "الغارات المكثفة على أهداف حماس الليلة الماضية من غرفة عمليات سلاح الجو".

وقال الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إنه "مستعد لمواصلة الهجمات على قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والبنية التحتية في قطاع غزة ما دامت هناك حاجة لذلك، وسيوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية".

وأعربت عائلات المختطفين في قطاع غزة عن قلقها من قرار الحكومة، معتبرة أن استئناف القتال قبل عودة آخر المختطفين قد يعرض حياتهم للخطر.

وانتقد مسؤول أمني إسرائيلي استئناف العمليات العسكرية، معتبرًا أن "الضغط العسكري الشديد لم يؤد حتى الآن إلى تليين موقف حماس في المفاوضات، فكيف يمكن أن يحقق ذلك هجوم جديد؟" وفق حديثه لهيئة البث.
 
وأشارت الهيئة إلى أن الاجتماع الحكومي الذي سبق الهجوم جرى وسط توتر بين نتنياهو ورئيس الشاباك، حيث أبلغ رئيس الوزراء بار أنه سيطرح قرارًا حكوميًا لإنهاء مهامه بسبب "فقدان الثقة المستمر".

وأعلنت حماس أن إسرائيل أنهت بغاراتها هذه اتفاق وقف إطلاق النار، مما يترك مصير 59 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة مجهولا، وفق بيان نقلته رويترز.

وجاء في البيان: "نتانياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".

كما أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية  بيان جاء فيه: "تدين الهجوم الوحشي المتواصل على قطاع غزة" وتطالب "بتدخل دولي عاجل لوقف جريمة الإبادة وتهجير الفلسطينيين في غزة".

من جانبه، اتهم مكتب نتانياهو حماس "بالرفض المتكرر لإطلاق سراح رهائننا"، ورفض مقترحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وقال في بيان: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدا، لمواجهة حماس بقوة عسكرية متزايدة".

وفي واشنطن، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأميركية قبل تنفيذ الضربات، التي قال الجيش إنها استهدفت "قادة الصف الثاني في حماس ومسؤولين قياديين، بالإضافة إلى بنية تحتية تابعة للحركة المسلحة".

وذكر المتحدث برايان هيوز: "كان بإمكان حماس إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".

كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة.

وقالت في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".

وكانت مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس تُعقد في الدوحة، حيث يسعى وسطاء من مصر وقطر إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي شهدت إعادة الحركة الفلسطينية 33 من الرهائن الإسرائيليين و5 تايلانديين مقابل نحو 2000 سجين فلسطيني.

وضغطت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة من أجل إعادة باقي الرهائن المحتجزين في غزة وعددهم 59، مقابل هدنة أطول أمدا تنهي القتال حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في أبريل.

لكن حماس أصرت على الانتقال إلى المفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.

وطالما تبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير، وشهدت المرحلة الأولى عثرات عديدة. لكن الطرفين تجنبا العودة الكاملة للقتال حتى الآن.

ومنعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، وهددت مرارا باستئناف القتال إذا لم توافق حماس على إعادة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الغارات التي نفذها في الساعات الأولى من صباح اليوم، لكن السلطات الصحية الفلسطينية أفادت بوقوع أضرار في مناطق عديدة من غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ملاجئ مؤقتة أو مبان مدمرة.

وقُصف مبنى في مدينة غزة في الطرف الشمالي من القطاع وكذلك ثلاثة منازل على الأقل في دير البلح وسط غزة.

كما ذكر مسعفون وشهود لرويترز أن الغارات أصابت أهدافا في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.