انزعاج أميركي، وتنديد تركي، بعد مقتل الناشطة عائشة نور إزغي إيغي، من سياتل التي قتلت برصاص القوات الإسرائيلية خلال احتجاج سلمي "مناهض للاستيطان" على ما أكد مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
الناشطة وهي في منتصف العشرينات وهي مواطنة أميركية- تركية كانت في بلدة بيتا القريبة من نابلس، في إطار تظاهرة أسبوعية ضد توسيع المستوطنات الإسرائيلية.
وكانت عائشة عضوا في حركة التضامن الدولية "ISM"، وهي منظمة مؤيدة للفلسطينيين، وكانت في بلدة بيتا للمشاركة في تظاهرة أسبوعية ضد المستوطنات الإسرائيلية، حسبما قالته نيتا غولان، المؤسسة المشاركة للمجموعة.
وتعد عائشة ثالث متطوعة تقتل ضمن حركة "ISM" منذ عام 2003، بحسب ما نقلته "واشنطن بوست" عن بيان للحركة، الجمعة.
وأعلن مدير مستشفى رفيديا في مدينة نابلس أنها أصيبت برصاصة في الرأس.
وروى رئيس بلدية بيتا محمود برهم لوكالة فرانس برس أن الوقائع جاءت بعد أداء صلاة الجمعة في محيط جبل صبيح، للاحتجاج على وجود بؤرة استيطانية هناك.
وقال إنه أُبلغ بأن جنديا من الجيش الإسرائيلي "أطلق رصاصتين فقط باتجاه من ظلوا في الموقع ومنهم المتضامنة الأجنبية، وأن رصاصة قد أصابت رأسها".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الأمر واعترف بأن قواته أطلقت النار، مبررا ذلك بأنها كانت ترد على "نشاط عنيف".
وأضاف أن الجيش "ينظر في تقارير تفيد بمقتل مواطنة أجنبية نتيجة لإطلاق النار".
رئيسة جامعة واشنطن، آنا ماري كوس، قالت في بيان تلقينا "أنباء فظيعة أن القوات الإسرائيلية قتلت خريجة جامعة واشنطن، إيغي، في الضفة الغربية"، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن".
This morning brought the awful news that recent UW graduate Aysenur Eygi was reportedly killed by Israeli troops in the West Bank. My heart goes out to Aysenur’s family, friends and loved ones. 1/3
— Ana Mari Cauce (@amcauce) September 6, 2024
وأضافت أنها كانت "مرشدة في علم النفس ساعدت في الترحيب بالطلاب الجدد في القسم، وكان لها تأثير إيجابي في حياتهم".
وتخرجت إيغي من جامعة واشنطن التي مقرها سياتل الربيع الماضي.
ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، قوله إن عائلة إيغي ستقرر مكان دفنها ما إذا كان سيتم في تركيا أم لا، مشيرا إلى أنها كانت تعيش في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وقبل ذلك عاشت في تركيا.
ردود أفعال
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أثناء مرافقتها الرئيس الأميركي، جو بايدن، على متن الطائرة الرئاسية "إيرفورس وان": "نشعر بقلق عميق إزاء الوفاة المأسوية لمواطنة أميركية".
وأضافت "تواصلنا مع حكومة إسرائيل لطلب المزيد من المعلومات والتحقيق في الحادثة".
وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن الناشطة قُتلت بنيران القوات الإسرائيلية.
وأورد المكتب في بيان "في 6 سبتمبر، أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية النار على رأس ناشطة أميركية تبلغ 26 عاما وقتلتها في بلدة بيتا في نابلس، أثناء مشاركتها في احتجاج سلمي مناهض للاستيطان".
من جانبه، عبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن أسفه لمقتلها.
وقال بلينكن للصحافة أثناء تواجده في جمهورية الدومينيكان: "نأسف لهذه الخسارة المأسوية"، مقدما "أعمق تعازيه" لأسرة عائشة نور إزغي إيغي".
وعندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد إسرائيل، قال بلينكن: "أولا وقبل كل شيء، دعونا نعرف ما حدث بالضبط وسوف نستخلص الاستنتاجات والنتائج".
من جانبه دان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الجمعة، "التدخل الهمجي لإسرائيل" بعد مقتلها.
وكتب في منشور على منصة إكس "أدين التدخل الهمجي لإسرائيل ضد تظاهرة احتجاج على الاحتلال في الضفة الغربية وأدعو ليرحم الله مواطنتنا عائشة نور إزغي إيغي التي قضت في الهجوم".
وقال السيناتور الأميركي الديمقراطي، كريس فان هولن، إن إيغي هي ثالث شخص يحمل الأميركية يقتل في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر.
وأضاف هولن، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "إدارة بايدن لم تبذل جهودا كافية لتحقيق العدالة والمساءلة نيابة عنهم... إذا لم تسع حكومة (بنيامين) نتانياهو إلى تحقيق العدالة للأميركيين، فيتعين على وزارة العدل الأميركية القيام بذلك".
ويُذكر مقتل الناشطة عائشة بمقتل الناشطة الأميركية، ريتشيل كوري، التي كانت تبلغ من العمر 23 عاما، وقتلت في قطاع غزة في 2003، عندما وقفت مع مجموعة من المتضامنين المؤيدين للفلسطينيين في وجه جرافة إسرائيلية لمنع هدم أحد البيوت.
وفي عام 2023، قدم الجيش الإسرائيلي اعتذاره عن مقتل مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، والتي تحمل الجنسية الأميركية أيضا بعدما قتلت، في 11 مايو عام 2022.