السنوار قتل في الطابق الثاني
السنوار قتل عن عمر ناهز 61 عاما

قال ضابط في الجيش الإسرائيلي، إن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ارتكب "خطأً فادحًا" أدى إلى مقتله، فيما كُشف عن تفاصيل جديدة بشأن العملية التي أنهت حياة المطلوب الأول لدى إسرائيل.

ووفقًا لصحيفة "تلغراف" البريطانية، أوضح الرائد في الجيش الإسرائيلي، دورون سبيلمان، أن السنوار ارتكب خطأ بمغادرته الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة، إلى مبنى سكني في رفح، حيث تم تعقبه بواسطة طائرة مسيرة.

وكان السنوار مختبئًا في أنفاق غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، كان هو أهم المخططين له. وقد نشر الجيش الإسرائيلي في السابق، مقطع فيديو قال إنه يوثق تحرك السنوار وأفراد من أسرته داخل شبكة الأنفاق.

وأضاف سبيلمان أن "قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت السنوار على ارتكاب هذا الخطأ والتحرك مثل الهارب، حيث قامت تدريجيا بإغلاق الشوارع وتفجير الأنفاق حول رفح في جنوب القطاع".

من جانبها، كشفت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، تفاصيل متعلقة بعملية قتل السنوار، موضحة أنها بدأت صباح الأربعاء، عندما رصدت قوة إسرائيلية "مشبوهين" قرب حي تل السلطان برفح، جنوبي القطاع.

واقتربت قوة بقيادة قائد الفرقة 450، ورصدت 3 أشخاص: "اثنان بعباءات وثالث مسلح". وأطلق القائد النار على المسلح، ليتضح لاحقًا أنه السنوار.

وقرر قائد الفرقة 450 إطلاق النار على المسلح الذي كان يقف من الخلف، خشية أن يكون أحد الاثنين الآخرين مختطفا، فأطلق النار على يده وقطعها، في النهاية تبين أنه السنوار، وفق القناة.

وبعد إطلاق النار، ركض المسلحان إلى منزل معين، بينما ركض السنوار إلى منزل مجاور واختفى من المنطقة. وفي هذه الأثناء بدأ تبادل لإطلاق النار أُصيب خلاله جندي إسرائيلي بجروح خطيرة.

ولاحقًا، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف على المنزل الذي احتمى فيه السنوار، فيما ألقى الأخير قنبلتين على الجنود، قبل أن ترصده طائرة مسيرة. 

بعدها، أطلقت القوات قذيفة أخرى أدت إلى مقتله، صباح الخميس، حيث تم تأكيد هويته والعثور على وثائق سرية بحوزته.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد أوضح في وقت سابق أن السنوار كان يحمل مسدسًا و40 ألف شيكل (حوالي 10 آلاف يورو)، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وأكد هاغاري عدم وجود رهائن إسرائيليين في المنطقة المحيطة بالمقاتلين الثلاثة، مشيرًا إلى الرهائن المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.

كما كشف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، هوية رفيق زعيم حركة حماس الذي قتل معه، حيث ذكر في بيان أنه "المدعو محمود حمدان (توم)"، موضحا أنه "كان قائد كتيبة تل السلطان التابعة لحماس، وكان مسؤولاً عن تأمين السنوار وعن ستة رهائن الذين تم قتلهم في المنطقة".

وأضاف أنه "قبل عدة أسابيع، تم تحديد أن (توم) قُتل على الأرجح بناءً على معلومات استخباراتية. واليوم نفهم أن المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها نبأ مقتله لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، بحيث استمر حمدان في عملية حماية السنوار".

وأشار إلى أنه "اليوم (الجمعة) قُضي على (توم) في اشتباك مع جنود من الجيش الإسرائيلي على بعد حوالي 200 متر من المكان الذي تم فيه تصفية السنوار".

وبدورها، أكدت الشرطة الإسرائيلية أيضًا بعد مطابقة الحمض النووي، أن بالفعل الجثة التي وصلتها هي للمطلوب الأول لدى إسرائيل، يبقى مصير الجثة غير واضح حتى الآن.

ولم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحتفظ بالجثة لاستخدامها في أية صفقة تبادل محتملة مقبلة، أو ما إذا كان سيتم دفنها بطريقة أخرى، أو إعادتها إلى حركة حماس.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدامها ضمن عملية تبادل مسألة "غير مرجحة"، نظرا لأن "المسؤولين في إسرائيل لا يريدون لمكان دفن الجثمان (في الأراضي الفلسطينية) أن يصبح مزارا".

السنوار أصبح رئيسا للمكتب السياسي لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو
من سيخلف السنوار؟
عندما اغتيل إسماعيل هنية في طهران لم يكن اسم يحيى السنوار متداولا ضمن القائمة المحتملة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وكان ذلك مرتبطا باعتبارات تتعلق بتواجده في غزة وصعوبة انتقاله والتواصل معه، فضلا عن كونه "مهندس" هجوم السابع من أكتوبر مما يجعل عملية المفاوضات مقعدة في حال اختياره.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون بي ألترمان، للصحيفة: "أعتقد أنه سيتم دفنه بمكان سري غير معلن"، مشيرا إلى أنه "حينما قتل (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، حظي بجنازة كريمة على الطريقة الإسلامية".

وكانت قوات أميركية قد ألقت جثمان بن لادن في البحر، بعد اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية.

وأوضح ألترمان أنه من المرجح أن يكون موقع دفن السنوار في إسرائيل، حيث "يرغب الإسرائيليون في تجنب فكرة ادعاء أنصاره (السنوار) بأنه دفن كشهيد في الأراضي الفلسطينية".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق من الصحيفة.

وذكر تقرير سابق نُشر على موقع "الحرة"، أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن مقتل السنوار "يعد فرصة" للعمل على إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي توعد بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، أن مقتل السنوار "محطة مهمة" في تراجع الحركة، لكنه أكد أن "الحرب لم تنتهِ بعد".

وقال نتانياهو: "اليوم، الشر تلقى ضربة شديدة"، مؤكدًا أن "تصفيته محطة مهمة في تراجع حكم حماس الشرير".

واعتبر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، أن إسرائيل "صفّت الحساب" مع السنوار الذي أمضى أكثر من عقدين معتقلًا في سجونها.

في المقابل، نعت منظمة التحرير الفلسطينية السنوار. وفي بيان منفصل، نعت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السنوار أيضا.

وتولى السنوار (61 عامًا) زعامة الحركة بعد مقتل سلفه إسماعيل هنية في عملية اغتيال بطهران في 31 يوليو، نُسبت إلى إسرائيل، التي لم تُعلق عليها رسميًا.

وقُتل العديد من قادة حماس منذ اندلاع الحرب، وكان السنوار مطلوبًا لإسرائيل، مثل محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من أغسطس الماضي أن الضيف قُتل بضربة جوية في خان يونس جنوبي القطاع في 13 يوليو، لكن حماس لم تؤكد ذلك.

ويتّهم الجيش الإسرائيلي السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي تسبب بمقتل نحو 1200 شخص، غالبيتهم مدنيون، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لأرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل على ذلك بقصف مكثف وعمليات عسكرية برية، مما أسفر عن مقتل نحو 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

كاتس وجه رسالة إلى الشرع
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس (أرشيف)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال جولة ميدانية في ممر "موراغ" بقطاع غزة أن العملية العسكرية ستتواصل، محذراً من أن جيشه سيهاجم كافة مناطق القطاع إذا استمرت حركة  حماس في رفض الصفقات. 

جاء ذلك خلال زيارة أجراها الأربعاء برفقة قائد المنطقة الجنوبية وعدد من كبار القادة العسكريين، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.

وأضاف كاتس أن "الفرصة لإنجاز صفقة تبادل أصبحت اليوم أكبر مما كانت عليه قبل استئناف القتال"، مشيراً إلى أن الهدف المركزي لعملية "العزيمة والسيف" هو التوصل لصفقة جديدة لإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين.

من جهة أخرى، كشف بيان صادر عن مكتب الوزير عن نية الجيش للانتقال إلى مرحلة قتال عنيفة في كافة أنحاء القطاع في حال استمرار الرفض، مع تأكيده أن مساحات واسعة من غزة أصبحت ضمن مناطق الأمن الإسرائيلية، ما زاد من عزلتها.

وأقر الجيش الإسرائيلي بتدمير 25بالمئة فقط من أنفاق حماس منذ بدء الحرب قبل عام ونصف، كما عثر على أنفاق عابرة للحدود المصرية قرب محور صلاح الدين. 

وأشار إلى اعتماد حركة حماس الرئيسي على الأسلحة المفخخة مع صعوبات في استلام الأسلحة من الخارج.

يذكر أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في محور "نتسريم" الساحلي، مع السماح بتحرك المدنيين نحو الجنوب، فيما تركز على قطع الاتصال بين رفح وخان يونس بعد اكتشاف نفقين رئيسيين يربطان بين المدينتين.