أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن عدد السكان الذين غادروا منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، وصل إلى أكثر من 5 آلاف شخص، وذلك في وقت تحدث فيه صحفيون فلسطينيون عن "حصار" عائلات، ووضع القوات الإسرائيلية "براميل متفجرة" في الأحياء السكنية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان: "يتواصل انتقال السكان الفلسطينين من منطقة جباليا حيث انتقل حتى الساعة أكثر من 5,000 فلسطيني من المنطقة. يواصل السماح للسكان بالانتقال بشكل آمن من المنطقة عبر المسارات المرتبة".
يأتي ذلك في الوقت الذي نقل فيه التلفزيون الفلسطيني عن صحفيين من شمالي غزة، أن هناك "مناشدات متواصلة من عائلات محاصرة في منطقة أبو قمر بمخيم جباليا، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر، وقيام القوات الإسرائيلية بوضع براميل من المتفجرات في الأحياء السكنية".
وتواصل موقع "الحرة" مع الجيش الإسرائيلي للحصول على تعليق بهذا الصدد. وقال الجيش إنه يقوم بـ"فحص" الأمر.
ونقلت وكالة رويترز عن السلطات الصحية في القطاع، الأحد، أن 87 شخصا قتلوا في القصف الإسرائيلي لمنازل في بيت لاهيا، "يوم السبت فقط".
وأوضحت وكالة وفا، أن "عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وندد المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الأحد، بالغارات الجوية الإسرائيلية على بيت لاهيا، ودعا إلى "وقف الهجمات على المدنيين" وحث على حماية الفلسطينيين النازحين.
كما قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة، جويس مسويا، السبت، أن الفلسطينيين يعانون "أهوالا تفوق الوصف" في شمال قطاع غزة.
وأضافت، وفق فرانس برس: "هُجّر عشرات آلاف الفلسطينيين قسرا. وبدأت الإمدادات الأساسية تنفد. وضُرِبت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى".
وفي ذات السياق، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، "الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير" في شمالي قطاع غزة.
واتهمت القوات الإسرائيلية بـ"إجبار المواطنين في الشمال على النزوح، تحت القصف أو القتل الفردي والجماعي".
كما أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بيانًا، الأحد، دانت فيه قصف مربع سكني في بيت لاهيا، معبرة عن "رفض المملكة المطلق واستنكارها لاستمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية".
وشدد البيان على "ضرورة ضمان حماية المدنيين، والمرافق الإنسانية ومراكز الإيواء، وضرورة إلزام إسرائيل وقف انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان، أنه يواصل عملياته في شمال ووسط وجنوب القطاع، وقال إن قواته "قضت على العشرات من الإرهابيين خلال مواجهات عن قرب على الأرض وفي ضربات جوية".
كما قال الجيش إن حصيلة الضحايا التي تحدثت عنها السلطات في غزة "مبالغ فيها ولا تتوافق مع المعلومات الواردة (...) وأنواع الذخيرة الدقيقة التي تم استخدامها ودقة الإصابة".
وأعلن الدفاع المدني في غزة، السبت، مقتل أكثر من 400 فلسطيني في شمال القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي حملة تستهدف الشمال المحاصر.
وأورد الدفاع المدني أن قصفا على جباليا بشمال القطاع أسفر عن 33 قتيلا.
وتتعرض جباليا منذ 6 أكتوبر لهجوم جوي وبري مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن حماس تعيد ترتيب صفوفها في هذه المنطقة.
ومن جانب آخر، ذكر مراسل الحرة، أن حركات يمينية إسرائيلية تقيم، الأحد والإثنين، حشدا جماهيريا بعنوان "الاستعداد للاستيطان في غزة"، بين كيبوتس بئيري والقطاع الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشرطة والجيش في إسرائيل صادقا على هذا الاجتماع، الذي بادر إليه حزب العظمة اليهودية وحركات يمينية استيطانية متطرفة.
وأعرب رؤساء سلطات المحلية في كل من بئيري وشعار هنيغيف واشكول، عن غضبهم ورفضهم القاطع لهذه التجمعات، معتبرين أنها "سياسية محضة"، وفق مراسل الحرة.
وكانت وفا قد ذكرت أن القوات الإسرائيلية حاصرت، فجر السبت، مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، و"استهدفت كل من يتحرك في محيطه".
ونقلت عن مصادر طبية، أن الدبابات "حاصرت المستشفى وأطلقت قذائفها نحو مرافقه. كما توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب إطلاق النار صوب المستشفى".
وقالت "وفا" إن مستشفيات شمالي القطاع "غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية بسبب كثرة الإصابات والقتلى"، لافتة إلى أن المستشفيات هناك "لم يعد فيها متسع، بينما يتم العمل بنظام الأولوية والمفاضلة".
كما أن أقسام الحضانة في المستشفيات ممتلئة ولا مكان لأي مولود أو أطفال خدّج جدد، وتم تأجيل بعض العمليات القيصرية.