صورة لتبعات الحرائق في البيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي
صورة لتبعات الحرائق في البيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي

مع حلول الساعة الثالثة والنصف تقريبا من فجر الإثنين بتوقيت مدينة رام الله، تسلل مستوطنون إسرائيليون مسلحون إلى مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، وأشعلوا النار في 18 مركبة على الأقل.

وتحيط مستوطنتا بيت ايل وبساغوت بمدينة البيرة من الشمال والشرق على الترتيب. وحسب مراسلة الحرة، أشعل مستوطنون النار في المركبات الموجودة أمام المنازل في المنطقة الصناعية بالمدينة.

وامتدت ألسنة اللهب إلى مبنى سكني تضررت واجهته، لكن تمكّن سكانه من إخماد الحريق، وسط حالة من الرعب.

كما ذكرت مراسلة الحرة أيضًا أن مستوطنين هاجموا، الإثنين، بلدة برقة في قضاء رام الله بالضفة الغربية.

وأعاد مشهد الحريق الواسع إلى الأذهان ما جرى قبل الحرب الحالية في غزة، في قرى ترمسعيا برام الله، وقرى مدينة نابلس، من حرائق أدت لتضرر بيوت فلسطينيين وممتلكاتهم الخاصة.

وشهدت تلك الأحداث تنديدا دوليا واسعا، حيث بدأت بعدها بعض الدول بفرض عقوبات محدودة على مجموعات من المستوطنين.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، الإثنين، هذه الأحداث، وقالت إن "هجوم ميليشيات المستوطنين الوحشي على مدينة البيرة وارتكابها جريمة إحراق مركبات ومنازل فلسطينية، امتداد لجرائم عصابات المستوطنين في طول الضفة وعرضها بما فيها القدس".

واعتبرت أن الهجمات لم تكن لتحدث "لولا الشعور بالحماية والإسناد والحصانة من المستوى السياسي" في إسرائيل، "خاصة وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف الذين يحرضون علناً على المواطنيين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم".

وتصاعدت هجمات المستوطنين بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023، بوتيرة غير مسبوقة، سواء بالحرق والاعتداء والقتل وملاحقة المزارعين الفلسطينيين، وفق إحصاءات رسمية فلسطينية.

وقال رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية، مؤيد شعبان، إن المستوطنين "نفذوا خلال أكتوبر الماضي 360 اعتداء على مناطق فلسطينية، تركز معظمها في محافظات نابلس والخليل والقدس".

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الشهر الماضي، عقوبات على حركة "شباب التلال" الإسرائيلية، بسبب علاقاتها مع يهود متطرفين يحاولون إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، ويستخدمون العنف ضد الفلسطينيين.

وفي إعلانها، وصفت وزارة الخزانة الأميركية حركة شباب التلال بأنها "جماعة متطرفة عنيفة هاجمت الفلسطينيين بشكل متكرر ودمرت منازل وممتلكات فلسطينية في الضفة الغربية".

وأشارت الوزارة إلى هجوم نفذته شباب التلال في بلدة المغير الفلسطينية، حيث أشعلوا النار في منازل ومبان ومركبات، واعتدوا على سكان القرية، ونهبوا الممتلكات، بما في ذلك الماشية، وقتلوا فلسطينيا.

مستوطنون إسرائيل متطرفون يرفضون أي تراجع عن المستوطنات. أرشيفية
"شباب التلال".. مستوطنون متطرفون يؤججون الصراع في الضفة الغربية
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، أن "أغلبية كبيرة من الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر لم يقتلوا بالضرورة لأسباب مقنعة، وليس من قبل قوات الأمن الإسرائيلية المؤهلة، ولكن من قبل المتطوعين، مثل شباب التلال."

وفي يونيو 2023، نفذ ناشطون من اليمين المتطرف هجوما مماثلا في بلدة ترمسعيا الفلسطينية، أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين، حسب البيان الأميركي.

وتشتهر حركة شباب التلال بتخريب الكنائس والمساجد، وكتابة رسائل عنصرية على ممتلكات الفلسطينيين، واقتلاع أشجار الزيتون في محاولة لترهيبهم ونشر الخوف، حسب الإعلان.

سموتريتش يرفض إقامة دولة فلسطينية - رويترز
سموتريتش يرفض إقامة دولة فلسطينية - رويترز

جدد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رفضه لإقامة دولة فلسطينية، حتى إذا كانت هذه الخطوة ستقود إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، كما تطرق إلى التطورات في سوريا، معتبرا أنها "ستلهم" الإيرانيين.

وأوضح في حوار مع وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن مسألة إقامة دولة فلسطينية "ليست واردة، حتى لو كانت جزءا من صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية"، مضيفًا: "لو كان ذلك شرط الصفقة فستفشل".

وكانت السعودية وإسرائيل في محادثات متقدمة من أجل تطبيع علاقتهما برعاية أميركية، لكن اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، دفع المملكة إلى تعليق المحادثات، منتقدة العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومطالبة بوقف الحرب.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إقامة دولة فلسطينية، ويتفق بذلك مع اليمين المتشدد في حكومته.

سموتريتش أثار الجدل مؤخرا بسبب حجب أموال الضرائب الفلسطينية
"مثيرة للفزع".. دول أوروبية تدين تصريحات وزير إسرائيلي بشأن سكان غزة
أعرب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا الأربعاء عن إدانتهم الشديدة لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يمين متطرف) الذي قال إنّ "ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعاً" يمكن أن يكون "أمراً مبرّراً وأخلاقياً".

من جانبه، أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في عدة مناسبات أن بلاده لن تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل إلا بوجود خطوات واضحة نحو إقامة دولية فلسطينية.

وحول وقف إطلاق النار في غزة، أكد سموتريتش لبلومبيرغ، أن إسرائيل "لا ينبغي أن تسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة أي جزء من غزة" بنهاية الحرب، قائلا إن إسرائيل "ستبقى في غزة لسنوات لضمان أمنها كما نفعل في الضفة الغربية".

وذكرت الوكالة أنها أجرت الحوار المطول مع سموتريتش قبل سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر، لكنها عاودت الاتصال به هاتفيا للحصول على تعليق حول الأمر، فقل إن ما حدث يجب أن "يلهم الشعب الإيراني للثورة والإطاحة بحكومته".

التطبيع مع إسرائيل.. ماذا وراء "تشديد لهجة" ولي العهد السعودي؟
غيّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من لهجته فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل على مدار الأشهر الماضية، فبعدما صرح في حديث لقناة أميركية قبل أشهر أن هناك اقتراب من التطبيع "أكثر فأكثر"، تحدث الأسبوع الماضي عن "جرائم" إسرائيل وأن بلاده لن تتخذ خطوة التطبيع قبل قيام دولة فلسطنية.

وقال: "رسالتي إلى الإيرانيين هي كسر حاجز الخوف. البديل هو حرب لن تترك لإسرائيل خيارا سوى سحق الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك منشآت النفط والطاقة".

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان، أوضح الوزير اليميني المتشدد أن إسرائيل "ستعمل على إقناع حلفائها بمنع بناء المنازل المدمرة في القرى اللبنانية الحدودية مع إسرائيل".

وطالما أثار سموتريتش الجدل بتصريحاته عن الضفة الغربية وغزة، حيث دعا إلى ضم الضفة واحتلال القطاع الفلسطيني.

وتدعم الولايات المتحدة منذ عقود حل الدولتين، وتحث إسرائيل على عدم توسيع النشاط الاستيطاني.

والضفة الغربية من أراض احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ويسعى الفلسطينيون بدعم دولي لإقامة دولتهم عليها.