FILE PHOTO: Republican presidential nominee and former U.S. President Donald Trump arrives in Pennsylvania
هاكابي أول شخصية غير يهودية تتولى هذا المنصب منذ عام 2011.

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الثلاثاء، الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل.

وقال ترامب في منشور عبر منصته تروث سوشال: "يسعدني أن أعلن أن الحاكم السابق لولاية أركنساس المحترم، مايك هاكابي، قد تم ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل".

وسيصبح هاكابي أول شخصية غير يهودية تتولى هذا المنصب منذ عام 2011.

ويأتي ترشيح هاكابي في ظل أزمات متصاعدة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، ثم جنوب لبنان حيث يتمركز حزب الله الذي شكّل جبهة إسناد للحركة الفلسطينية على مدى أكثر من عام.

وكان ترامب، قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء هذا الصراع.

من هو؟

تخرج مايك هاكابي، المولود في هوب، أركنساس، من جامعة أواتشيتا عام 1975.

شغل منصب نائب حاكم ولاية أركنساس من عام 1993 حتى يوليو 1996، ثم أصبح حاكما للولاية بعد استقالة سلفه، ليصبح واحدا من أصغر حكام الولايات في ذلك الوقت.

انتخب لفترة ولاية كاملة مدتها أربع سنوات عام 1998، وأعيد انتخابه في نوفمبر 2002، وفق موقع "ناشيونال غوفرنورز أسوسيشن".

مايك هاكابي متزوج من جانيت هاكابي، ولديهما ثلاثة أبناء: جون مارك، ديفيد، وسارة.

سارة هاكابي ساندرز، ابنة هاكابي، هي حاكمة ولاية أركنساس الحالية، وشغلت منصب المتحدثة باسم البيت الأبيض في إدارة ترامب السابقة، وكانت أيضا من بين أبرز مساعديه، وفق موقع شبكة أخبار "سي.أن.بي.سي" الأميركية.

بعد انتهاء فترة خدمته حاكما لأركنساس، سعى هاكابي للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة في عامي 2008 و2016. 

وقدم تعليقات سياسية على قناة فوكس نيوز، وأدار برنامجا حواريا خاصا به في عطلة نهاية الأسبوع بعنوان "هاكابي"، الذي بدأ بثه لأول مرة على فوكس نيوز عام 2007، بالإضافة إلى ذلك، قدم عدة برامج حوارية إذاعية.

مواقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

خلال حملته الرئاسية عام 2008، قال هاكابي: "في الواقع، لا يوجد شيء يسمى فلسطيني"، مشيرا إلى أن الأراضي اللازمة لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية يجب أن تؤخذ من دول عربية أخرى، وليس من إسرائيل، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس".

وخلال حملته في عام 2016، تبنّى هاكابي موقفا محافظا للغاية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورفض فكرة "الضفة الغربية المحتلة". وبدلا من ذلك، أشار إلى المنطقة باستخدام المصطلحات التوراتية "يهودا والسامرة"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وأشارت الصحيفة إلى تصريح سابق لهاكابي قال فيه إن على الفلسطينيين الذين يريدون دولة خاصة بهم أن يبحثوا عن مكان آخر.

اعتبره تقرير لصحيفة "بيتسبرغ بوست غازت" من أشد المدافعين عن إسرائيل. ويأتي ترشيحه في سياق وعود دونالد ترامب بتوجيه السياسة الخارجية الأميركية لتتماشى بشكل أوثق مع مصالح إسرائيل.

ووصف تقرير لـ"أكسيوس"،  هاكابي بأنه "حليف قديم للمستوطنين"، وأنه يتمتع بعلاقة وثيقة مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. 

وقال التقرير: "لقد عبّر مرارا عن دعمه للمستوطنين اليهود وساند فكرة ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة".

إسرائيل تقول إن حماس تستخدم المستشفيات كغطاء في حرب غزة وحماس تنفي ذلك.
إسرائيل تقول إن حماس تستخدم المستشفيات كغطاء في حرب غزة وحماس تنفي ذلك. Reuetrs

أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، الجمعة، تعرض المؤسسة "لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح" أدت إلى سقوط "عدد كبير من الشهداء والجرحى"، مؤكدا اقتحام القوات الإسرائيلية المستشفى الليلة الماضية وأمرت بإجلاء بعض العاملين والنازحين ثم انسحبت، وإن الجثث تناثرت في الشوارع المحيطة جراء غارات جوية.

ونفى الجيش الإسرائيلي الجمعة تقارير عن قصف واقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، قائلا إنه ينفذ عمليات "في جوار" المنشأة الطبية.

وأورد الجيش الإسرائيلي في بيان "خلافا للتقارير التي صدرت خلال اليوم الماضي، لم يقصف (الجيش) مستشفى كمال عدوان أو ينفذ عمليات داخله". وأضاف أنه "سيواصل عملياته ضد البنى التحتية للإرهاب والإرهابيين" في شمال غزة، بما في ذلك "في جوار" المستشفى.

وفي وقت سابق قال مدير المستشفى، حسام أبو صفية، لصحافيين "كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى".

وأكد "لم يتبق أي جراحين" في المستشفى الواقع في مدينة بيت لاهيا شمال غزة وهو من المؤسسات الاستشفائية المعدودة التي لا تزال تعمل في القطاع.

بدوره، أكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الجيش الاسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع و"يقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم ويقتاد عددا من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، والدبابات والمدرعات داخل وفي محيط المستشفى".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن يعمل على "إخلاء السكان المدنيين غير المشاركين في القتال من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أمنا في قطاع غزة بهدف حمايتهم".

وأضاف أنه "يلتزم بالقانون الدولي ويعمل وفقا لهذا الالتزام"، مؤكدا في الآن ذاته أنه سيعمل الجيش في هذه المناطق "إذا حدد نشاطا لمنظمة إرهابية تهدد أمن إسرائيل".

وذكّر الدفاع المدني الفلسطيني أن مدينة بيت لاهيا تشهد عملية عسكرية مكثفة منذ شهرين تكثفت في الأيام الأخيرة، ما أجبر آلاف السكان على الإخلاء وسط القصف.

واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان عدة مرات منذ بدء الحرب، وأعلن المستشفى مقتل مدير وحدة العناية المركزة أحمد الكحلوت في غارة جوية أواخر نوفمبر.

ويأتي الاقتحام الجديد للمستشفى بعد أيام فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن فريقا طبيا طارئا وصل إلى المؤسسة لأول مرة منذ 60 يوما.

خطر الموت

وقال مراسل الحرة إن خطر الموت يهدد قرابة 100 مريض وجريح يتواجدون داخل المستشفى بعد إخراج ما تبقى من طواقم طبية، مشيرا إلى سقوط 30 قتيلا وعدد من الجرحى في سلسلة غارات جوية طالت منازل سكنية في محيط مستشفى كمال عدوان.

وأفاد مراسل الحرة بسقوط 3 قتلى وعدد من الاصابات باستهداف مسيرة إسرائيلية لمجموعة من المواطنين في محيط مقبرة الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأشار أيضا إلى أن الطائرات المسيرة تستهدف خزانات المياه في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

كما سقط 3 قتلى وأصيب العشرات جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين بحي الجنينة شرقي مدينة رفح. ووصلت جثة طفل إلى المستشفى الأوروبي تم انتشاله من شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح الدفاع المدني أن مدينة بيت لاهيا باتت فارغة من السكان بعد تهجير الحيش الإسرائيلي أكثر من 20 ألف مواطن منها. وذكر أن الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في العمليات شمالي القطاع تتمتع بقدرات تدميرية واسعة.

وأكد الدفاع المدني توقف 13 مركبة إطفاء وإنقاذ عن العمل جنوبي قطاع غزة بسبب نقص الوقود، وحذر من توقف خدماته في المنطقة الإنسانية.

ومن جانبها، أعلنت الأونروا أن الأسر في قطاع غزة تواجه ظروفًا مزرية جراء النزوح المتكرر بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وتعرضت المستشفيات في غزة لهجمات عدة من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ أسابيع، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في شمال القطاع، مؤكدا أنه يستهدف مقاتلي حماس الذين يعيدون تشكيل قواتهم.

ويرفض الجيش الإسرائيلي التعليق حتى الآن. ويتهم مسلحي حركة حماس باستخدام المباني المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمباني السكنية غطاء لعملياتهم منذ بدء الحرب في غزة قبل 14 شهرا. وتنفي حماس ذلك وتتهم إسرائيل بالقصف العشوائي والاعتداءات.

وأدّى هجوم حماس على إسرائيل إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، قُتل ما لا يقل عن 44812 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّ بياناتها جديرة بالثقة.

وأعلنت إسرائيل في أكتوبر 2023 "حصارا كاملا" على القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وتفرض حتى الآن قيودا صارمة على إدخال المساعدات.