مستشفى كمال عدوان في شمالي قطاع غزة خرج عن الخدمة بالكامل
مستشفى كمال عدوان في شمالي قطاع غزة خرج عن الخدمة بالكامل

قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في حديث إلى "الحرة"، الإثنين، إن مطالب تلك المنظمة الأممية بـ"وقف استهداف المستشفيات" قطاع غزة، "لا تلقى أي آذان صاغية حتى الآن"، داعية إلى الإفراج عن مدير مستشفى "كمال عدوان"، الطبيب حسام أبو صفية، الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في وقت سابق استهداف ما وصفه بـ"مركز قيادة تابع لحركة حماس" في مستشفى "كمال عدوان" شمالي قطاع غزة، واحتجاز مديره أبو صفية لاستجوابه، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن المنشأة "خرجت عن الخدمة وصارت خالية".

ويقع المستشفى في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء تواصل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام، وكان آخر مرفق صحي كبير عامل في شمال القطاع.

ولفتت هاريس إلى أنه "بموجب القوانين الدولية، فإن المستشفيات والمراكز الصحية والكوادر الطبية هي خطوط حمراء لا ينبغي مهاجمتها أبدا".

وعن الآليات التي توفرها القوانين الدولية والإنسانية لحماية المنشآت الطبية، خاصة في أماكن الصراعات، قالت هاريس: "منظمة الصحة العالمية ليست سلطة إنفاذ القانون، ودورونا يتجلى في تحديد الهجمات والتحقق منها والحرص على توثيقها وتسجيلها لمعرفة الجهة التي تقف خلفها".

وشددت المتحدثة على أن "مسؤولية حماية المستشفيات.. أمر منوط بهيئات وجهات أخرى من النظام العالمي، وهي التي تستطيع أن تحاسب وتعقد المحاكمات الدولية بشأن ذلك".

"أشخاص رائعون"

وعبرت هاريس عن قلقها الشديد بشأن اعتقال مدير مستشفى "كمال عدوان"، مردفة: "أخبار الطبيب حسام أبو صفية منقطعة عنا منذ اعتقاله قبل يومين، وقد نددنا بذلك، ونطالب بالإفراج الفوري عنه".

"العاملون الصحيون يعملون في مجال إنقاذ الأرواح، ولا يجب استهدافهم أبدا".. تضيف المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية للحرة.

كما نددت بـ"اعتقال 4 مرضى خلال نقلهم من مستشفى كمال عدوان"، شارحة أن أحدهم "لديه إصابة خطيرة في العمود الفقري"، مطالبة الجيش الإسرائيلي بالإفراج عنهم.

وفيما إذا كانت بقية المستشفيات في القطاع الفلسطيني قد تلقى مصير "كمال عدوان"، قالت هاريس لـ"الحرة": "لدينا قلق كبير، فتلك المنشآت الصحية أصبحت ساحات معارك، ولا ينبغي لها أن تكون كذلك.. رأينا هجمات سابقة على مستشفى كمال عدوان وغيرها من المشافي، مثل مجمع دار الشفاء بمدينة غزة".

وأشادت هاريس بالأطباء والطواقم الطبية في القطاع، قائلة: "إنهم أشخاص رائعون ويستمرون في أداء واجباتهم رغم الظروف الصعبة، لكننا نرى تفكيكا بشكل ممنهج للنظام الصحي، ويجب أن يتوقف هذا الأمر".

وبشأن ولوج الإمدادات الطبية إلى غزة، أجابت: "النذر اليسير يدخل منها، ناهيك أيضا عن الشح في المواد الغذائية حيث يعاني الكثيرون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي بشكل خطير، وذلك في كامل القطاع وليس في شماله فحسب".

وبشأن المخاوف من انتشار وباء شلل الأطفال عقب إعلان الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابتين جديدتين، قالت هاريس: "خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، ومن بينها ذلك المرض، هو أمر قائم بشدة، بسبب تدمير وتفكيك نظام الرعاية الصحية في القطاع". 

ولفتت المتحدثة إلى الظروف الصعبة التي تزيد أوضاع الناس سوءا، مثل "البرد القارس وعدم وجود منظومة صرف صحي، حيث أصبحت تنتشر المياه القذرة، مما يساعد على انتشار مرض شلل الأطفال".

القوات الإسرائيلية وآليات عسكرية تستعد لدخول جنين في الضفة الغربية
الجيش الإسرائيلي بدأ عملية واسعة النطاق في مخيم جنين الأسبوع الماضي

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن إصابة ثلاثة من جنوده بجروح خلال العملية العسكرية في جنين. 

ووصف الجيش جروح أحدهم بالحرجة، والثاني متوسطة، والثالث طفيفة.

وفي مطلع الأسبوع، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية أطلق عليها اسم "السور الحديدية".

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنّ هدف العملية التي تُستخدم فيها جرافات وطائرات ومركبات عسكرية مدرّعة، "استئصال الإرهاب".

ويشنّ الجيش الإسرائيلي هجمات متكررة على مناطق في شمال الضفة الغربية تصاعدت حدتها منذ السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم حماس الذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 848 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة في رام الله.

كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.