مشهد عام لمدينة رام الله - رويترز
وسط مدينة رام الله ي الضفة الغربية

قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، الأربعاء، إن السلطة الفلسطينية قالت إنها ستعلق بث قناة الجزيرة القطرية مؤقتا بسبب "مواد تحريضية".

وأضافت الوكالة: "قررت اللجنة الوزارية المختصة المكونة من وزارات الثقافة والداخلية والاتصالات وقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة ومكتبها في فلسطين، وتجميد عمل كافة الصحفيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها".

وأضافت أن قرار الوقف "مؤقت إلى حين تصويب وضعها القانوني، وذلك لمخالفة فضائية الجزيرة القوانين والأنظمة المعمول بها في فلسطين".

ومن غير المتوقع تنفيذ القرار في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس التي استنكرت الإجراء.

حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان

ودعت المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان،  السلطة الفلسطينية إلى التراجع عن قرار إغلاق قناة الجزيرة ووقف عملها "خصوصا أن قناة الجزيرة هي أكثر من يغطي نضال الشعب الفلسطيني أمام الاعتداءات الإسرائيلية".

وتعرضت قناة الجزيرة الأسبوع الماضي لانتقادات من السلطة الفلسطينية بسبب تغطيتها لمواجهة استمرت لأسابيع بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية.

وأصدرت القوات الإسرائيلية في سبتمبر الماضي أمرا عسكريا لقناة الجزيرة بإغلاق عملياتها، بعد أن داهمت مكتبها في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

إسرائيل استهدفت مناطق عديدة في قطاع غزة مع استئناف الضربات - رويترز
إسرائيل استهدفت مناطق عديدة في قطاع غزة مع استئناف الضربات - رويترز

أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع عدد القتلى جراء استئناف إسرائيل غاراتها على القطاع إلى أكثر ٢٥٠ شخصا، فيما أعلنت إسرائيل أن حملتها العسكرية ستتوسع "لما هو أبعد" من الضربات الجوية.

وقالت وزارة الصحة في القطاع في بيان إن 254 قتيلا وأكثر من 440 مصابا وصلوا إلى المستشفيات في مختلف أنحاء القطاع، مضيفة أنه لا يزال هناك ضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم.

من جانبه ذكر المكتب الإعلامي لحكومة غزة (التابع لحماس)، في بيان، أن هناك "أكثر من 322 قتيلا ومفقودا وعشرات الإصابات، خلال 5 ساعات من الهجمات الإسرائيلية".

وتأتي الضربات وسط وضع إنساني متدهور في القطاع، مع انقطاع الكهرباء والمياه وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، وعدم الاتفاق على بنود المرحلة الثانية أو تمديد وقف إطلاق النار.

ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى "التحرك الفوري" لوقف الهجمات الإسرائيلية.

الجيش الإسرائيلي: الحملة في غزة ستتوسع لما هو أبعد من الغارات الجوية
قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه مستعد لمواصلة الهجمات على قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والبنية التحتية في قطاع غزة ما دامت هناك حاجة لذلك وسوف يوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه بدأ شن هجمات ضد "أهداف تابعة لحركة حماس في غزة".

ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، صورا لرئيس الأركان أيال زامير ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وقائد سلاح الجو تومر بار، خلال إشرافهم على "الغارات المكثفة على أهداف حماس الليلة الماضية من غرفة عمليات سلاح الجو".

وقال الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إنه "مستعد لمواصلة الهجمات على قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والبنية التحتية في قطاع غزة ما دامت هناك حاجة لذلك، وسيوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية".

وأعلنت حماس أن إسرائيل أنهت بغاراتها هذه اتفاق وقف إطلاق النار، مما يترك مصير 59 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة مجهولا، وفق بيان نقلته رويترز.

وجاء في البيان: "نتانياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".

من جانبه، اتهم مكتب نتانياهو حماس "بالرفض المتكرر لإطلاق سراح رهائننا"، ورفض مقترحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وقال في بيان: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدا، لمواجهة حماس بقوة عسكرية متزايدة".

وفي واشنطن، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت مع الإدارة الأميركية قبل تنفيذ الضربات، التي قال الجيش إنها استهدفت "قادة الصف الثاني في حماس ومسؤولين قياديين، بالإضافة إلى بنية تحتية تابعة للحركة المسلحة".

وذكر المتحدث برايان هيوز: "كان بإمكان حماس إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".

كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة.

وقالت في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".

وكانت مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس تُعقد في الدوحة، حيث يسعى وسطاء من مصر وقطر إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي شهدت إعادة الحركة الفلسطينية 33 من الرهائن الإسرائيليين و5 تايلانديين مقابل نحو 2000 سجين فلسطيني.

وضغطت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة من أجل إعادة باقي الرهائن المحتجزين في غزة وعددهم 59، مقابل هدنة أطول أمدا تنهي القتال حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في أبريل.

لكن حماس أصرت على الانتقال إلى المفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.

وطالما تبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير، وشهدت المرحلة الأولى عثرات عديدة. لكن الطرفين تجنبا العودة الكاملة للقتال حتى الآن.

ومنعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، وهددت مرارا باستئناف القتال إذا لم توافق حماس على إعادة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الغارات التي نفذها في الساعات الأولى من صباح اليوم، لكن السلطات الصحية الفلسطينية أفادت بوقوع أضرار في مناطق عديدة من غزة، حيث يعيش مئات الآلاف في ملاجئ مؤقتة أو مبان مدمرة.

وقُصف مبنى في مدينة غزة في الطرف الشمالي من القطاع وكذلك ثلاثة منازل على الأقل في دير البلح وسط غزة.

كما ذكر مسعفون وشهود لرويترز أن الغارات أصابت أهدافا في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.