القوات الإسرائيلية وآليات عسكرية تستعد لدخول جنين في الضفة الغربية
الجيش الإسرائيلي يكثف مراقبة الطرقات ويفرض إجراءات رقابية مشددة داخل القرى

أعلنت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، الجمعة، سقوط قتيلين جراء قصف إسرائيلي على مركبة في بلدة قباطية، وسط استمرار العمليات العسكرية في جنين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن طائرة لسلاح الجو استهدفت سيارة "تقل خلية مخربين في قباطية"، مشيرا إلى أن قوات الأمن تواصل "الحملة لإحباط الأنشطة الإرهابية في شمال السامرة".

وأوضح أفيخاي أن القوات قضت خلال الحملة على أكثر "من عشرة مخربين واعتقلت نحو عشرين آخرين وصادرت وسائل قتالية أخرى.

 واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي نحو مئة فلسطيني في الضفة الغربية، معظمهم في العمليات العسكرية في جنين، وفق ما أفاد مصدر أمني لمراسل "الحرة".

وأشار المصدر الأمني إلى أن النشاط الأمني الهجومي مستمر في جميع المناطق بهدف منع أي تهديد أمني حسب وصفه.

وفي سياق آخر، أكد المصدر أن قيادة المنطقة الوسطى تستعد لتنفيذ المراحل المقبلة من صفقة تبادل المعتقلين الفلسطينيين، وفقًا لقرارات المستوى السياسي. 

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يتلقى قوائم بأسماء المفرج عنهم، ويضع خططًا لمراقبتهم مستقبلًا، مع تقييم مدى احتمال عودتهم إلى العمل المسلح، حيث تم توزيع الأسماء على القيادات العسكرية المختصة لمتابعتهم عن كثب.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يكثف مراقبة الطرقات ويفرض إجراءات رقابية مشددة داخل القرى، كما يستخدم وسائل سرية لمتابعة تحركات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم. 

وأضاف أن هناك استعدادات أمنية مشددة لضمان عدم وقوع أي اضطرابات أو احتفالات مسلحة عقب الإفراج، مؤكدًا أن المرحلة الأخيرة من الصفقة مرت دون تسجيل حوادث أمنية غير اعتيادية.

وذكر المصدر أن القيادة العسكرية عززت قواتها بسبع سرايا إضافية استعدادًا لمراحل التبادل القادمة، إلى جانب تعزيز القوات المنتشرة في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، بهدف تعزيز الأمن والاستعداد العملياتي في المنطقة.

وأكد أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود في هذه المرحلة، مع استمرار تقييم الوضع الميداني واتخاذ إجراءات احترازية لمنع أي تصعيد محتمل.

واختتم المصدر بالتأكيد على أن قوات الأمن في قيادة المنطقة الوسطى ستواصل العمل بكثافة عالية لإزالة أي تهديد محتمل، مع ضمان أمن المستوطنين في المنطقة.

ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي
ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي

يحتل التعاون الأميركي الإسرائيلي بشأن غزة صدارة المشهد السياسي، مع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على مقاربة جديدة للملف، بعيدا عن الحلول التقليدية.

وفي أول زيارة له إلى إسرائيل، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة "القضاء" على حركة "حماس"، مؤكدا أن استمرارها كقوة عسكرية أو حكومة، غير مقبول.

في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العلاقة مع واشنطن بأنها تستند إلى "استراتيجية مشتركة" حيال مستقبل غزة.

وبسؤال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية أمير آرون، عما إذا كان ترامب ونتانياهو على نفس الصفحة في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، قال "ربما، لكن الرئيس الأميركي لديه صفحات أكثر بكثير ليقرأها".

وأوضح أنه بعد حديث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين، يبدو أن اهتمامه انتقل الآن إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر آرون أن فكرة ترامب "ولدت ميتة"، حيث لم تحظ بأي دعم يذكر سوى من نتانياهو، حتى مجموعة السبع لم تؤيدها.

لكنه يشير إلى أن الإدارة الأميركية الآن تعتبر أنها حركت المياه الراكدة.

من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أنه "لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في غزة".

واعتبر أن حديث ترامب عن "ريفييرا في غزة" كان يهدف إلى الضغط على الدول العربية لتأتي بمقترح بديل لغزة ما بعد الحرب، ودفعهم أيضا المشاركة في إعادة البناء وفي ضبط الأمن مع وجود فعلي لدعم السلطة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها تصور يتعلق باليوم التالي من انتهاء الحرب.

وقال: "هذا ما يعمل عليه العرب مجددا الآن للرد على الاقتراح الآخر من ترامب".

ويرى أن الدور الأميركي في غزة سيكون بالمساعدة على تكييف المقترحات العربية والعمل مع الحكومة الإسرائيلية للتوافق على اتفاق ما.

ماذا بشأن مستقبل المفاوضات والحرب في غزة؟

أكد نتانياهو في مؤتمر صحفي الأحد مع روبيو، أن بلاده ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين هناك.

وأشار إلى أن "إسرائيل ستقضي على القدرة العسكرية لحماس وحكمها السياسي في غزة".

وجاءت زيارة روبيو على وقع خلافات حول بنود الاتفاق ومخاوف من انهياره قبل الوصول للمرحلة الثانية منه.

وشدد شينكر على أنه إذا كان هناك أي دور لحماس في قيادة غزة، فإن ذلك سيؤدي لاستئناف الحرب.

واتفق معه آرون الذي قال إن "حكومة نتانياهو تعتمد على استمرار المواجهة".

لكنه يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن حركة حماس لن تطلق سراح الجنود إلا إن كان هناك تعهد من إسرائيل بعدم الاستمرار باستهداف قادة حماس، "وهنا نجد تناقضا لا يسهل حله" على حد قوله.

ويشير إلى أن الحل قد يكون في أن يتدخل ترامب ويعلن التزامه بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب، مما ينقذ تماسك ائتلاف الحكومة اليمينية.