آخر رهينة مدنية أنثى تؤكد إسرائيل أنها على قيد الحياة
آخر رهينة مدنية أنثى تؤكد إسرائيل أنها على قيد الحياة

وصل ملف الرهينة الإسرائيلية، أربيل يهود، إلى نهايته، بإعلان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحها، الخميس المقبل، بعد أن كان استمرار احتجازها يهدد بانهيار تفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتُمثل يهود (29 عاما)، حالة خاصة في ملف الرهائن الإسرائيليين في غزة، كونها آخر رهينة مدنية أنثى تؤكد إسرائيل أنها على قيد الحياة.

ورغم وجود رهينة مدنية أخرى في غزة، وهي شيري بيباس، التي اختُطفت من نير عوز مع طفليها أريئيل (4 سنوات) وكفير (9 أشهر)، فإن المخاوف تتزايد بشأن مصيرهم، إذ عبّر الجيش الإسرائيلي عن قلقه العميق على حياتها وطفليها، لكنه لم يؤكد وفاتهم حتى الآن.

اختطاف يهود

واختطفت يهود مع شريكها أريئيل كونيو (26 عاماً) من منزلهما في كيبوتس "نير عوز" على حدود غزة، خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وكان الاثنان قد عادا من رحلة في أميركا الجنوبية قبل وقت قصير من الهجوم، ليجدا نفسيهما في قلب أحداث غيرت مجرى المنطقة بأكملها.

وكانت يهود تعمل في النظام التعليمي للكيبوتس، قبل أن تنتقل للعمل كمرشدة في مركز "غروف تك"، وهو مركز تعليمي في جنوب إسرائيل، يركز على استكشاف الفضاء والتكنولوجيا.

وحسب شهادات نقلتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في الأيام الأولى لاختطافها، تحدث عدد من معارفها على أن يهود تُعرف بين أفراد عائلتها وأصدقائها بشغفها العميق بكل ما يتعلق بالفضاء الخارجي وعلم الفلك.

وتصفها زوجة أخيها، سيجي، بأنها "العمة المفضلة" التي "دائما تزورنا، دائماً تلعب، دائماً تأخذ الأطفال معها، دائماً تهتم بهم.

وفي هجوم السابع من أكتوبر أيضا، تعرضت عائلة يهود لفاجعة أخرى بمقتل شقيقها دوليف الذي ظل مصيره مجهولاً لشهور، حيث اعتُقد في البداية أنه اختُطف أيضا، إلى أن تم التعرف على رفاته في الثالث من يونيو 2024 في نير عوز من خلال فحوصات جديدة.

وطيلة فترة احتجازها، لم تتوقف عائلة يهود عن المطالبة بإطلاق سراحها. وفي ديسمبر، تحدثت قريبتها ليان فايس في احتجاج بنيويورك، قائلة: "أغمضوا أعينكم للحظة وتخيلوا: تخيلوا أنه أنتم. يتم انتزاعكم من منزلكم.. لا يمكننا أن ندع هذا يصبح مصيرهن إلى الأبد".

وتمثل قصة يهود جزءا من مأساة أكبر حلت بكيبوتس نير عوز، الذي تحول إلى رمز للإخفاق العسكري والاستخباراتي والحكومي الإسرائيلي، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

فمن بين سكانه البالغ عددهم نحو 400 شخص قبل الهجوم، فقد الكيبوتس أكثر من ربع قاطنيه بين قتيل ومخطوف في السابع من أكتوبر.

مئات آلاف النازحين يتدفقون نحو الشمال ـ (ِِAP)
بدء عودة آلاف النازحين إلى شمالي غزة
على ذات الطريق الذي حمل خطواتهم نحو النزوح قبل 15 شهرا، يعود اليوم الاثنين مئات الآلاف من سكان شمال غزة إلى ديارهم، حيث تحول شارع الرشيد الساحلي، الذي شهد على مدار الأشهر الماضية مآسي النازحين، إلى مسار للعودة، بموجب تفاهمات جديدة بين حماس وإسرائيل.

"ملف يهود"

وشكل ملف يهود محورا رئيسيا في المفاوضات المعقدة بين إسرائيل وحماس. فبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأولي، كان يُفترض أن تكون ضمن أول مجموعتين من الرهائن المفرج عنهم في 19 و25 يناير 2024. لكن عدم إطلاق سراحها أدى إلى توتر في تنفيذ الاتفاق.

وتصاعدت الأزمة عندما ربطت إسرائيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة بإطلاق سراح يهود، متهمة حماس بانتهاك الاتفاق.

ونتيجة لذلك، أبقت إسرائيل نقاط العبور مغلقة، مما منع عودة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم في شمال القطاع.

وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، أعلن الوسطاء القطريون التوصل إلى اتفاق جديد يقضي بإطلاق سراح يهود مع الجندية أغام بيرغر ورهينة ثالثة، الخميس، على أن يُفرج عن 3 رهائن آخرين، السبت.

في المقابل، تعهدت إسرائيل بالسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمالي قطاع غزة اعتبارا من صباح الإثنين.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن هذا الاتفاق جاء "بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة"، فيما قدمت حماس إلى الوسطاء المصريين والقطريين لائحة توضح وضع جميع الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، سواء الأحياء منهم أو الأموات.

وبالفعل، بدأ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة إلى مناطقهم، حيث تحوّل شارع الرشيد الساحلي، الذي شهد على مدار الأشهر الماضية مآسي النازحين، إلى مسار للعودة، بموجب تفاهمات جديدة بين حماس وإسرائيل.

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، فتح شارع الرشيد للمشاة في الاتجاهين منذ السابعة صباحا، مع منع مرور المركبات بكافة أنواعها.

فيما سيُفتح شارع صلاح الدين للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، عند التاسعة صباحاً، مع إخضاع جميع المركبات للفحص.

دول عربية نافذة كثفت جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح تهجير الفلسطينيين
دول عربية نافذة كثفت جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح تهجير الفلسطينيين (AFP)

أكدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، الجمعة، رفضها القاطع لـ "تهجير الفلسطينيين" من غزة، مشددة أن هذا الأمر يشكل "انتهاكا واضحا" لاتفاقية جنيف.

وحث بيان مشترك صادر عن المجموعة " المجتمع الدولي على الرفض الموحد والصريح لهذه المقترحات والتأكيد على عدم شرعيتها بموجب القانون الدولي".

وأضاف البيان أن "التهجير هو أمر غير مقبول، سواء كان ضد شعب فلسطين أو شعب أي دولة أخرى."

و جاء في البيان، الذي تلاه مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، بصفته الرئيس الحالي للمجموعة العربية في الأمم المتحدة أن "الدول الموقعة على هذا البيان ترغب أيضا برؤية ريفييرا ولكن ريفييرا فلسطينية غزاوية وفي دولة فلسطين المستقلة والمعترف بها دوليا".

ودعا البيان "مجلس الأمن لدعم وتطبيق القرار 2735 الذي يطالب بوقف فوري وكامل لإطلاق النار وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة".

كذلك ناشد البيان "التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ورفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك أي عمل من شأنه تقليص أراضي القطاع، والالتزام الثابت بحل الدولتين بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

من جهته، أكد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور للصحفيين أن" ما نحتاج إليه اليوم هو أفق سياسي يفتح الأبواب أمام السلام".

وفي تحرك موحد نادر، تتكتل الدول العربية لتنسيق خطواتها ومواقفها في مواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الى الأردن ومصر.

وكثفت دول عربية نافذة ومن بينها من هو حليف تاريخي للولايات المتحدة الأميركية، وبينها مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب ورفض "اقتلاع الفلسطينيين" من الأراضي الفلسطينية.

ويقضي مقترح ترامب بأن تكون ملكية قطاع غزة للولايات المتحدة، على أن ينتقل سكانه إلى الأردن ومصر من دون أن يكون لهم الحقّ بالعودة بعد إعادة إعماره.

ويريد ترامب "تنظيف" تحويل القطاع المدمر إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وأعلنت مصر استضافة قمة عربية طارئة في نهاية فبراير "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية". وقالت أيضا في وقت لاحق إنها "ستقدّم رؤية شاملة" لإعادة إعمار غزة تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

وحصلت القاهرة "من حيث المبدأ" على موافقة لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة المرتقبة.