التقرير أشار إلى تدمير أكثر من 60 في المئة من المساكن في غزة (AFP)
التقرير أشار إلى تدمير أكثر من 60 في المئة من المساكن في غزة (AFP)

أفاد تقدير للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأن إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب بين إسرائيل وحماس تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا مدى الأعوام الثلاثة الأولى.

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير تم إعداده بناء على طلب الجمعية العامة أن "المبالغ الضرورية للنهوض وإعادة الإعمار على المدى القصير والمتوسط والبعيد في قطاع غزة تقدر بنحو 53.142 مليار دولار. ضمن هذا المبلغ، يقدر التمويل الضروري على المدى القصير للأعوام الثلاثة الأولى بنحو 20.568 مليار دولار".

وفي قرار صدر في ديسمبر يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من الأمين العام أن يقدّم لها خلال شهرين تقييما لاحتياجات القطاع الفلسطيني على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

وجاء في التقرير الذي نُشر الثلاثاء، أنّه "على الرغم من أنّه ليس من الممكن في السياق الحالي، إجراء تقييم كامل لمجموعة الاحتياجات التي ستكون مطلوبة في قطاع غزة، إلا أنّ التقييم المؤقت السريع يوفّر مؤشرا أوليا الى الحجم الكبير للاحتياجات في إطار التعافي وإعادة الإعمار في القطاع".

وأشار التقرير إلى أنه مع تدمير "أكثر من 60 في المئة من المساكن" منذ أكتوبر 2023، سيتطلب قطاع الإسكان حوالى 30 في المئة من احتياجات إعادة الإعمار، أي 15.2 مليار دولار.

يلي ذلك التجارة والصناعة (6.9 مليارات دولار)، والصحة (6.9 مليارات دولار)، والزراعة (4.2 مليارات دولار)، والحماية الاجتماعية (4.2 مليارات دولار)، والنقل (2.9 مليار دولار)، والمياه والصرف الصحي (2.7 مليار دولار)، والتعليم (2.6 مليار دولار).

ويشير التقرير أيضا إلى التكاليف المرتفعة المتوقّعة للقطاع البيئي بشكل خاص (1.9 مليار دولار)، "بسبب الكمية الكبيرة من الأنقاض التي تحتوي على ذخائر غير منفجرة والكلفة العالية المرتبطة بإزالة الركام".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النزاع خلّف "أكثر من 50 مليون طن من الركام، تحتها رفات بشري إلى جانب ذخائر غير منفجرة، وأسبستوس ومواد خطرة أخرى".

من جهة أخرى، شدّد غوتيريش على أنّ "أي جهد للتعافي وإعادة الإعمار يجب أن يكون راسخا بقوة في إطار سياسي وأمني أوسع، كي يكون قابلا للتطبيق"، مع اعتبار غزة "جزءا لا يتجزّأ من دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية... وقابلة للحياة وذات سيادة".

وفي التقرير المؤرّخ في 30 يناير، أي قبل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه يريد تولي زمام الأمر في قطاع غزة، شدد غوتيريش على "ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية لاعبا محوريا في تخطيط وتنفيذ أنشطة التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة".

أول معاهدة تتضمن ترتيبات محددة حول الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية
شعار الأمم المتحدة - رويترز

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان اليوم الاثنين، أن المنظمة ستقلص وجودها في غزة.

قرار المنظمة الدولية جاء بعد مقتل خمسة من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلال الأعمال القتالية.

وأضاف البيان "اتخذ الأمين العام قرارا صعبا بتقليص وجود المنظمة في غزة، حتى في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية وتزايد قلقنا إزاء حماية المدنيين".

لكن الأمم المتحدة أكدت لا تزال ملتزمة بتقديم المساعدات للمدنيين.

والخميس، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 5 من موظفي الوكالة قُتلوا في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية.

وكتب في بيان على موقع إكس "في الأيام القليلة الماضية، تأكدنا من مقتل خمسة موظفين آخرين في الأونروا، مما يرفع عدد القتلى إلى 284. كانوا معلمين وأطباء وممرضين يخدمون الفئات الأكثر تضررا".

وعبّر لازاريني عن خشيته من أن الأسوأ لم يأت بعد مع استمرار القصف الإسرائيلي برا وبحرا، بالإضافة إلى التوغل البري.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أمس الأربعاء بالهجمات على موظفي المنظمة بعد مقتل أحد موظفيها إثر استهداف داري ضيافة تابعين للأمم المتحدة في دير البلح في غارات جوية إسرائيلية.