Palestinians shop as they prepare for the upcoming holy fasting month of Ramadan, In Khan Younis
مظاهر الزينة الرمضانية في غزة فوق ركام الحرب

في ساعات فجر وسحور اليوم الأول من رمضان، أغرقت الأمطار خيام نازحين وبيوتا مدمرة في قطاع غزة، وفق ما نقلت مراسلة "الحرة"، السبت.

ورغم حالة الترقب بشأن مصير الهدنة، إلا أن أسواقا في القطاع شهدت، الجمعة، تهافت مواطنين لقضاء حاجياتهم والتبضع استعدادا للشهر الفضيل.

ويأمل أهالي غزة أن يعم الأمن والأمان والسلام خلال رمضان، بعد حرب مدمرة، قتلت وجرحت عشرات الآلاف، وتسبب بدمار غير مسبوق في القطاع المحاصر.

وقالت مراسلة "الحرة" إن عددا من محلات الحلويات والمراكز التجارية فتحت أبوابها مع حلول رمضان. 

وأشارت إلى وجود مبادرات فردية ومجتمعية لإزالة الركام، شارك فيها مواطنون وأصحاب مصالح تجارية. 

تهافت مواطنون على الأسواق لقضاء حاجياتهم والتبضع استعدادا للشهر الفضيل - رويترز

أزمة إنسانية

وأدى العشرات صلاة التراويح ليل الجمعة أسفل خيمة من البلاستيك نصبت على أعمدة من الخشب في حرم المسجد العمري بمدينة غزة شمال القطاع.

انتشرت بعض مظاهر الزينة الرمضانية في أنحاء مختلفة من غزة - رويترز

وفي حين انتشرت بعض مظاهر الزينة الرمضانية في أنحاء مختلفة من غزة، يبدأ شهر الصوم مريرا بالنسبة لكثيرين في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانيها سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، وفقا لفرانس برس.

يبدأ شهر الصوم مريرا بالنسبة لكثيرين في ظل الأزمة الإنسانية الحادة - رويترز

وقال، علي راجح، وهو مواطن فلسطيني من مخيم جباليا الذي استحال ركاما، لفرانس برس في "هذه السنة يحل رمضان علينا ونحن في الشوارع بلا مأوى وبلا عمل وبلا مال وبلا أي شيء".

طفل يحمل فانوس رمضان ومن حوله الركام الذي خلفته شهور الحرب في قطاع غزة

ترقب وقلق

ويحل رمضان هذا العام في ظل خشية من انهيار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس.

ونقلت رويترز عن، حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، قوله السبت، إن الحركة ترفض تمديد المرحلة الأولى "بالصيغة" التي تطرحها إسرائيل.

تسود حالة من الأمل والترقب يشوبها القلق من مستقبل مجهول - رويترز

وتنتهي، السبت، المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، في حين لم يتم الاتفاق بعد على شروط المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تنهي الحرب.

وبعد 15 شهرا من الحرب المدمرة التي اندلعت عقب هجوم الحركة الفلسطينية - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - على مواقع ومناطق جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بدأت الهدنة في 19 يناير الماضي، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من ثلاث يتضمنها الاتفاق.

وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح حوالى 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان مقررا الإفراج عنهم.

فلسطينيون يعلقون زينة شهر رمضان المبارك في خان يونس جنوب قطاع غزة

وبحسب الاتفاق، كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية، خلال المرحلة الأولى. لكن ذلك عرقلته اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق المبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويفترض إعادة الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. 

وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الرهائن "دفعة واحدة" خلال هذه المرحلة.

أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار، ويحتاج لعدة سنوات حتى يكتمل بعد إزالة الأنقاض.

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، ما زال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد توفوا. والرهائن الأحياء جميعهم رجال معظمهم تحت سن الثلاثين.

شهدت مخيمات النزوح في غزة مظاهر زينة رمضان رغم القلق على مصير الهدنة

وفيما أتاحت الهدنة زيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، تتهم حماس إسرائيل بعرقلة دخولها في انتهاك للاتفاق.

وقالت مصادر في الهلال الأحمر المصري لفرانس برس إن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع، الجمعة، وإن شاحنات تحمل مواد غذائية وكرافانات ومعدات ثقيلة عالقة عند الحدود.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.

وأدت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، أنه أصدر تعليمات للجيش بالسيطرة على أراضٍ إضافية داخل قطاع غزة مع إخلاء السكان منها، وتوسيع مناطق الحماية حول البلدات الإسرائيلية القريبة من القطاع، وذلك "لحماية المدنيين وجنود الجيش". وقال كاتس إنه "كلما واصلت حماس رفضها إطلاق سراح المختطفين، ستخسر المزيد من الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل متمسكة بمبادرة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإفراج عن المختطفين، أحياءً وأمواتًا، على مرحلتين، مع وقف لإطلاق النار بين المرحلتين، مؤكداً أن الخطة لا تمس بالمصالح الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح كاتس أن "إسرائيل ستواصل عملية "العزم والسيف" بزخم متصاعد، حتى إطلاق سراح المختطفين وهزيمة حماس"، مشيراً إلى أن الجيش سيصعّد عملياته الجوية والبرية والبحرية، وسيمارس كل وسائل الضغط، العسكرية والمدنية، بما في ذلك نقل السكان جنوباً، وتنفيذ خطة "الانتقال الطوعي" التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لسكان غزة.

وجاءت هذه التصريحات بعد جلسة لتقييم الوضع الأمني عقدها كاتس، الخميس، مع رئيس أركان الجيش، إيال زمير، وبمشاركة مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، بينهم ممثلون عن الموساد، والشاباك، ووحدات العمليات، والاستخبارات، وقيادة الجبهة الداخلية.

وقال كاتس في ختام الاجتماع إن "الضغط العسكري بدأ يؤثر على موقف حماس، ونحن لن نتوقف حتى نحقق أهداف العملية وفي مقدمتها تحرير المختطفين".