مبان مدمرة في خان يونس - رويترز
مبان مدمرة في خان يونس - رويترز

بعد تأجيل ومفاوضات متواصلة، تستضيف القاهرة، الثلاثاء، قمة عربية من المتوقع أن يتم خلالها الإعلان عن خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، لا تتضمن نقل السكان خارج القطاع، كبديل لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويقترح ترامب نقل السكان خارج القطاع إلى دول أخرى، أبرزها مصر والأردن، لتتم إعادة إعمار المنطقة التي دمرتها الحرب خلال أكثر من 15 شهرا، إلا أن مصر والأردن ودول عربية وغربية أخرى رفضت مثل هذا المقترح.

لكن الرئيس الأميركي يبدو مصمما على مقترحه، ونشر، الأربعاء، مقطع فيديو بالذكاء الاصطناعي، حول غزة في المستقبل.

ويرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، أن القمة العربية المرتقبة "ستكون مختلفة، إذ ستخرج بلغة اقتصادية يفهمها ترامب". 

ما المنتظر؟

واصل الشوبكي حديثه لموقع "الحرة" بالقول: "بشكل عام القمم العربية تكون بياناتها جيدة ومصاغة مسبقا، لكن التحدي الحقيقي الذي يواجهها ليس في البيان، بل في تنفيذه".

وتابع: "تكرر ذلك في كثير من القمم العربية التي يكون البيان الختامي فيها محل توافق ومضمونه إيجابي، لكن القدرة على التنفيذ دائما محدودة".

وتأتي القمة في وقت تدخل فيها الهدنة في غزة مرحلة شك بشأن استمرارها، حيث انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق دون الوصول إلى توافق حول المرحلة الثانية، وسط مقترح أميركي بتمديد المرحلة الأولى، قبلت به إسرائيل ورفضته حماس.

مبان مدمرة في شمال قطاع غزة - رويترز
تشمل "إخلاء مناطق من السكان".. تقرير يكشف "خطة التصعيد الإسرائيلي" في غزة
تستعد الحكومة الإسرائيلية لتصعيد الضغوط على حركة حماس في قطاع غزة، بهدف دفعها للموافقة على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد من المختطفين، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "كان 11".

وأعلنت إسرائيل، الأحد، تعليق دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، ما أثار موجة انتقادات عربية، ودفع الأمم المتحدة للدعوة إلى استئناف سريع لدخول المساعدات.

ووصل الأمر إلى دراسة الحكومة الإسرائيلية "تصعيد الضغوط" على حركة حماس، بهدف دفعها للموافقة على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد من المختطفين، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "كان 11".

وتشمل الخطة بعد تعليق المساعدات، "إجبار السكان في شمال القطاع على النزوح مجددًا نحو الجنوب. وفي حال عدم تحقيق ذلك للنتائج المرجوة، ستتجه إسرائيل إلى قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع، قبل التوجه نحو استئناف القتال بشكل كامل".

المحلل الفلسطيني عبد المهدي مطاوع، أوضح لـ"الحرة"، أن "أكثر جزئية متوقعة من القمة العربية، هي الاتفاق على الخطة المصرية الفلسطينية لإعادة الإعمار، بجانب رؤية لليوم التالي للحرب في غزة".

وتابع: "سيتم بتلك الخطة مواجهة مقترح ترامب (ريفييرا الشرق الأوسط)، وسيتم عرضها على الإدارة الأميركية، وما سيعطيها ثقلا سياسيا هو أنها خرجت من جامعة الدول العربية".

وتستضيف مصر اجتماعا لوزراء الخارجية العرب، الاثنين، قبل القمة العربية.

"لغة يفهمها ترامب"

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، الأحد، إن "الخطة (إعادة الإعمار) تم الانتهاء منها، وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها".

وتابع: "يجب إقرار القمة للخطة أولا قبل عرضها على أي طرف أجنبي"، مستطردا: "لا يمكن مشاركة أي طرف في تفاصيل الخطة قبل إقرارها من القادة والرؤساء والزعماء يوم 4 مارس".

الشوبكي، أشار إلى أن هدف الخطة العربية "ستكون مختلفة عن مقترح ترامب، حيث هدفها سيكون إبقاء الفلسطينيين في قطاع غزة".

وتابع للحرة: "لأول مرة، تكون هناك مخرجات غير تقليدية، وليس حديثا سياسيا مثل دعم حقوق الشعب الفلسطيني.. وما إلى ذلك".

الشوبكي أوضح أيضا: "هذه المرة هناك حديث عن خطة إعمار، وعن الاقتصاد، والاستثمار، وشركات ستشارك في إعادة الإعمار، وتكلفة مالية محددة، ومراحل خطة الإعمار.. وهذه لغة يفهمها ترامب".

تحديات حماس وإسرائيل

قال وزير الخارجية المصري، السبت، إن مصر ستدرّب عناصر من الشرطة الفلسطينية "لتولي المهام الأمنية" في غزة، ضمن "جهود للتوصل إلى خطة لإعادة إعمار القطاع دون خروج سكانه".

وأوضح في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، السبت، أن المناقشات المشتركة "شملت برامج تدريب تقوم بها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، لتولي مهام الأمن وإنفاذ القانون في قطاع غزة".

ويرى مطاوع أن مسألة حماس "محسومة عربيا ودوليا"، في إشارة إلى أنه لا يمكن السماح للحركة بإدارة القطاع.

وأضاف للحرة: "باعتقادي سيكون هناك تغيير، فلا يمكن أن تظل حماس ذريعة يستخدمها نتانياهو لاستمرار الحرب وعدم بدء الإعمار، وهو ما سيكون مبررا للتهجير الطوعي على المدى الطويل".

ولفت إلى أن التوجه يسير نحو أن "لجنة تكنوقراط منبثة عن السلطة الفلسطينية ستدير القطاع خلال مرحلة انتقالية بإشراف عربي ودولي، تمهيدا لاستلام السلطة الفلسطينية المهمة وإكمال ولايتها، ليكون هناك مسار سياسي، لاحقا، يتعلق بالقضية الفلسطينية".

التحدي الأكبر، وفق الشوبكي، يتمثل في "قبول إسرائيل وإقناع الولايات المتحدة بالخطة، في ظل عوائق أبرزها مسألة سلاح حماس".

ونوه بالصورة المعقدة للوضع، بالإشارة إلى "موافقة الحركة على عدم إدارة القطاع، فيما تتمسك بسلاحها الذي تصر إسرائيل على نزعه".

وانتهت، السبت، المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير، قبل أن تعلن إسرائيل دعمها مقترحا أميركيا لتمديد هذه المرحلة، حتى منتصف أبريل.

في المقابل، تتمسك حماس ببدء مباحثات المرحلة الثانية، التي يفترض بها أن تضع حدا نهائيا للحرب.

إسرائيل شنت غارات على قطاع غزة- رويترز
إسرائيل شنت غارات على قطاع غزة- رويترز

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في كلمة مصورة لسكان غزة، الأربعاء، إن الهجوم الأخير على القطاع "لم يكن سوى الخطوة الأولى" ملوحا بعمليات إخلاء للسكان قريبا.

وقال كاتس إن "هذا هو التحذير الأخير". 

وتابع أن الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي على حماس لم يكن سوى الخطوة الأولى. مضيفا: "أما التالي فسيكون أكثر صعوبة وستدفعون الثمن كاملا".

وأضاف: "سيتم قريبا البدء في إخلاء السكان من مناطق القتال".

ولوح بأنه "إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ولم يتم طرد حماس من غزة، فإن إسرائيل ستتحرك بقوات لم تعرفوها بعد".

وقال: "خذوا بنصيحة الرئيس الأميركي. أعيدوا الرهائن وقضوا على حماس، وستُفتح أمامكم خيارات أخرى، بما في ذلك السفر إلى أماكن أخرى حول العالم لمن يرغب. البديل هو الدمار والخراب الكامل".

واستأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة، الثلاثاء، وأصدر أوامر جديدة للسكان بإخلاء مناطق القتال.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه أمر بشن الغارات لأن حماس رفضت مقترحات بتمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل.