شاحنات محملة بمساعدات في قطاع غزة (رويترز)
شاحنات محملة بمساعدات في قطاع غزة (رويترز)

كشف مصدر مصري مطلع لـ"الحرة"، تفاصيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي سيتم طرحها في القمة العربية الطارئة المقرر انعقادها، الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، والتي تتضمن ترتيبات لإدارة القطاع في اليوم التالي للحرب.

وتهدف الخطة العربية إلى "تسريع" عملية إعادة إعمار قطاع غزة، لتتم خلال 3 سنوات بدلاً من 5، وفق المصدر.

وتتضمن الخطة 3 مراحل رئيسية، تبدأ بإزالة الركام والنفايات خلال 6 أشهر، تليها إقامة بنى تحتية في مناطق رفح والمناطق الجنوبية بالقطاع، ثم الانتقال لمناطق الوسط والشمال.

وسيتم ذلك بمشاركة 24 شركة مصرية وعربية ودولية متخصصة.

وفيما يتعلق بإدارة القطاع الفلسطيني، أوضح المصدر للحرة، أن ذلك سيكون من خلال "تشكيل لجنة إدارية مؤقتة، تتولى الحفاظ على الأمن والاستقرار في القطاع إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من إدارته".

وأشار إلى أن عمل هذه اللجنة "سيبدأ في المرحلة الثالثة، عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء الحرب، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في الدوحة في ١٣ يناير الماضي". 

أما بشأن تمويل إعادة الإعمار، فقد أوضح المصدر أن الخطة "لديها تصور شامل لمشاركة المجتمع الدولي في كل ما يتعلق بإعادة الإعمار والتنمية".

وستستضيف مصر مؤتمرا دوليا بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، يتم خلاله إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار غزة، بتكلفة ٤ مليارات دولار. وسيكون ذلك تحت إشراف جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وكشف المصدر عن أحد مخرجات القمة العربية غير العادية التي ستعقد في القاهرة بوقت لاحق الثلاثاء، قائلا إنه سيتم "تشكيل لجنة عربية للإشراف على تنفيذ الخطة المصرية العربية الأممية، ومهمتها التواصل مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، لعرض تفاصيل الخطة وإقناع الإدارة الأميركية بالمشاركة في إعادة الإعمار من خلال شركات أميركية، حتى يحظى المقترح بقبول واشنطن في المرحلة المقبلة".

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة "اكتملت"، لكنها "ستُعرض أولاً على قادة الدول العربية" خلال القمة غير العادية المقررة في القاهرة.

شهد قطاع غزة دمارا كبيرا
من يحكم ومن يدفع؟.. لأول مرة: مصادر تكشف خطة مصر لمستقبل غزة
أفادت مسودة، اطلعت عليها رويترز، بأن خطة غزة، التي أعدتها مصر لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط"، تهدف لتهميش حركة حماس، على أن تحل محلها هيئات مؤقتة تسيطر عليها دول عربية وإسلامية وغربية.

وأوضح عبد العاطي أنه يتعين إقرار القمة للخطة قبل عرضها على أي طرف خارجي، مشيراً إلى أنها "تحظى بقبول عربي وإسلامي واسع".

كما كشف الوزير أن مصر "ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لبحث تفاصيل الخطة وضمان دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة الإعمار، بعد أن يتم اعتمادها في القمة العربية" المرتقبة.

ويبحث القادة العرب في القاهرة مشروعا بديلا لمقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن غزة، والذي ينص على تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع الفلسطيني، ونقل سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.

وقوبلت خطة الرئيس الأميركي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي اعتبر، الإثنين، أنه "حان الأوان لمنح سكان غزة حرية المغادرة".

وتعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء الحرب العنيفة التي اندلعت بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وتقدر الأمم المتحدة كلفة إعادة إعمار القطاع، بأكثر من 53 مليار دولار.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، أنه أصدر تعليمات للجيش بالسيطرة على أراضٍ إضافية داخل قطاع غزة مع إخلاء السكان منها، وتوسيع مناطق الحماية حول البلدات الإسرائيلية القريبة من القطاع، وذلك "لحماية المدنيين وجنود الجيش". وقال كاتس إنه "كلما واصلت حماس رفضها إطلاق سراح المختطفين، ستخسر المزيد من الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل متمسكة بمبادرة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإفراج عن المختطفين، أحياءً وأمواتًا، على مرحلتين، مع وقف لإطلاق النار بين المرحلتين، مؤكداً أن الخطة لا تمس بالمصالح الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح كاتس أن "إسرائيل ستواصل عملية "العزم والسيف" بزخم متصاعد، حتى إطلاق سراح المختطفين وهزيمة حماس"، مشيراً إلى أن الجيش سيصعّد عملياته الجوية والبرية والبحرية، وسيمارس كل وسائل الضغط، العسكرية والمدنية، بما في ذلك نقل السكان جنوباً، وتنفيذ خطة "الانتقال الطوعي" التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لسكان غزة.

وجاءت هذه التصريحات بعد جلسة لتقييم الوضع الأمني عقدها كاتس، الخميس، مع رئيس أركان الجيش، إيال زمير، وبمشاركة مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، بينهم ممثلون عن الموساد، والشاباك، ووحدات العمليات، والاستخبارات، وقيادة الجبهة الداخلية.

وقال كاتس في ختام الاجتماع إن "الضغط العسكري بدأ يؤثر على موقف حماس، ونحن لن نتوقف حتى نحقق أهداف العملية وفي مقدمتها تحرير المختطفين".