تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل أكبر - رويترز
تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل أكبر - رويترز

تستمر التحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر في قطاع غزة، في أعقاب قرار إسرائيل وقف إمدادات الكهرباء والمياه والمساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، بعد نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار الخلافات حول تمديدها أو الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية.

وقالت منظمة اليونيسيف، الثلاثاء، إن أزمة المياه في قطاع غزة وصلت إلى "مستويات حرجة"، مشيرة إلى أن "شخصا واحدا فقط من بين كل 10 أشخاص يمكنه الوصول إلى مياه شرب نظيفة".

كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين فلسطينيين، أن تأثير وقف إسرائيل دخول البضائع إلى غزة ظهر داخل القطاع الفلسطيني، حيث أغلقت بعض المخابز أبوابها وارتفعت أسعار.

فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، إن قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية يهدد حياة المدنيين المنهكين بعد 17 شهرا من الحرب "الوحشية"، مضيفة أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات.

السيسي عرض خطة مصر في قمة القاهرة - رويترز
بعد "قمة غزة".. مصر تتحدث عن "مركز إقليمي لعمليات الإغاثة الدولية"
بعد أيام من استضافة القاهرة مؤتمر القمة العربي لبحث مستقبل الوضع في غزة، أشار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، إلى إمكانية أن تصبح بلاده مركزا إقليميا لإدارة عمليات المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

ونقلت رويترز عن رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة، عبد الناصر العجرمي، أن 6 مخابز من بين 22 ما زالت قادرة على العمل في القطاع، أُغلقت بالفعل بعد نفاد غاز الطهي لديها.

وأضاف: "المخابز المتبقية من الممكن أن تغلق أبوابها بعد أسبوع أو أكثر، إذا ما نفد الوقود أو الطحين، إلا إذا تمت إعادة فتح المعبر (رفح)".

وأردف: "حتى قبل أن تغلق المخابز الست، لم يكن 22 مخبزا كافيا لتلبية احتياج الناس من الخبز. وبعد أن أغلقت 6 مخابز أبوابها، فإن الطلب على الخبز سيزداد، والوضع سيزداد سوءا".

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد قال، الأحد، إنه أصدر تعليمات لشركة الكهرباء بعدم بيع الطاقة إلى قطاع غزة.

ووصف الوزير قراره بأنه "وسيلة للضغط على حماس" لإطلاق سراح الرهائن.

وقالت سلطة المياه الفلسطينية، إن القرار أوقف العمليات في محطة لتحلية المياه تنتج 18 ألف متر مكعب يوميا للسكان في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، محمد ثابت، لرويترز، إن القرار سيحرم سكان تلك المناطق من المياه النظيفة، مما سيعرضهم "لمخاطر بيئية وصحية".

وتابع: "القرار كارثي، بعض البلديات قد تضطر لترك مياه الصرف الصحي تتدفق إلى البحر، وهذا ينذر بمخاطر بيئية وصحية قد تتعدى حدود قطاع غزة".

وقطعت إسرائيل، الأحد، الخط الوحيد الذي كان يمدّ قطاع غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المدمر.

ويغدي الخط الكهربائي محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع، التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص، وفق فرانس برس.

ويعوّل قسم من سكان غزة على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، خصوصا أن الوقود يدخل القطاع بكميات ضئيلة.

وكان القتال قد توقف في غزة منذ 19 يناير، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وأطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية و5 تايلانديين مقابل الإفراج عن نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني.

لكن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي استمرت 42 يوما، انتهت ولا تزال حماس وإسرائيل بعيدتين عن الاتفاق بشأن قضايا أوسع نطاقا، بما في ذلك حكم غزة بعد الحرب ومستقبل حماس نفسها.

وفي مؤشر على هشاشة وقف إطلاق النار، قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل 3 فلسطينيين في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف 3 أشخاص في النصيرات بوسط غزة، خلال "محاولة زرع متفجرات". وأضاف أن الجنود أطلقوا النار على "عدة مسلحين في مدينة غزة كانوا يحاولون أيضا زرع متفجرات".

وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أجروا محادثات مع قادة حماس، فيما يزور مفاوضون إسرائيليون الدوحة.

إسرائيل شنت غارات على قطاع غزة- رويترز
إسرائيل شنت غارات على قطاع غزة- رويترز

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في كلمة مصورة لسكان غزة، الأربعاء، إن الهجوم الأخير على القطاع "لم يكن سوى الخطوة الأولى" ملوحا بعمليات إخلاء للسكان قريبا.

وقال كاتس إن "هذا هو التحذير الأخير". 

وتابع أن الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي على حماس لم يكن سوى الخطوة الأولى. مضيفا: "أما التالي فسيكون أكثر صعوبة وستدفعون الثمن كاملا".

وأضاف: "سيتم قريبا البدء في إخلاء السكان من مناطق القتال".

ولوح بأنه "إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ولم يتم طرد حماس من غزة، فإن إسرائيل ستتحرك بقوات لم تعرفوها بعد".

وقال: "خذوا بنصيحة الرئيس الأميركي. أعيدوا الرهائن وقضوا على حماس، وستُفتح أمامكم خيارات أخرى، بما في ذلك السفر إلى أماكن أخرى حول العالم لمن يرغب. البديل هو الدمار والخراب الكامل".

واستأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة، الثلاثاء، وأصدر أوامر جديدة للسكان بإخلاء مناطق القتال.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه أمر بشن الغارات لأن حماس رفضت مقترحات بتمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل.