الأسطول الشبح
روسيا وإيران تستخدمان أسطول الظل لتجنب العقوبات

قدم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين، الأربعاء، مشروع قانون من أجل إنشاء صندوق لإنفاذ عقوبات على ما يسمى الأسطول الشبح الذي تعتمد عليه روسيا في نقل النفط لتفادي العقوبات الغربية بسبب حربها في أوكرانيا.

ويهدف مشروع القانون الذي قدمه عضوا مجلس الشيوخ الجمهورية جوني إيرنست والديمقراطي ريتشارد بلومنثال إلى إنشاء صندوق لإنفاذ العقوبات على السفن التي تحمل أيضا في بعض الأحيان صادرات نفط خام من إيران، وهي تجارة يقول الرئيس دونالد ترامب إنه يريد خفضها إلى الصفر لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.

وتستخدم روسيا وإيران الأسطول الشبح لتجنب العقوبات وإرسال النفط إلى كبار العملاء مثل الصين والهند. وإذا كان سعر النفط الروسي أقل من 60 دولارا للبرميل كما حددته الاقتصادات الغربية، فإن هذه التجارة لا تخضع للعقوبات، شريطة ألا تكون الناقلات نفسها غير مُستهدفة بعقوبات.

وينص مشروع القانون على إنشاء صندوق إنفاذ العقوبات على روسيا في وزارة الخزانة الأميركية برأس مال أولي 150 مليون دولار في 2025.

وأي نفط تصادره الولايات المتحدة سيتم بيعه، وستساعد الأموال التي تفوق مستويات معينة في نهاية المطاف في سداد الدين الأميركي، على الرغم من أن المبلغ الذي سيتم جمعه سيكون ضئيلا مقارنة بالدين البالغ 36 تريليون دولار.

وقالت إيرنست "تواصل روسيا أنشطتها الخبيثة من خلال تشغيل ’الأسطول الشبح’ للتهرب من العقوبات الأميركية، وتمويل آلتها الحربية، وحتى المساعدة في تهريب النفط الإيراني".

وأضافت أن التشريع سيعزز تبادل معلومات المخابرات ويزود أجهزة إنفاذ القانون بالأدوات اللازمة لملاحقة شبكات التجارة "غير المشروعة".

وتابعت "بالإضافة إلى عرقلة جهود موسكو الخبيثة لتقويض القانون في الولايات المتحدة، سيمكن هذا القانون أمتنا أيضا من استخدام الأصول المصادرة وسداد ديونها".

وقال بلومنثال إن "هذا الإجراء من شأنه أن يعطي ضوابط التصدير لدينا قوة حقيقية".

ومن غير المؤكد ما هو القادم بالنسبة لمشروع القانون في الكونغرس، إلا أن التدابير المتعلقة بروسيا وإيران موضع اتفاق بين الكثير من المشرعين من كلا الحزبين.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.