الجندي الأميركي السابق روبرت غيلمان، هو أحد المحتجزين في السجون الروسية

أفرجت روسيا الخميس عن كسينيا كاريلينا، وهي مواطنة تحمل الجنسيتين الروسية والأميركية، بعد أن كانت تقضي حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً بتهمة الخيانة لتبرعها بمبلغ يزيد قليلاً عن 50 دولاراً لجمعية خيرية مقرها نيويورك تقدّم مساعدات إنسانية لأوكرانيا.

ويُعد إطلاق سراحها خطوة لافتة في ملف الأميركيين المحتجزين في روسيا، حيث لا يزال نحو عشرة أميركيين يقبعون في السجون الروسية.

وتتنوع التهم الموجهة إليهم بين التجسس والاعتداء وتهريب المخدرات، في ظل مطالبات أميركية مستمرة بإطلاق سراحهم.

روبرت غيلمان

حُكم على غيلمان بالسجن سبع سنوات وشهر واحد في أكتوبر. وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، وقد أدانته محكمة روسية بالاعتداء على ضابط سجن ومحقق حكومي في مستعمرة عقابية بمدينة فورونيج، جنوب العاصمة الروسية.

وكان غيلمان بالفعل في السجن وقت ارتكابه الجريمة، يقضي حكماً بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بتهمة مهاجمة شرطي أثناء حالة سُكر، وهي تهمة أدين بها في أكتوبر 2022.

ستيفن جيمس هوبارد

حُكم على هوبارد (73 عاماً) بالسجن لمدة ست سنوات وعشرة أشهر في أكتوبر، بعد إدانته في محكمة مغلقة في موسكو بتهمة العمل كمرتزق لصالح أوكرانيا. وذكرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية أنه أقرّ بالذنب.

هوبارد، وهو مدرس لغة إنجليزية كان قد عاش سابقاً في اليابان وقبرص، كان يقيم في بلدة إيزيوم الأوكرانية، وتم اعتقاله بعد أن سيطرت القوات الروسية على المدينة في عام 2022. وقد رفض أقاربه ادعاءات مشاركته في القتال لصالح أوكرانيا، مشيرين إلى تقدمه في السن.

وقد صُنّف في يناير كمحتجز ظلماً، وبعد الإفراج عن كاريلينا، يُعتقد أنه الأمريكي الوحيد الذي ما زال يحمل هذا التصنيف وهو قيد الاحتجاز في روسيا.

غوردون بلاك

بلاك، رقيب أميركي في الخدمة الفعلية ومقره كوريا الجنوبية، اعتُقل في مايو في أقصى الشرق الروسي للاشتباه في سرقته أموالاً من صديقته الروسية.

وفي يونيو، أدانته محكمة روسية بسرقة 10000 روبل (104 دولارات) من المرأة وتهديدها بالقتل، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتسعة أشهر.

وقد خفّضت محكمة روسية هذا الأسبوع مدة محكوميته إلى ثلاث سنوات وشهرين.

دانيال جوزيف شنايدر

حُكم على شنايدر بالسجن لمدة 6 سنوات في سبتمبر من قبل محكمة في منطقة كالينينغراد، بتهمة اختطاف ابنه، بعد محاولته مغادرة روسيا مع الطفل البالغ من العمر أربع سنوات دون إذن من والدته.

وقالت المحكمة إن شنايدر اعتُقل بالقرب من بولندا من قبل حرس الحدود الروسي أثناء محاولته عبور الحدود عبر مستنقع غابي.

جوزيف تاتر

صدر حكم بسجن تاتر لمدة 15 يوماً في أغسطس الماضي بتهمة "البلطجة البسيطة" بعد أن وُجهت إليه تهمة إساءة معاملة موظفي فندق في موسكو، وهي تهمة أنكرها.

وقالت وكالات الأنباء الروسية إنه يخضع أيضاً لتحقيق في تهمة أكثر خطورة تتمثل في الاعتداء على ضابط شرطة، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى خمس سنوات سجناً.

وفي 6 أبريل، أمرت محكمة بإخراج تاتر من الحبس الاحتياطي ونقله إلى المستشفى. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الأطباء شخّصوه باضطراب عقلي.

مايكل ترافيس ليك

ليك، موسيقي ومظلي أميركي سابق، حُكم عليه في يوليو بالسجن لمدة 13 عاماً بتهمة تهريب المخدرات.

لم يكن من الواضح كيف أقرّ ليك بالذنب في التهم الموجهة إليه، والتي جاءت عقب اعتقاله في يونيو 2023.

روبرت رومانوف وودلاند

وودلاند، مواطن أميركي تم تبنّيه من روسيا عندما كان طفلاً، عاد لاحقاً للعيش في روسيا وكان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية عندما تم اعتقاله بتهمة محاولة بيع المخدرات.

وصدر الحكم عليه في 4 يوليو من العام الماضي بالسجن 12 سنة ونصف. وقال محاميه إن وودلاند اعترف جزئياً بالذنب.

يوجين سبيكتور

سبيكتور، الذي وُلد في روسيا ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، يقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة الرشوة، وتم توجيه تهمة التجسس إليه في أغسطس الماضي.

وقبل اعتقاله في عام 2021، كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة "مدبوليمربروم غروب"، وهي شركة متخصصة في أدوية علاج السرطان، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

وكان سبيكتور قد أقرّ بمساعدته في رشوة مساعد لنائب رئيس وزراء روسي سابق. ولم يتضح بعد موقفه من تهمة التجسس.

ديفيد بارنز

حكمت محكمة روسية في فبراير 2024 على بارنز بالسجن لمدة 21 عاماً بتهمة إساءة معاملة ابنيه في الولايات المتحدة. وكان متورطاً في نزاع على الحضانة مع زوجته الروسية السابقة.

وكانت السلطات في تكساس قد حققت سابقاً في هذه المزاعم، لكنها لم تجد مبرراً لتوجيه اتهامات له.

وأطلقت روسيا الخميس سراح كسينيا كاريلينا، وكانت تعمل عاملة في منتجع صحي في لوس انجليس. وجرت عملية التبادل، في مطار أبو ظبي، وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية روسية كسينا كاريلينا وهي تخرج من روسيا.

كما أظهرت اللقطات ركوب آرثر بيتروف، الألماني الروسي الذي اعتقل في قبرص في 2023 بطلب من الولايات المتحدة لاتهامه بتصدير تكنولوجيا حساسة للإلكترونيات الدقيقة، وهو يسير متجها نحو طائرة روسية من على مدرج في أبوظبي وخضوعه لفحوص طبية.

وفي العام الماضي، قالت وزارة العدل الأميركية إن بيتروف  شكل شبكة معقدة لتهريب التكنولوجيا الحساسة وإيصالها لمجمع صناعي عسكري في روسيا عبر شبكة من الشركات الوهمية. ولم يتسن التواصل مع بيتروف للحصول على تعليق.

وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص أثار قضية كاريلينا مع بوتين خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، وأوضح مسؤول ثاني أن وزير الخارجية ماركو روبيو شارك أيضا في المفاوضات، وساهم مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف في إتمام الصفقة.

وفي أغسطس 2024، أجرت الولايات المتحدة وروسيا أكبر عملية تبادل للمعتقلين منذ الحرب الباردة بالإفراج عن 24 سجينا من بينهم الصحفي الأميركي إيفان جيرشكوفيتش والجندي الأمريكي السابق في قوات مشاة البحرية بول ويلان.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.