قصي خضر السعودي الأول الذي سجل أغاني راب عام 1994
قصي خضر السعودي الأول الذي سجل أغاني راب عام 1994

يرى مغني الراب السعودي قـُصيّ خضر أن تقديم هذا النوع من الموسيقى في بلاده ذات البيئة المحافظة لا يقل صعوبة عن رياضة السير على حبل مشدود.
 
ويقول خضر البالغ من العمر 35 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية قبيل حفله "قصي" بمعهد العالم العربي في باريس أمام جمهور معظمه من العرب إن "المملكة العربية السعودية بلد محافظ جدا، ونحن جئنا من هذا البلد"، مضيفا "هذه هي ثقافتنا، وتراثنا، ولدينا من الأسباب ما يجعلنا نحترم هذه الثقافة والتراث".
 
ويستدرك قائلا "لكن في الوقت نفسه، ليس لدينا هامش واسع من حرية التعبير، لذلك نحن نخضع أعمالنا لنوع من الرقابة الذاتية"، كما يتم التعامل مع مضمون الأغاني بدقة شديدة.
 
ويوضح "في الغالبية الساحقة من الأغاني العربية إن لم يكن كلها، تطغى معاني الحب، أما موسيقى الهيب هوب فهي تعالج الحياة اليومية، سواء كانت في جدة أو في شيكاغو"،  مثل مشاريع السهر اليومية أو الانطباعات التي يخرج بها الإنسان لدى مشاهدته لخبر سيئ على شاشة التلفزيون، وفقا لقصي.
 
ويضيف للوكالة "بالنسبة لمغني الراب العرب الموضوع الأساس هو السلام، لأنها معركة متواصلة وسنواصل الغناء للسلام حتى تهب نسائمه علينا".
 
ويتركز مضمون المجموعة الغنائية الجديدة لقصي على مفهوم السلام، وهي تحمل اسم (التغيير الذي لا يمكن تجنبه)، في إشارة واضحة إلى ثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة وما تزال.
 
وتقول إحدى الأغنيات المسماة Arab World Unite إن "معظم جرحانا أصيبوا بنيران صديقة"، فيما تقول أخرى "شعبي العربي استيقظ، يبحث عن يوم أفضل يعيش فيه"، وتأتي فيهما المطالبة بالديمقراطية مبطنة أو عامة.
 
ويشير "أنا لست سياسيا.. هذا ليس مكاني، أنا أبث رسائل مموّهة للناس الأذكياء الذين يقرأون ما بين السطور".
 
وقع قصي في العام 2008 عقدا مع شركة بلاتينوم ريكردز، ثم حقق شهرة تلفزيونية بانضمامه إلى فريق برنامج Arabs Got Talent الذي تبثه شبكة MBC السعودية ومقرها دبي، والذي يحظى بمتابعة واسعة في العالم العربي.
 
ويعتبر مشاركته في هذا البرنامج الذي يشاهده عشرات الملايين في العالم العربي نقطة تحول في حياته، ومنصة انطلاق سواء لموسيقى الهيب هوب أو له هو شخصيا.
 
ورُشح قصي هذا الأسبوع لجائزة MTV Europe Awards 2012، وهو ينتقل في أغانيه بشكل مستمر بين الإنكليزية والعربية، ويُدخل في موسيقاه بعض الآلات الشرقية.
 
ويعّلق على ذلك بقوله "أود القول إن الغناء باللغة الإنكليزية أكثر أمانا" إذ إنه قد يتيح الإفلات من الرقابة، ورغم ذلك عليه ألا يتجاوز الخطوط الحمر في الأغاني التي تتحدث عن الحب، أما "الجنس فهو حاضر دائما، لكنني أتعامل معه برفق وبطريقة لطيفة مسلية وليس بشكل مهين أو مستفز".
 
ويختتم قائلا "أنا أحترم ثقافتي واحترم المرأة، واحترم العصر الذي أعيش فيه.. لقد نشأت في بيت كله نساء، فلا يمكن أن أنظر لهن من هذا المنظار، فهذا يختلف مع شخصيتي وثقافتي".
 
قُصيّ عضو في فرقة لموسيقى الهيب هوب، وهو السعودي الأول الذي سجل أغاني راب في العام 1994. غادر السعودية في 1996 إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، وبنى اسما له في تنسيق الاسطوانات والعمل الإذاعي.
 
عاد إلى السعودية بعد 10 أعوام التي كانت مختلفة تماما بحسب ما يقول، حيث يدير الآن استوديو خاصا به في جدة، رغم أن النظرة السائدة عن الموسيقى ليست إيجابية، وهو يعتبر أن السماح بإقامة عروض موسيقية في هذا البلد يكاد يكون "معجزة".

صورة للفنان Rs Lou على صفحته على فيسبوك
صورة للفنان Rs Lou على صفحته على فيسبوك

اقتحم الشباب العربي المقيم في الولايات المتحدة عالم موسيقى الهيب هوب والراب، وتروي كلمات أغانيهم طموحاتهم وأحلامهم ومعاناتهم مع ما يرون أنه تضاد بين ثقافتي الشرق والغرب.

من بين هؤلاء Rs Lou المقيم في ولاية فرجينيا والذي يدير قناة Jota TV، التي يصفها بأنها أول قناة عربية أميركية لموسيقى الراب والهيب هوب.

وفي لقاء له مع "راديو سوا" حول مسار تجربته الإبداعية، قال Rs Lou إن  الكثيرين ينظرون إلى موسيقى الهيب هوب والراب على أنها إنتاج غنائي يقتصر على الشباب الغربي، لكن لمعت مؤخرا أسماء في العالم العربي وخارجه تمزج بين اللغتين العربية والإنكليزية وقدمت نموذجا مختلفا من تلك الموسيقى.   

واختار Rs Lou  المغربي الأصل، ذلك النوع من الموسيقى التي قال إنه أحبها منذ طفولته، وأتيحت له الفرصة للتعبير بكل ارتياح لأنها أسهل وسيلة للتعبير عن الشعور الذاتي فضلا عن أن الراب موسيقى هادفة، حسب قوله.  

ويغني Rs Lou لأحلام الشباب العربي المهاجر، لتعكس أغانيه ما يقول إنه سخط على الظلم والتهميش الذي يعانيه الشباب سواء في المنطقة العربية أو بلدان المهجر.

ويرى أنه يقدم رسالة إلى المجتمع من خلال موسيقى الراب والهيب هوب، يحددها بانتقاد كل ما يصفه بالظلم والجشع والتفاوت الطبقي، وفق رؤية فنية.

وأوضح "أحب أن أبعث برسائل من خلال الأغاني، ولا أغني للجمال والأشياء الحلوة فقط، بل أسعى للفت الانتباه إلى المشاكل والحقيقة، نلمس واقع الشارع ومعاناته ونضعه في قالب موسيقى، نحن صحافيو الشعوب والشارع".

ولم يكتف Rs Lou بالغناء فقط، بل أنشأ قناة على شبكة الانترنت للترويج لموسيقيين عرب مهتمين بالراب والهيب هوب، مؤكدا أن إقبال الشباب في الدول العربية على انتقاد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال هذا النوع من الموسيقى جعلها جزءا من الحراك السياسي في المنطقة العربية وجسرا للتواصل الدائم معها.