وقالت تقارير صحافية إن الفتاة فرت بعد يومين من عقد القران وعادت إلى منزل عائلتها بعدما أصيبت بحالة من الرعب ليلة الزفاف، فقامت بمغافلة زوجها وأغلقت باب إحدى غرف المنزل على نفسها لمدة يومين متتاليين، ما دفع المعارضين للزيجة إلى تأكيد بطلانها لأنها تمت دون موافقة العروس.
وعبر العريس، الذي دفع مهرا قيمته 65 ألف ريال سعودي (17,5 ألف دولار)، عن امتعاضه من تصرف زوجته، مؤكدا أنه "يعتزم التوجه إلى المحافظة أو المحكمة لمطالبة أهل العروس برد زوجته إليه أو استرداد قيمة المهر".
وأصدرت محكمة سعودية حكما طلقت فيه الرجل التسعيني من الفتاة، لكنها اشترطت أن ترجع عائلتها مبلغ المهر الذي تقول إنها انفقته، وهو ما رفضه الرجل المسن الذي أبدى إصرارا على مواصلة دعواه القضائية.
وقد أطلق رواد موقع تويتر هاش تاج خاصا بالواقعة تسعيني_يتزوج_طفلة والذي ازدحم بالكثير من الاستنكار والآراء.
ورفضت خلود صالح الفهد في تغريدة ما جاء في رأي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان بشأن سن الزواج قائلة:
بينما أثارت الواقعة سخرية إبراهيم الجهني الذي قال:#تسعيني_يتزوج_طفله رأي عضو هيئة كبار العلماء المعيّن من الحكومة يقول بتزويج الطفلة وهي في المهد :)bit.ly/nuC4he twitter.com/khulods/status…
— خلود صالح الفهد (@khulods) January 6, 2013
#تسعيني_يتزوج_طفلهلا مانع من تزويج طفلة برجل كهل , المهم الطفلة هذي ما تتفرج على #mbc3لأنه خطر عليها !!!!
— ابراهيم الجهني(@Ibrahimjohany) January 6, 2013
وقد اعتبر مالك نجز أن تلك الزيجة هي اغتصاب، وطالب بإصدار فتوى تمنع زواج الأطفال.
#تسعيني_يتزوج_طفله .. الحين ليش ما تصدر فتوى تمنع اغتصاب الأطفال تحت مسمى "الزواج" ؟ ياخي حركوا "سد الذرائع العظيم" في شي مفيد لو مرة واحده
— مالك نجر (@Nejer) January 6, 2013
واستنكرت شيرين، وهي طالبة دكتوراه في الفيزياء النووية بالولايات المتحدة، تلك الزيجة قائله:
#تسعيني_يتزوج_طفلهتبا لكل من حور الدين ليبرر هواه المريض،،حرموا أن تبيع المرأة في المحلات،، وحللوا أن تباع؟
— شيرين 信者 (@SherenAlsalmi) January 7, 2013
استنكار حقوقي وديني
بدوره استنكر الناشط في جمعية حقوق الإنسان احمد البهكلي الواقعة وقال "نحن في طور التحقق من هذه القضية ويظهر أن زواج صغيرات السن منتشر بكثرة في المملكة والعالم العربي".
ورجح البهكلي سبب موافقة والد المراهقة على الزيجة بسبب "مسألة تصفية ديون واجبة".
وطالب البهكلي بإيجاد نظام في الدولة يحدد فارق السن بحيث لا يستطيع أي مأذون تجاوزه على غرار الفحص الطبي قبل الزواج.
ويؤيد بعض كبار رجال الدين هذا النوع من الزواج لما يقولون إنه اقتداء بالنبي محمد.
من جانبه، رفض أستاذ الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سعد الدريهم زواج القاصرات، وقال في تعليقه على الواقعة:
من جانبها، طالبت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان سهيلة زين العابدين، الجهات المتخصصة بالتدخل السريع لإنقاذ الطفلة، مشيرة إلى أن أحد شروط الزواج غير موجود، وهو يتضح من إقفالها الباب على نفسها، وهذا يدل على عدم موافقتها على الزواج.
وأوضحت زين العابدين أن هذه القضية تعد من القضايا القليلة التي تحدث، محملة الأب والأم المسؤولية كاملة في تزويج ابنتهما لشخص هو في مقام جد لوالدها.
وناشدت زين العابدين السلطات في المملكة سرعة إصدار نظام يحدد السن المناسب للزواج.
وعلى جانب آخر، أكد الاختصاصي النفسي جمال الطويرقي، أن الطفلة ليست مؤهلة للزواج، لأن من شروط الزواج أن يكون الشخص بالغاً عاقلاً حراً، والطفلة لا تزال في مرحلة المراهقة وفي هذه المرحلة يكون مزاج المراهق متقلباً.
يشار إلى أن مسألة الزواج من القاصرات ما تزال تخضع للنقاش في المجمع الفقهي الإسلامي الذي عقد أخر دوراته في مكة الشهر الماضي ولم يتوصل إلى قرار في هذا الخصوص نظرا للتباين في وجهات النظر بين العلماء.