خاص "موقع الحرة"
أصبحت الهجمات الحوثية على مطارات ومنشآت حيوية سعودية خبرا شبه يومي، فما هو سر الاستخدام الكثيف لهذا السلاح من قبل الحوثيين؟
كان آخر هذه الهجمات، السبت، إذ أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أنه اعترض وأسقط طائرات مسيرة بدون طيار، كان الحوثيون قد أعلنوا إطلاقها على مطاري أبها وجازان.
وفجر الثلاثاء الماضي، أصيب تسعة مدنيين بجروح في هجوم بطائرة بدون طيّار شنه المتمرّدون على مطار أبها الدولي في جنوب السعودية، بحسب ما أعلنه التحالف العسكري الذي تقوده الرياض ضدّ هؤلاء المتمرّدين اليمنيين الذين تدعمهم إيران.
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي السعودي أحمد الركبان في حديث مع "موقع الحرة" أن قدرات الحوثيين تطورت حيث "استخدم في بداية انقلابه على الحكومة الشرعية اليمنية بعض القذائف البدائية قبل أكثر من ثلاث سنوات".
وصلت تلك القذائف إلى أطراف السعودية خاصة مناطق مثل الطوال والزان وغيرها، لكن الحوثيين انتقلوا إلى استخدام أسلحة ثقيلة لاحقا، "فأطلقوا صواريخ كروز مرتين أو ثلاثة، ثم الأمر الحديث هي الطائرات المسيرة"، وفق الركبان.
وبينما عملت الولايات المتحدة مع السعودية للتضييق على طرق تهريب الصواريخ، ظهرت الطائرات دون طيار كبديل منخفض التكلفة نسبيا وأكثر فاعلية للمتمردين عدا عن صعوبة اكتشافها.
ويعزي الركبان هذا التطور في قدرات الحوثيين إلى الدعم الإيراني ويقول "هي طائرات تصنعها إيران وتأتي من إيران إلى اليمن مفككة، وأحيانا تصنع داخل اليمن"، مضيفا أن هناك "تواجدا لخبراء عسكريين إيرانيين في اليمن هم من يطلقون هذه الطائرات".
واتّهم مسؤولون أميركيون وسعوديون طهران بتدريب الحوثيين وتزويدهم بالتصميمات لبناء طائرات من دون طيار.
وتنفي إيران تقديم السلاح للمتمردين، لكن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة قالت عام 2018 إنها تعرّفت على "بقايا صواريخ، ومعدات عسكرية ذات صلة وطائرات دون طيار عسكرية من أصول إيرانية".
وبحسب اللجنة، فإن الصاروخ الحوثي من نوع "قاصف 1" يتطابق "تقريبا في التصميم والأبعاد والقدرة مع صواريخ أبابيل- تي، والمصنّعة من قبل شركة صناعات الطائرات الإيرانية".
ورفضت اللجنة ما أكده الحوثيون بأنّهم قاموا بصنع الطائرة دون طيار بأنفسهم.
وسلّطت الهجمات المتزايدة عبر الطائرات بدون طيار الضوء على الأنظمة الدفاعية في السعودية، التي أنفقت مئات مليارات الدولار على الطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات العسكرية.
ويقول الركبان إن "الطائرات المسيرة تأتي من جبال شاهقة ترتفع تقريبا ثلاثة آلاف متر عن سطح الأرض"، ولذلك فإطلاقها يتم بسهولة، "خاصة أن من يطلقها أساسا هم الخبراء الإيرانيون الذين يتواجدون في اليمن ويريدون إشعال المنطقة بين الخليج وبين اليمن، وكذلك بين العراق والسعودية وغيرها".
ويضيف الركبان أن جيزان وأبها "تقتربان من الحدود اليمنية السعودية، والمناطق اليمنية تكون عادة جبال مرتفعة وشاسعة ومن هذا المنطلق تطلق على منطقة أبها كأقرب منطقة من جهة صعدة وجنوب اليمن، أما منطقة جازان فهي الأقل نوعا ما لكنها أقرب من المناطق اليمنية خاصة من منطقة الطوال التي تبعد عن منطقة جازان 60 كيلومترا تقريبا".
ويستخلص الركبان أن "كل هذه منافذ تستطيع من خلالها الطائرات المسيرة أن تصل إلى أكثر من ألفي كيلو تقريبا".
وحول أسباب استهداف مطاري أبها وجيزان بالتحديد أكد أن "الحوثي يستخدم المطارات الآهلة أو الحيوية من أجل الضغط وهو يعتبر أن هذا انتصارا بالرغم من أن استهدافه له جرائم حرب".
ينفي الركبان أن هناك اختراقا أمنيا "وإنما هم يطلقون ست أو سبع طائرات في وقت واحد لمحاولة تشتيت القوات الملكية السعودية"، لافتا إلى أن الجيش السعودي تصدى للعشرات من الطائرات المسيرة.
غير أن الركبان قال إن "هناك من يتعاطف مع الحوثي باعتبار أنه من طائفته من خلال الإحداثيات، بعض من يمتلكون حسابات على تويتر يحاولون بقدر الإمكان الزج بالحوثي وإهدائه بعض الإحداثيات في المملكة".
وأضاف أن قوات التحالف لديها إمكانات وإحداثيات مميزة تميز من خلالها المكان الذي أطلقت منه الطائرة ومن أي جبل تقريبا، "ولذلك الرد يكون خلال دقائق".
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة. ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.