سعوديون في أحد مطار الدمام
سعوديون في أحد مطار الدمام

سيتم السماح للمرأة السعودية بالحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من "ولي الأمر"، بحسب قرار صادر عن مجلس الوزراء السعودي الخميس.

ونقلت صحيفة "أم القرى" الحكومية، قرارا للحكومة جاء فيه "يُمنَح جواز السفر لكل من يقدم طلبا بذلك من حاملي الجنسية العربية السعودية" ممن تجاوزت أعمارهم 21 عاما ولا يحتاج للإذن للسفر.

وتتيح تعديلات في نظام الأحوال المدنية للنساء، للمرة الأولى، تسجيل المواليد والزواج والطلاق وإصدار وثائق أسرية رسمية بالإضافة لحق الوصاية على الأطفال القصر.

وتشمل التعديلات إلغاء نص "محل إقامة المرأة المتزوجة هو محل إقامة زوجها إذا كانت العشرة مستمرة بينهما" من المادة 30، لتصبح "محل إقامة القاصر هو محل إقامة والده أو الوصي عليه".

وتم تغيير المادة 33 لتشمل السماح للمرأة بالتبليغ عن المواليد مثلها مثل الرجل، وإضافة المرأة للتبليغ عن حالات الوفاة في تعديل للمادة 53.

وأضافت التعديلات الجديدة الزوجة ضمن من يبلغون عن حالة الزواج أو الطلاق أو المخالعة، في حين كان ذلك مقتصرا على الزوج. وأصبحت المادة 47 تنص على أن "على الزوج أو الزوجة التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق أو الرجعة أو التطليق أو المخالعة، ويجوز لوالد الزوج أو الزوجة أو أحد أقاربهما القيام بواجب التبليغ".

وتشمل التعديلات المادة 91 من النظام، إذ أصبح "يعد رب الأسرة في هو الأب أو الأم بالنسبة إلى الأولاد القصر"، وتم تعديل المادة 50 لتنص على أن "لأي من الزوجين حق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، وتقع المسؤولية على الزوج إذا لم يتقدم بطلب استخراجه خلال 60 يواما من تاريخ عقد الزواج".

وشملت التعديلات مجال العمل. وتنص على أنه "لا يجوز لصاحب العمل فصل العاملة أو إنذارها بالفصل أثناء حملها أو تمتعها بإجازة الوضع، ويشمل ذلك مدة مرضها الناشئ عن أي منهما، على أن يُثبت المرض بشهادة طبية معتمدة، وأن لا تتجاوز مدة غيابها 180 يوما في السنة سواء أكانت متصلة أم متفرقة".

وذكرت أم القرى أنه تم تعديل تعريف العامل، ليكون بالنص الآتي "كل شخص طبيعي - ذكراً أو أنثى- يعمل لمصلحة صاحب عمل وتحت إدارته أو إشرافه مقابل أجر، ولو كان بعيداً عن نظارته".

النص الرسمي للتعديلات كما أوردتها صحيفة أم القرى:

إن مجلس الوزراء بعد الاطلاع على المعاملات الواردة من الديوان الملكي برقم 60204 وتاريخ 23-10-1440هـ، ورقم 61818 وتاريخ 30-10-1440هـ، ورقم 64164 وتاريخ 10-11-1440هـ، المشتملة على برقيتي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رقم 218140 وتاريخ 10-10-1440هـ، ورقم 230801 وتاريخ 28-10-1440هـ، في شأن اقتراح الوزارة بعض التعديلات على نظام وثائق السفر ونظام الأحوال المدنية، والمشتملة كذلك على برقية معالي وزير التجارة والاستثمار رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتنافسية رقم 90577 وتاريخ 7-11-1440هـ، في شأن التعديلات المقترحة بخصوص تطوير الأنظمة واللوائح المرتبطة بعمل المرأة.

وبعد الاطلاع على نظام الأحـوال المدنيـة، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/7) وتاريخ 20-4-1407هـ.

وبعد الاطلاع علـى نـظام وثـائق السفـر، الصــادر بالمرسوم الملكي رقم (م/24) وتاريخ 28-5-1421هـ.

وبعد الاطلاع على نظام التأمينات الاجتماعية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/33) وتاريخ 3-9-1421هـ.

وبعد الاطلاع على نظام العمل، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/51) وتاريخ 23-8-1426هـ.

وبعد الاطلاع على المحضر رقم (2043) وتاريخ 22-11-1440هـ، والمذكرة رقم (2044) وتاريخ 22-11-1440هـ، المعدين في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء.

وبعد الاطلاع علـى محضــر مجلــس الشــؤون السيـاسيـة والأمنية رقم (7011) وتاريخ 25-11-1440هـ.

وبناءً على الأمر الملكي رقم (أ/97) وتاريخ 17-3-1418هـ.

وبعــد الاطلاع علـى توصيـة اللجـنـة العــامـة لمجلـس الــوزراء رقـــم (7437) وتاريخ 26-11-1440هـ.

يقرر ما يلي:

أولاً: الموافقة على تعديل نظام وثائق السفر، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/24) وتاريخ 28-5-1421هـ، وفقاً لما يأتي:

1- تعديل المادة (الثانية)، لتكون بالنص الآتي:

”1- يمنح جواز السفر لكل من يقدم طلباً بذلك من حاملي الجنسية العربية السعودية، وذلك وفقاً لما تحدده اللائحة التنفيذية.

2- لوزير الداخلية عند الاقتضاء إصدار جواز سفر، أو تذكرة مرور بصفة مؤقتة لأي شخص لا يحمل الجنسية العربية السعودية، ليستخدمه في سفره خارج المملكة والعودة إليها، وتحدد اللائحة التنفيذية حالات إصدارهما وسحبهما“.

2- إلغاء المادة (الثالثة).

3- تعديل المادة (الرابعة)، لتكون بالنص الآتي:

”يكون منح جواز السفر وتصريح السفر للخاضعين للحضانة والقصّر المتوفى وليّهم، وفقاً لما تحدده اللائحة التنفيذية“.

ثانيـاً: الموافقة على تعديل نظام الأحوال المدنية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/7) وتاريخ 20-4-1407هـ، وفقاً لما يأتي:

1- تعديل المادة (30)، لتكون بالنص الآتي:

”محل إقامة القاصر هو محل إقامة والده أو الوصّي عليه“.

2- تعديل المادة (33)، لتكون بالنص الآتي:

”المكلفون بالتبليغ عن المواليد هم:

أ- المنشآت الصحية المرتبطة إلكترونياً بالأحوال المدنية، وفق ما تحدده اللائحة التنفيدية.

ب- والدا الطفل.

ج- الأقرب درجة للمولود من الأقارب البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً.

د- الحاكم الإداري في المحافظة أو المركز.

هـ- عمدة الحي، أو شيخ القبيلة، أو المعرّف المعتمد.

و- أي شخص أو أشخاص تنص اللائحة التنفيذية على مسؤوليتهم عن التبليغ.

وتكون مسؤولية التبليغ بحسب الترتيب السابق وتنتفي مسؤولية كل فئة في حالة وجود الفئة التي تسبقها في الترتيب“.

3- تعديل المادة (47)، لتكون بالنص الآتي:

”أ- على الزوج أو الزوجة التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق أو الرجعة أو التطليق أو المخالعة، ويجوز لوالد الزوج أو والد الزوجة أو أحد أقاربائهما القيام بواجب التبليغ.

ب- تنتفي مسؤولية التبليغ المنصوص عليها في الفقرة (أ) من هذه المادة، في حال وجود ربط إلكتروني بين إدارة الأحوال المدنية والمحكمة المختصة“.

4- تعديل المادة (50)، لتكون بالنص الآتي:

”لأي من الزوجين طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، وتقع المسؤولية على الزوج إذا لم يتقدم بطلب استخراجه خلال ستين يوماً من تاريخ عقد الزواج، وذلك وفقاً لما تحدده اللائحة التنفيذية“.

5- تعديل المادة (53)، لتكون بالنص الآتي:

”المكلفون بالتبليغ عن الوفاة هم:

أ- المنشآت الصحية المرتبطة إلكترونياً بالأحوال المدنية وفق ما تحدده اللائحة التنفيذية.

ب- أصول أو فروع أو زوج المتوفى أو أي من أقربائه البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً.

ج- مديرو الملاجئ ومرافق الإيواء السياحي والمدارس والسجون والثكنات والمحاجر الصحية، وأي منشأة أخرى، ويشمل ذلك المطوفين أو من في حكمهم بالنسبة إلى الحجاج والمعتمرين والزوار المسجلين لديهم.

د- الممارس الصحي المكلف بإثبات الوفاة.

هـ- الحاكم الإداري في المحافظة أو المركز.

و- عمدة الحي، أوشيخ القبيلة، أو المعرّف المعتمد.

ز- أي شخص أو أشخاص تنص اللائحة التنفيذية على مسؤوليتهم عن التبليغ.

وتكون مسؤولية التبليغ بحسب الترتيب السابق وتنتفي مسؤولية كل فئة في حالة وجود الفئة التي تسبقها في الترتيب“.

6- تعديل المادة (91)، لتكون بالنص الآتي:

”يعد رب الأسرة في مجال تطبيق هذا النظام هو الأب أو الأم بالنسبة إلى الأولاد القصر“.

ثالثــاً: الموافقـة علـى تعـديل نظام العـمل، الصـادر بالمـرسـوم الملكـي رقم (م/51) وتاريخ 23-8-1426هـ، وفقاً لما يأتي:

1- تعديل تعريف العامل الوارد في المادة (الثانية)، ليكون بالنص الآتي:

”كل شخص طبيعي - ذكراً أو أنثى- يعمل لمصلحة صاحب عمل وتحت إدارته أو إشرافه مقابل أجر، ولو كان بعيداً عن نظارته“.

2- تعديل المادة (الثالثة)، لتكون بالنص الآتي:

”العمل حق للمواطن، لا يجوز لغيره ممارسته إلا بعد توافر الشروط المنصوص عليها في هذا النظام، والمواطنون متساوون في حق العمل دون أي تمييز على أساس الجنس أو الإعاقة أو السن أو أي شكل من أشكال التمييز الأخرى، سواءً أثناء أداء العمل أو عند التوظيف أو الإعلان عنه“.

3- تعديل الفقرة (4) من المادة (الرابعة والسبعين)، لتكون بالنص الآتي:

”بلوغ العامل سن التقاعد وفق ما تقضي به أحكام نظام التأمينات الاجتماعية، ما لم يتفق الطرفان على الاستمرار في العمل بعد هذه السن“.

4- تعديل المادة (الخامسة والخمسين بعد المائة)، لتكون بالنص الآتي:

”لا يجوز لصاحب العمل فصل العاملة أو إنذارها بالفصل أثناء حملها أو تمتعها بإجازة الوضع، ويشمل ذلك مدة مرضها الناشئ عن أي منهما، على أن يُثبت المرض بشهادة طبية معتمدة، وأن لا تتجاوز مدة غيابها (مائة وثمانين) يوماً في السنة سواءً أكانت متصلة أم متفرقة“.

5- إلغاء المادة (السادسة والخمسين بعد المائة).

رابعاً: الموافقة على تعديل نظام التأمينات الاجتماعية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/33) وتاريخ 3-9-1421هـ، وذلك بحذف الفقرة الفرعية (ج) من الفقرة (1) من المادة (الثامنة والثلاثين).

وقد أعد مشروع مرسوم ملكي بذلك، صيغته مرافقة لهذا.

رئيس مجلس الوزراء

مخاوف من تكلفة بشرية باهظة بسبب المشاريع الكبرى في السعودية. السعودية
مخاوف من تكلفة بشرية باهظة بسبب المشاريع الكبرى في السعودية. السعودية

رغم إقرار السعودية لأول سياسة وطنية ضد العمل الجبري في الدول العربية، إلا أن خبراء يشككون في أن تكون ذات جدوى في سوق العمل السعودية.

ويتخوف خبراء تحدثوا في برنامج "حديث الخليج" من أن تكون هذه السياسة التي أقرت في يناير الماضي مجرد حبر على ورق، وآلا توقف الانتهاكات التي ترصدها العديد من تقارير المنظمات الدولية.

وتعرف منظمة العمل الدولية العمل الجبري بأنه "أي عمل أو خدمة يتم استخلاصها من أي شخص تحت طائلة التهديد بأي عقوبة، دون أن يكون قد عُرض عليه ذلك العمل طواعية".

المتخصص في الموارد البشرية في الخليج، عبدالله الغامدي قال إن "السياسة الجديدة، تضفي من خلال المبادئ التشريعية والسياسات حماية لحقوق العاملين الأجانب خاصة من محاولات لتسخيرهم للعمل بالإجبار".

وأكد لـ "الحرة" أن القوانين في السعودية تحمي العاملين على أراضيها، وهناك وزارة الموارد البشرية التي تتابع هذا الملف، ويمكن لأي عامل التقدم ببلاغ من خلال منصات إلكترونية أو المكاتب المتخصصة، ناهيك عن وجود زيارات ميدانية مفاجئة.

وكشف أن وزارة الموارد البشرية تسعى إلى تحديث منظومة القوانين بشكل دائم، وهناك من المواد القانونية ما يحمي العمال في السعودية.

والسعودية عضو في عدة اتفاقيات دولية تهدف إلى مكافحة العمل الجبري، أبرزها "اتفاقية العمل الدولية رقم 29 لعام 1930"وبروتوكولها المكمل لعام 2014. 

وقد اعتادت العديد من المنظمات الحقوقية على توجيه اتهامات لدول الخليج، بما فيها السعودية، بشأن انتهاكات تحصل بحق العمال المغتربين فيها.

ترحيب "حذر"

تشكيك بتطبيق سياسة حماية العمال في داخل السعودية . أرشيفية

المتحدث من منظمة هيومان رايتس ووتش للشرق الأوسط، أحمد بن شمسي قال "نقر أن السعودية أول دول عربية تتبنى سياسة لمكافحة العمل الجبري، ونرحب بذلك بحذر، طالما أنها لا تكون لتجنب الانتقادات التي أثارتها شكوى منظمة العمل الدولية.

وأضاف أن السعودية لديها سجل سابق بإعلانها الإصلاحات، ولكن على أرض الواقع لا تتم.

وأشار إلى أنه على الرغم من الإصلاحات في نظام الكفالة ما زال أصحاب العمل لديهم سلطة على العمال، وهناك خوف متجذر من الانتقام، حتى لو توجه للقانون، منتقدا غياب وجود لمنظمات المجتمع المدني والنقابات في المملكة.

وأكد شامسي أنه لا تزال هناك انتهاكات واسعة فيما يخص تنقل العمال بين الوظائف، أو عملية الخروج من البلاد.

وقال إن المشكلة في المملكة ليس بإعلان السياسة، بل بكيفية تنفيذها، إذ أن توسعها في المشاريع العملاقة، لا يجب أن يكون على حساب تعريض ملايين العمال لمخاطر جسيمة.

السعودية.. تفاصيل "أول" سياسة وطنية ضد "العمل الجبري" في الدول العربية
في خطوة وصفتها وسائل إعلام محلية بالمهمة والمؤثرة على الصعيدين الداخلي والدولي، أعلنت السعودية، مؤخرا، عن اعتماد سياسة وطنية للقضاء على العمل الجبري، لتكون أول دولة خليجية وعربية تقر مثل تلك الاستراتيجية الشاملة.

وأكد أنها "خطوة إيجابية أولى، خاصة في ظل الأدلة على وجود عمال في أوضاع ترقى إلى العمل القسري.

وحدد شامسي أبرز الانتهاكات في السعودية، بعدم توفير الحماية للعمال من العمل الجبري، وفرض رسوم توظيف باهظة، وسرقة الأجور، أو حتى العمل تحت الشمس رغم أن القوانين تمنعهم من ذلك.

وقال إنهم قضوا أكثر من عامين من البحث وإجراء مقابلات مع أكثر من 150 مهاجرا، وعائلات عاملين متوفين، والتي تم توثيقها في تقارير ضخمة عن الانتهاكات في السعودية.

وقال إن العاملين يأتون للسعودية لأنهم لا يعرفون عن المشاكل، فهم يبحثون عن عيش كريم لمساعدة عائلاتهم.

وطالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" دول الخليج، في الصيف الماضي، بحماية العمال المهاجرين من الحر خلال، مشيرة إلى "المخاطر الصحية الشديدة" التي يتعرّضون لها في ظل ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغير المناخي.

وفي أكتوبر من العام 2023، صدر تقرير لمنظمة العفو الدولية ندد بتعرض عمال من النيبال لظروف معيشية مريعة ومخاطر تتعلق بالسلامة أثناء العمل في السعودية، إضافة لحرمانهم من أجورهم.

من جانبه رفض الغامدي الاتهامات بوجود انتهاكات وعدم حماية للعمال، وقال إن المحاكم العمالية تعمل وتتعامل مع الشكاوى بشكل رسمي، وتنصف العمال.

وأبدى استغرابه من الانتهاكات التي يتم الحديث عنها في سوق العمل السعودية، وقال "لو كان هناك انتهاكات لحقوق العاملين في سوق العمل السعودية لما توافد الناس عليها".

وأكد "لسنا جمهورية أفلاطون، لدينا انتهاكات فردية" ولكن القانون لا يسمح بها، وأي شكوى يتم التعامل معها.

الفيلم مبني على رواية  نشرت قبل سنوات
"حياة الماعز".. تشويه للسعودية أم واقع حقيقي؟
"هذا الفيلم لا يحمل إساءة لأي دولة، أو شعب، أو مجتمع، أو عرق"، بهذه العبارة ينطلق الفيلم الهندي "حياة الماعز" الذي يعرض على منصة "نتفليكس"، ويحكي "قصة حقيقية" لعامل هندي يدعى "نجيب" وصل مطلع التسعينيات إلى السعودية، ليجد نفسه تحت رحمة "كفيل" وهمي، أودى به إلى الصحراء، في رحلة استعباد وظروف غير إنسانية للعيش امتدت لـ 3 أعوام قبل الهرب.

وبشأن إلغاء نظام الكفالة، قال الغامدي إذا كانت هناك تشريعات تساعد على حفظ حقوق الطرفين من الممكن أن يتم في الفترة القادمة، وبما يحقق التوازن بين حقوق العاملين وأصحاب العمل.

وتحدث عن نظام الإقامة الذهبية، الذي يتيح التنقل والاستثمار والتملك داخل السعودية من دون وجود كفيل.

ورد شامسي أن الحديث عن وجود انتهاكات فردية ليس بالأمر الصحيح، إذ يوجد شكوى من الاتحاد الدولي لعمال البناء، والتي تستند إلى آلاف الحالات الموثقة من العمال الذين لم يتقاضوا أجورا منذ عقد من الزمان.

وقال إذا كانت السعودية جادة في سياستها الجديدة على إثبات ذلك بتعويض هؤلاء.

وتخوف شامسي من مشاريع كأس العالم في السعودية حيث سيتم بناء 11 ملعب جديد، وتشييد 185 ألف غرفة فندقية، وشبكة بنية تحتية هائلة والتي ستكون بتكلفة بشرية هائلة من العمال، قد تطال أجيال من العمال.

ورغم إصلاحات قانون العمل التي اعتمدت عام 2021، يقول العمال إن تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد يبقى رهن أصحاب العمل، وهو نظام تصفه هيومن رايتس بأنه استغلالي.

انتهاكات بالجملة

العمل الجبري .. السعودية في مرمى الانتقادات

"وهم جديد" هكذا وصف الناشط الحقوقي السعودي، والمتحدث باسم حزب التجمع الوطني أحمد حكمي في حديثه لـ "الحرة" ما أعلنته السعودية بشأن سياسة حماية العاملين.

ويتفق مع كلام شمسي بأن السعودية لطالما تعلن عن إصلاحات شكلية، ولكن عند اختبارها تكون غير حقيقية.

واستشهد بتقرير وثائقي رصد أوضاع العمال، يتحدث عن 21 ألف قتيل من ثلاث دول خلال ثمانية أعوام في أحد المشاريع الكبرى في السعودية، في إشارة إلى مشروع نيوم.

وقال حكمي إن هذا السجل من انتهاكات العمال لن يصلحه مجرد سياسة أو مشروع قانون تحتاج لفترة طويلة قبل تطبيقه.

وأكد أن ما ترصده التقارير الدولية لا يعكس حجم ما تصل إليه الانتهاكات، إذ ينتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لعمال تعرضوا للضرب والتحرش والاغتصاب.

وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، يشكل العمال المغتربون حوالي30 بالمئة من إجمالي سكان المملكة، مما يجعلهم ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي.

انتقادات لقطر خلال التجهيز لكأس العالم. أرشيفية

وفي أكتوبر من 2024 ذكر تقرير لمنظمة العفو أن "الأجانب المتعاقدين للعمل في مواقع مرخص لها باستخدام الاسم التجاري للشركة الفرنسية كارفور في السعودية، يواجهون الخداع على أيدي وكلاء الاستقدام، ويرغمون على العمل لساعات مفرطة، ويحرمون من أيام العطلة، ويتعرضون للغش ولنهب مستحقاتهم".

الكاتب الصحفي فيصل الشمري، انتقد ما أسماه بـ "موجات الانتقادات الموسمية" من المنظمات الدولية لدول الخليج بشأن حقوق العمال.

وقال لـ "الحرة" أنا لا أشكك بنوايا هذه المنظمات، ولكن قطر فيها عمالة وافدة من عقود، ولم يتم عنها أحد بالانتهاكات إلا في سياق كأس العالم، وكذلك الحال الآن للسعودية، موجة الانتقاد تأتي بالتزامن مع المشاريع الكبرى مثل نيوم، والتحضير لكأس العالم.

وسبق لدولة قطر أن واجهت الكثير من الانتقادات بسبب ما أشيع عن ظروف عمل قاسية ومجحفة بحق العديد من العمال الذين شاركوا في أعمال البنية التحتية لملاعب وإنشاءات كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.

وأكد أنه يجب التفرقة بين العمالة السائبة، أو العمالة النظامية التي تعمل في القطاعات الرسمية وغير الرسمية، فيما تتركز الانتهاكات في فئة ما يطلق عليه "العمالة السائبة" والتي تكون غير قانونية في بعض الآحيان.

مونديال قطر.. اتهامات لمقاولين بالالتفاف على القوانين في "انتهاكات حقوق الإنسان"
طالب عدد من النشطاء والمنظمات غير الحكومية بتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها العمال في قطر بالتزامن مع قرب انطلاق كأس العالم 2022، الذي تحتضنه الدوحة، فيما اعتبرت اللجنة العليا المنظمة للمونديال أن تلك التقارير "تهدف لتشويه البطولة".

وحمل الشمري الشركات الوسيطة العبء الأكبر في الانتهاكات، إذ أنها هي من لا تلتزم بعقودها مع العمال، لتتركهم وتحمل عبئهم للحكومات.

وقال دول الخليج جاذبة لكل المهارات، ولكن بعض الشركات تستخدم العمالة وتتاجر في حقوقهم، بإيقاعهم في عقود غير قانونية.

وذكر أن التقديرات تتحدث عن 30 مليون عامل يتوافدون لدول الخليج، نصفهم في السعودية، والبقية يتوزعون في بقية دول الخليج.

وأقر بوجود انتهاكات سببها تلك الشركات العابرة للحدود، ومن غير المنصف تحميل الحكومات عبء ذلك.

ودعا الشمري إلى تناول إنساني لقضايا العمال في دول الخليج بعيدا عن تسيس الملف، وطالب المنظمات الدولية بإرسال محامين لتوعية العمال في دولهم، وتقديم الدعم الذي يحتاجونه.

ما بين التشكيك بالتطبيق، والأمل بالسياسة التي وضعت، قد تكون هذه الخطوة الأولى لحماية العمال من العمل القسري في السعودية وبقية دول الخليج.

ونجاحها في ظل الخطط الطموحة للسعودية قبل كأس العالم في 2034، ستبقى رهنا بالتطبيق الفعلي خلال الفترة المقبلة.