لاقت الأحكام التي أصدرها القضاء السعودي، الاثنين، في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ردود فعل غلب عليها الاستياء من تبرئة بعض الأسماء البارزة في القضية.
فقد أصدر القضاء السعودي الحكم بإعدام خمسة أشخاص لم يتم الكشف عن أسمائهم، حيث ثبتت إدانتهم بجريمة قتل خاشقجي، فيما تمت تبرئة اثنين من كبار مساعدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقررت المحكمة الإفراج عن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري، وعدم توجيه اتهام لسعود القحطاني المستشار المقرب من ولي العقهد.
واللافت أن بيان النيابة العامة لم يكشف هويات الأشخاص الخمسة الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام، وبررت ذلك بالقول إن "المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية تحظر إعلان الأسماء كون الأحكام لا زالت ابتدائية وحينما تكون قطعية فسيتم ذلك".
البيت الأبيض وصف أحكام الإعدام بـ "الخطوة الهامة" في سبيل "محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة".
ودعا البيت الأبيض السلطات السعودية إلى "مواصلة عملية قضائية عادلة وشفافة لمحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي".
من جهته وصف صلاح، نجل الصحفي القتيل، الأحكام بـ "المنصفة".
وقال في تغريدة على تويتر: "إنصاف القضاء يقوم على مبدأين، العدالة وسرعة التقاضي، فلا ظلم ولا مماطلة. اليوم القضاء أنصفنا نحن أبناء المرحوم، بإذن الله جمال خاشقجي. ونؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة".
إنصاف القضاء يقوم على مبدأين، العدالة وسرعة التقاضي، فلا ظلم ولا مماطلة. اليوم القضاء أنصفنا نحن ابناء المرحوم، بإذن الله جمال خاشقجي. ونؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة. الحمد لله والشكر له.
— salah khashoggi (@salahkhashoggi) December 23, 2019
"من أمر بقتل خاشقجي؟"
وكتبت أنييس كالامار، المحامية التي قادت التحقيق المستقل الذي أطلقته الأمم المتحدة في القضية، على تويتر إنه "بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، كان مقتل خاشقجي بمثابة إعدام خارج نطاق القضاء تتحمل دولة السعودية المسؤولية عنه. لكن المحكمة لم تشر في أي وقت من الأوقات إلى مسؤولية الدولة".
وأضافت أن "اغتيال خاشقجي يتطلب إجراء تحقيق على مستوى القيادات للتعرف على العقول المدبرة والمحرضين على القتل والذين سمحوا به أو غضوا الطرف عن اغتياله، مثل ولي العهد"، مشيرة إلى أن هذا لم يشمله التحقيق.
وسخرت كالامار من استخلاص نتائج تحقيقات القاضي إلى أن اغتيال خاشقجي وتقطيعه كان بمثابة "حادث لم تسبقه نية للقتل" مضيفة "الاقتراح بأن القتلة قرروا فجأة في لحظة خاطفة تقطيع جسده أمر سخيف للغاية، فتقطيع الأوصال يتطلب حد أدنى من التخطيط".
Why the sentence today is anything BUT Justice for #JamalKhashoggi: a) the hearings were held behind closed door even though none of the justification for holding a trial in camera under international law applied to this particular trial
— Agnes Callamard (@AgnesCallamard) December 23, 2019
وأعاد كثير من المغردين ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلا عن تقرير للمخابرات المركزية الأميركية، أن ولي العهد السعودي أرسل 11 رسالة هاتفية لمستشاره سعود القحطاني في الساعات التي سبقت ولحقت اغتيال خاشقجي.
تذكير .. Wall Street Journal:*CIA:ابن سلمان أرسل 11 رسالة هاتفية لمستشاره القحطاني في الساعات التي -سبقت ولحقت- اغتيال خاشقجي*CIA:مكالمة هاتفية لمحمد بن سلمان مع مستشاره القحطاني طلب فيها اتخاذ ترتيبات خارج #السعودية إذا لم تنجح محاولات استدراج #خاشقجيhttps://t.co/IzlwoNh2Y6
— فهد الغفيلي (@fahadlghofaili) December 23, 2019
وقالت الخارجية التركية في بيان إن الأحكام القضائية "لا تلبي رغبة بلادنا والمجتمع الدولي في الإضاءة على كل جوانب هذه الجريمة وإحقاق العدالة".
"العدالة لم تحترم"
واعتبر الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار، الاثنين، أن "العدالة لم تحترم" في قضية خاشقجي، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن الحكم عبارة عن "تبرئة لا تحقق العدالة ولا تظهر الحقيقة".
وطالب وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، السعودية بضمان "محاسبة كل المسؤولين عن مقتل خاشقجي، وألا يتكرر أبدا مثل هذا العمل الشنيع".
مؤسسة "القسط" لحقوق الإنسان السعودية أعلنت بدورها رفضها لنتائج المحاكمات واتهمت السلطات القضائية في السعودية بعدم الاستقلالية، وطالبت بمحاكمة دولية.
#القسط ترفض رفضًا تامًا الأحكام الصادرة في قضية #جمال_خاشقجي وتؤكد ما ذكرته سابقا أن المحكمة غير عادلة وغير مستقلة، وأن المتهم الحقيقي لا يمثل أمام المحاكم، وأن إعدام مباشري العملية هو قتل لشهود في القضية.وتؤكد على إصرارها على مطلبها بمحاكمة دولية التي أصبحت مطلبًا أمميا وعالميا https://t.co/dnIyH6JOHf
— القسط لحقوق الإنسان (@ALQST_ORG) December 23, 2019
ردود فعل المغردين
الصحفية اللبنانية ديانا مقلد رأت أنه تم تعويم قضية مقتل خاشقجي عبر صفقات حتى تمت تبرئة كل من القنصل السعودي في إسطنبول والعسيري والقحطاني، واصفة الأمر بـ "المهزلة"، في حين وصفها آخر بـ "أغبى مسرحية في التاريخ الحديث".
تبرئة القنصل وسعود القحطاني وعسيري... جريمة قتل خاشقجي وبعد ان جرى تعويمها عالمياً عبر صفقات اتت الان صفحة طيها قضائيا بخلاصة اقرب الى المهزلة... https://t.co/H43CJPa3lT
— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) December 23, 2019
محمد بن سلمان "بريء" !!#سعود_القحطاني "بريء" !!أحمد عسيري "بريء" !!القنصل السعودي "بريء" !!.نحن نشاهد أغبى مسرحية في التاريخ الحديث !
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) December 23, 2019
الحكم في قضية #جمال_خاشقجي..براءة مستشار بن سلمان.. #سعود_القحطاني براءة القنصل السعودي السابق في تركيا.. #محمد_العتيبي ..قتل 5 من المتهمين قصاصا..بن سلمان لم يحاكم أو يحاسب على فعلته الشنيعة..بالمختصرضاع دم خاشقچي..ويستمر قتل الأبرياء في مملكة الظلم السلمانية pic.twitter.com/Vro5FqtoCl
— Abdullah Al-Saleh | عبدالله الصالح (@abdullahalsaleh) December 23, 2019
أما علياء، شقيقة الناشطة المسجونة في السعودية لجين الهذلول، تمنت أن يتم التحقيق مع سعود القحطاني بتهمة تعذيب أختها والتحرش بها.
وتساءل وليد الهذلول عن إمكانية رفع دعوى قضائية دولية ضد سعود القحطاني بتهمة تعذيب شقيقته.
كيف ممكن نرفع قضية على سعود القحطاني في محكمة أمريكية او أوروبية بسبب جريمة التعذيب الي ارتكبها في حق لجين؟الي عنده خلفية يا ليت يتواصل معي.
— Walid Alhathloul| وليد الهذلول (@WalidAlhathloul) December 23, 2019
في المقابل، رحب سعوديون بالأحكام الصادرة، وهنأ بعضهم القحطاني والعسيري على تبرئتهما.
#سعود_القحطاني😍❤️welcome back pic.twitter.com/KrYOVFfVeP
— نايف القحطاني🇸🇦 (@Naif_mq1) December 23, 2019
After a year from this tweet, I wanna say it clearly. I’m so proud of our constitution & its justice. 🇸🇦#JamalKhashoggi#جمال_خاشقجي#النيابة_العامة_السعودية https://t.co/fyiThpDZ2z
— Rayan | ريان 🇸🇦 (@ralabduljabbar) December 23, 2019
وكان خاشقجي كاتبا لمقالات رأي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية انتقد فيها سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقتل خاشقجي في القنصلية في الثاني من أكتوبر 2018، بعد نحو سنة من مغادرته المملكة في خضم حملة اعتقالات طالت كتابا ورجل دين.
وقال دبلوماسيون حضروا جلسات المحاكمة في قتل الصحفي، إن المتهمين قالوا خلال الجلسات إن العسيري، الذي أعفي من منصبه بعد أيام من وقوع الجريمة، هو الذي أصدر الأوامر.
وورد اسم العسيري واسم القحطاني في لائحتي العقوبات اللتين أصدرتهما واشنطن بحق مشتبه بتورطهم في قضية الصحفي.
ووفقا لبيان سابق من مكتب المدعي العام السعودي، فإن القحطاني المعروف بأسلوبه الهجومي على وسائل التواصل الاجتماعي، التقى المجموعة قبل سفرها إلى تركيا بهدف مشاركتها بمعلومات متصلة بالمهمة.
وأطلق سراح العسيري بحسب السلطات السعودية، لكن على ما يبدو أن القحطاني كان حرا طليقا خلال مدة المحاكمات والتحقيقات، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حينها أن القحطاني كان لا يزال يواصل ممارسة مهامه مستشارا في الديوان الملكي ولكن بصيغة غير رسمية، وإن ولي العهد محمد بن سلمان كان يستعين بمشورته.