Houthi soldiers walk past the closed U.S. embassya during a demonstration over its decision to designate the Houthis a foreign…
محللون يرون أن الوضع في اليمن معقد للغاية ويحتاج وقتا أطول من أجل إنهاء النزاع

بعدما أعلنت الولايات المتحدة وقف دعمها للحرب في اليمن، يرى محللون أن الوضع على الأرض لا يزال معقدا وأن الإجراءات الأميركية من شأنها ضخ زخم دبلوماسي في الأزمة اليمنية بهدف إنهاء الحرب.

وشن الحوثيون الأربعاء هجوما على مطار أبها السعودي، مشيرين إلى أنهم استهدفوا "مرابض طائرات حربية"، بينما أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، أن طائرة مدنية اشتعلت في مطار أبها السعودي جنوب البلاد على إثر الهجوم الحوثي.

ويأتي الهجوم إثر إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنهاء الدعم الأميركي للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض في حرب اليمن. فيما ألغت إدارة بايدن قرار إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية الذي كانت إدارة سلفه دونالد ترامب قد اتخذته.

لكن في نفس الوقت، شدد بايدن على دعم بلاده للسعودية ضد هجمات الحوثيين، فيما قال  المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأربعاء، إنّ وزارة الخارجية الأميركية لا تنوي التراجع عن قرارها رغم الهجمات الجديدة، ذلك لأن القرار "لا علاقة له إطلاقاً بسلوك" الحوثيين.

الأحداث الأخيرة، طرحت أسئلة بخصوص خطوة السعودية المقبلة، من حيث تداعيات قبول الرياض للدعوة الأميركية لوقف الحرب في اليمن وعودة المفاوضات على شراء الأسلحة الأميركية.

يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن الحرب في اليمن مستمرة، لحين تحقيق الاستقرار والسلام، وأن القرار الأميركي بوقف الدعم لن يغير شيئا.

وقال آل عاتي، في حديثه مع موقع "الحرة"، "من يتابع مسببات الأزمة يدرك أنها لا تزال قائمة، وسبب الأزمة هو التمرد الحوثي على الدولة اليمنية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولا تزال الأوضاع قائمة، لذلك الحرب قائمة".

وتابع المحلل السعودي "الخطوة الأميركية غير مبررة وبعثت برسائل خاطئة، ما أوحى بوجود تراخي أميركي تجاه ملف الحوثيين وإيران ولذلك تستطيع السعودية تغطية احتياجاتها التسليحية من عدة مصادر رغم العلاقات الاستراتيجية مع أميركا".

لا زال الحوثيون مستمرين في الهجوم على السعودية رغم الخطوات الأميركية الرامية لتهدئة الوضع في اليمن
عبر التصعيد الحوثي ضد السعودية.. إيران تستغل المهادنة الأميركية لـ"أهداف نووية"
ويأتي التطور الأخيرة، رغم إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعم بلاده للحرب السعودية على اليمن، معلنا في نفس الوقت إيقاف شحنات أسلحة إلى السعودية، وعزم الولايات المتحدة على رفع اسم جماعة الحوثي من قائمة الجماعات الإرهابية.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد رد على مطالبات إيقاف تسليح السعودية في عام 2018، بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في مدينة إسطنبول التركية، أن السعودية ستوجه إنفاقها إلى خصوم الولايات المتحدة، في إشارة إلى روسيا والصين.

حذرت الولايات المتحدة من استخدام مقاتلات سوخوي وأنظمة عسكرية روسية أخرى
لماذا تلجأ مصر وتركيا للسلاح الروسي رغم معارضة "الشريك الأميركي"؟
في غضون خمسة أشهر تحول التعامل التركي تجاه معارضة الولايات المتحدة استخدام أنقرة  نظام إس-400 الروسي من "لا نهتم بموقف أميركا" كما جاء على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان في أكتوبر الماضي، إلى مبادرة من وزير الدفاع خلوصي أكار لتجميد المنظومة وتحسين العلاقات مع واشنطن في فبراير الحالي.

"الوضع معقد للغاية"

من جانبها، ترى الباحثة المتخصصة في شؤون الخليج بمركز الدفاع عن الديمقراطيات "FDD" بواشنطن، فرشا كودوفايور، أن الوضع معقد للغاية على أرض الواقع في اليمن، ما يعني استمرار الوضع لبعض الوقت قبل الوصول لاتفاق نهائي.

وقالت كودوفايور لموقع "الحرة"، "يتزامن الضغط الأميركي لإنهاء الحرب مع "إرهاق السعودية من الحرب ... كان السعوديون يسعون إلى وقف التصعيد والاستراحة لبعض الوقت، لذلك خطوة الرئيس بايدن لا تتعارض مع ما تريده السعودية نفسها".

وتابعت كودوفايور، "مع ذلك، لا يزال الوضع على الأرض معقدا للغاية. ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في أفضل الأحوال لإنهاء الحرب، هو الضغط لإعادة بدء المحادثات الدبلوماسية".

ووصفت الباحث أن المفاوضات ستكون "عملية طويلة من عقد محادثات جديدة وصول لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حقيقية ترمي لإنهاء الحرب، ومن هناك ربما تنطلق عملية أطول لصياغة تسوية سياسية يقبلها جميع الأطراف".

وقالت كودوفايور "إن ما تفعله الولايات المتحدة هو ضخ زخم جديد في المسار الدبلوماسي".

وعن احتمالية توجه السعودية إلى روسيا والصين، تعلق كودوفايور، ليس ضروريا أن يحدث ذلك في ملف اليمن، رغم أن السعوديين قد أعربوا من قبل- ومعهم حلفاء من الخليج- بالفعل عن ميلهم لتنويع مصادر الأسلحة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الولايات المتحدة لا تبيعهم بالفعل ما يريدون.

والسبب الثاني في رأي كودوفايور هو "أن دول الخليج تخشى إلى حد ما، من تراجع أميركي نهائي وطويل الأمد في المنطقة، ولذلك تستخدم مبيعات الأسلحة كوسيلة، لتعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، كتحوط من هذا الانكماش الأميركي النهائي".

واختتمت كودوفايور حديثها مع موقع "الحرة" قائلة "إذا دفع هذا الضغط الأميركي السعوديين إلى زيادة مشترياتهم من الأسلحة من خارج الولايات المتحدة ، فسيكون ذلك في حيز العلاقات المتبادلة وليس بسببية مباشرة (ملف اليمن) من وجهة نظري".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن إيران هي القوة الأكثر تدميرا في الشرق الأوسط، محملا طهران مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة ومحذرا من أن الولايات المتحدة لن تسمح لها أبدا بامتلاك سلاح نووي.

وقال ترامب خلال قمة أعمال في الرياض "أكبر هذه القوى وأكثرها تدميرا هو النظام الإيراني، الذي تسبب في معاناة لا تُصدق في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن وغيرها".

وقال إن إيران عليها أن تختار بين الاستمرار في "الفوضى والإرهاب" أو أن تبني مسارا نحو السلام، في ما وصفه بأنه تحذير أخير واستعداد محتمل للدبلوماسية.

ودأبت طهران على نفي اتهامات إثارة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال ترامب إنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد مع الجمهورية الإسلامية لكن ليس قبل أن يغير زعماؤها نهجهم.

وقال "أريد إبرام اتفاق مع إيران... لكن إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا... فلن يكون أمامنا إلا ممارسة أقصى الضغوط".

وحذر ترامب، في حديثه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض من أن "إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا"، وقال إن عرضه للتوصل إلى اتفاق لن يدوم إلى الأبد.

وسلط ترامب الضوء على ما يراه تناقضا صارخا بين ما قال إنه "رؤية بناءة" تتبناها السعودية وما قاله إنه "انهيار ومعاناة" بسبب زعماء إيران.