Saudi women walk at Abha Airport Park, as the summer season kicks off with health precautions amid the coronavirus disease …
أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب يتطلعون للحصول على الجنسية السعودية

"اعتبر نفسي في ضياع".. هكذا تقول الشابة حورين عالم وهي تشرح قصتها التي تمثل معاناة لمئات الآلاف من أبناء السعوديات الذين يعيشون في المملكة، دون أن يتمتعوا بحقوق مواطنين.

وبين الفينة والأخرى، يتجدد النقاش بشأن منح أبناء المواطنات السعوديات المتزوجات من أجانب، جنسية المملكة، في قضية لم ينته جدلها منذ عقود ودخلت مجلس الشورى لأكثر من مرة.

ويرى أبناء السعوديات أنهم يستحقون نيل الجنسية لاعتبارات الولادة والنشأة واكتساب الثقافة المجتمعية في المملكة الخليجية، لكن كثير من السعوديين يرفضون ذلك.

قبل أيام، انتشر وسم "#تجنيس_أبناء_السعوديات_خطر" عبر موقع تويتر، اعترض فيه كثير من السعوديين على منح الجنسية لأبناء المواطنات لأسباب مختلفة برز منها الهاجس الأمني.

وطبقا لإحصائيات نشرتها وسائل إعلام محلية، فإن عدد أبناء السعوديات المقيمين في المملكة يقدر بمليون و500 ألف، فيما يبلغ عدد السعوديات المتزوجات بأجانب 700 ألف امرأة.

وبالرغم أن من القانون يعطي وزير الداخلية الصلاحية لتجنيس أبناء السعوديات، إلا أن كثير من هذه الفئة يجدون صعوبة في الحصول عليها حتى وإن كانوا مستوفين لشروط قانون الجنسية العربية السعودية

"مماطلة"

تروي، حورين عالم، البالغة من العمر 25 عاما قصتها لموقع قناة "الحرة"، وتقول إنها قدمت طلبا للحصول على الجنسية السعودية منذ أن كان عمرها 18 عاما وفقا للقوانين، إلا أنها لم تحصل عليها حتى الآن.

تضيف الشابة المولودة لأب باكستاني وأم سعودية: "بحسب اللوائح، يجب أن نقدم الطلب وفقا لشروط معينة منها أن يبلغ الشخص 18 عاما، وهذا ما فعلته بعد أن سبق لشقيقي الأكبر أن أقدم على الخطوة ذاتها ولكن دون جدوى".

من جانبه، يقول طلال (اسم مستعار) إن هناك قانونا يعطي أبناء السعوديات الحق في اكتساب الجنسية، لكنه غير مفعل لأسباب يراها مجهولة.

ووفقا لقانون الجنسية العربية السعودية، فإنه يحق للأجنبي المتزوج من المرأة السعودية اكتساب الجنسية، "أما أولاده الذين بلغوا سن الرشد أثناء دورة معاملة والدهم فيجوز لوزير الداخلية منحهم الجنسية (...) إذا كانت إقامتهم النظامية في المملكة لا تقل عن خمس سنوات، وقدموا طلبا بذلك خلال سنة من تاريخ منح والدهم الجنسية".

وأكد طلال، وهو مولود لأم سعودية وأب أجنبي، امتلاكه لطلب رسمي للحصول على الجنسية السعودية في وزارة الداخلية، لكنه يقول إنه يشعر بالمماطلة في الموافقة على طلبه، كما هو الحال مع الآخرين من الحالات المماثلة.

وأضاف طلال في حديث لموقع "الحرة": "لقد استوفيت كامل الشروط التي تطلبها الداخلية للحصول على الجنسية، لكني أشعر بالمماطلة في الموافقة على الطلب من قبل المسؤولين حيث نسمع تبريرا جديدا كلما ذهبنا للمراجعة".

أما عالم، فتقول إن السلطات السعودية تعطيهم ردودا مختلفة في كل مرة يذهبون فيها لمراجعة طلباتهم، مؤكدة أنها تستحق نيل الجنسية السعودية لاعتبارات عدة.

وتابعت: "اعتبر نفسي سعودية في كل شيء إلا في الأوراق الرسمية. ولدت هنا وعشت وترعرعت في المملكة. اكتسبت عادات وتقاليد هذا الوطن الغالي ولا أعرف عن باكستان شيئا".

في الاتجاه ذاته، أشار طلال، إلى أنه لم يعرف غير السعودية وطنا حتى بات يدافع عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه لا يشعر بانتماء لوطن آخر، على حد تعبيره. وقال إنه اكتسب عادات وتقاليد البلد ولا يعرف أي شيء عن موروث بلده الأم.

ولم يسبق لعالم زيارة موطنها باكستان، كما أنها لا تجيد التحدث باللغة الباكستانية إطلاقا.

وقالت، وهي تتحدث بلهجة سعودية، إنها ترفض الاعتراف بباكستان كوطن، في المقابل ترفض السعودية الاعتراف فيها كمواطنة، وفقا لوصفها. وتقول بمرارة: "اعتبر نفسي في ضياع". 

ولفتت الشابة الباكستانية إلى أن "شعور الانتماء بالنسبة لي للسعودية فقط"، مؤكدة أنها مستعدة لخدمة المملكة باعتبار أن السعودية قدمت لها الكثير كما تقول، على الرغم من معاملتها كأجنبية.

وأكدت عالم أنها تعامل في الدوائر الرسمية كأجنبية، على الرغم من منح أبناء السعوديات أولوية في التوظيف بعد السعوديين.

طلال هو الآخر كما حوران، لم يزور بلده، ويكتفي بتجديد جواز سفره في سفارة بلاده لدى الرياض.

ويرفض طلال الإفصاح عن هويته أو أي معلومات شخصية أخرى بسبب حساسية الأمر.

وقال: "إننا لا نرضى على السعودية ولا نقبل أن تستغل قضيتنا للإساءة للمملكة التي تحتضننا بكل حب، إلا أننا نرغب في إيضاح أسباب عدم تطبيق قانون الجنسية بمنح أبناء السعوديات المستوفين للشروط شرف المواطنة، أو على الأقل أن نمنح إقامة دائمة".

في أواخر مايو الماضي، قالت صحيفة "عكاظ" إن مجلس الشورى السعودي سيناقش مشروع تعديل نظام الإقامة لصالح أبناء المواطنات المتزوجات من غير سعوديين بعد رفضه مرتين بسبب رفضه من لجنة الشؤون الأمنية.

قرار سيادي

في المقابل، يقول الصحافي السعودي وأمين عام جمعية "إعلاميون" ناصر الغربي، لموقع "الحرة" إن قرار الحصول على الجنسية السعودية، سيادي للمملكة ولا يمكن التدخل فيه.

وأضاف الغربي: "هناك من يرى أن بعض أبناء السعوديات يستحقون فعلا الحصول على الجنسية، باعتبار أنهم مولودين في المملكة واكتسبوا ثقافة البلد، إلا أن هذا الأمر منوط بالجهات الرسمية وفقا للأنظمة والتشريعات التي تضبط وتؤطر مثل هذه الأمور".

كما أشار أمين عام جمعية "إعلاميون" إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنصف أبناء السعوديات بتشريع قوانين تعطيهم الأولوية في الحصول على الجنسية السعودية وتمنحهم امتيازات خدمية عديدة، موضحا أن "هذا التقدير الملكي" يؤكد اهتمام المملكة بهذه الفئة.

في أكتوبر الماضي، أقر العاهل السعودي تعديلات جديدة لأبناء السعوديات الذين تزوجوا من أجانب بموافقة الجهات المختصة، تتضمن تحمل الدولة رسوم إقامتهم، والسماح لهم بالعمل لدى الغير في القطاع الخاص دون نقل كفالتهم من والدتهم، بالإضافة إلى معاملتهم معاملة السعوديين من حيث الدراسة والعلاج، ويحتسبون ضمن نسب السعودة في القطاع الخاص.

ويتابع الغربي: "المملكة لها أيادٍ بيضاء على الكثير من الجاليات الأجنبية دون تفرقة، ولا يمكن أن يتعرض أبناء السعوديات للظلم وهم يعيشون في وطن كرس جهده لخدمة الإنسانية ورفاهية مواطنيه والمقيمين على أرضه".

إلى ذلك، يعلق طلال على ما يثيره بعض السعوديين الذين يرفضون منح أبناء المواطنات الجنسية لدواعِ أمنية قائلا: "الهاجس الأمني موجود في كل مكان والجريمة لا ترتبط بجنسية معينة، ثم أن هناك ما يشترط حسن السيرة والسلوك في استحقاق الجنسية".

وناشد طلال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالتدخل في هذه القضية التي وصفها بـ "الأزلية" لإنصاف أبناء السعوديات الذين لم يعرفوا أوطانا أخرى، وفق قوله.

في هذا الجانب، اعتبرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان منح الجنسية لأبناء السعوديات المتزوجات من غير سعوديين بـ "الأمر الذي يحتاج إلى اهتمام أكبر".

وفي تصريح يعود للعام 2016، قال رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتور مفلح القحطاني، "إن نظام الحكم في المملكة يؤكد على وحدة الأسرة ودعمها وتوثيق أواصرها، وأن وجود جنسيات مختلفة في داخل الأسرة الواحدة يعد من المؤثرات التي تؤدي إلى صعوبات مستقبلية". 

وأشار القحطاني إلى أن أبناء السعوديات اندمجوا مع المجتمع المحلي، ولا يعرفون الكثير عن أوطانهم الأصلية، موضحا أن المشاكل تتفاقم لدى هؤلاء حال وفاة والدهم الأجنبي.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن إيران هي القوة الأكثر تدميرا في الشرق الأوسط، محملا طهران مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة ومحذرا من أن الولايات المتحدة لن تسمح لها أبدا بامتلاك سلاح نووي.

وقال ترامب خلال قمة أعمال في الرياض "أكبر هذه القوى وأكثرها تدميرا هو النظام الإيراني، الذي تسبب في معاناة لا تُصدق في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن وغيرها".

وقال إن إيران عليها أن تختار بين الاستمرار في "الفوضى والإرهاب" أو أن تبني مسارا نحو السلام، في ما وصفه بأنه تحذير أخير واستعداد محتمل للدبلوماسية.

ودأبت طهران على نفي اتهامات إثارة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال ترامب إنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد مع الجمهورية الإسلامية لكن ليس قبل أن يغير زعماؤها نهجهم.

وقال "أريد إبرام اتفاق مع إيران... لكن إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا... فلن يكون أمامنا إلا ممارسة أقصى الضغوط".

وحذر ترامب، في حديثه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض من أن "إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا"، وقال إن عرضه للتوصل إلى اتفاق لن يدوم إلى الأبد.

وسلط ترامب الضوء على ما يراه تناقضا صارخا بين ما قال إنه "رؤية بناءة" تتبناها السعودية وما قاله إنه "انهيار ومعاناة" بسبب زعماء إيران.