نيوكاسل نجح في العودة إلى دوري الأبطال بعد غياب 20 عاما/ صورة تعبيرية
كونسورتيوم مدعوم من السعودية برئاسة صندوق الثروة السيادي استحوذ على نيوكاسل في أكتوبر 2021

للمرة الأولى منذ نحو 68 عاما، بات نادي نيوكاسل يونايتد على بعد خطوة واحدة فقط من تحقيق لقب كبير بعد تأهله للمباراة النهائية لكأس الرابطة، وهي خطوة لم تكن تخطر على بال أي من مشجعيه المتفائلين قبل الاستحواذ السعودي على النادي، وفقا لمراقبين.

وحجز نيوكاسل، الثلاثاء، مكانه في نهائي البطولة عندما فاز 2-1 على ضيفه ساوثمبتون ليصل إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة بتفوقه 3-1 في النتيجة الإجمالية، ليواجه بذلك مانشستر يونايتد في النهائي الذي سيقام على ملعب ويمبلي الشهير في 26 فبراير الجاري.

تعد هذه المرة الأولى التي يصعد فيها نيوكاسل، الذي يعرف بالعملاق النائم نظرا لتاريخه العريق، إلى مباراة نهائية منذ خسارته 2-صفر أمام مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنكليزي في 1999.

كما أنها المرة الثانية التي يبلغ فيها نهائي كأس الرابطة إذ سبق أن خسر أمام مانشستر سيتي في 1976، حيث يأمل الفريق في حصد لقبه الأول منذ حصوله على كأس الاتحاد الإنكليزي في 1955.

مع بداية الموسم الماضي كان نيوكاسل يصارع من أجل الهبوط لدوري الدرجة الأولى، لكن بمجرد إعلان بيعه لكونسورتيوم مدعوم من السعودية برئاسة صندوق الثروة السيادي، في أكتوبر 2021، تصاعدت وتيرة نتائج الفريق وبات يحتل حاليا المركز الثالث خلف أرسنال المتصدر ومانشستر سيتي وقد ينتهي أيضا بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

بعد أسابيع قليلة من عملية الاستحواذ تعاقد النادي مع المدرب إدي هاو، الذي نجح في انتشال الفريق وتجنب الهبوط، قبل أن يبدأ الموسم الحالي بقوة وينافس على اللقب.

يقول الصحافي الرياضي يوسف فعل إن "نيوكاسل مر بفترة عصيبة في الموسم الماضي، لكن بعد تغيير ملاك النادي تحسنت صورة الفريق بشكل كبير وخاصة بعد استقدام المدرب إيدي هاو".

ويضيف فعل لموقع "الحرة" أن المدرب نجح في استقطاب لاعبين مميزين قادرين على التنافس في دوري صعب وقوي مثل الدوري الإنكليزي".

يرى فعل أن "الفضل الأبرز" في تحسن موقع نيوكاسل يعود للمدرب وتعاقداته مع لاعبين قادرين على تنفيذ أفكاره وأسلوبه التكتيكي.

كذلك يشير إلى أن "كل ذلك تعزز من خلال دعم مالي ملحوظ من قبل الإدارة، ساهم في جعل الفريق منافسا شرسا لفرق المقدمة التقليدية".

بالإضافة لذلك لا يغفل الصحافي يوسف فعل دور جماهير نيوكاسل "المتحمسة" وقفت لجانب الفريق وساعدته في تحقيق نتائج إيجابية، "بعد فترة شهدت حالة من اليأس الجماهيري" خلال السنوات الأخيرة.

يمتلك صندوق الاستثمار العام السعودي حصة 80 في نيوكاسل، بعد أن اشتراه من مالكه السابق مايك آشلي مقابل 300 مليون جنيه إسترليني.

استثمر المالكون الجدد ما قيمته 256 مليون دولار لإجراء تعاقدات "ذكية" مع لاعبين من أمثال الظهير الأيمن كيران تريبييه ولاعب الوسط البرازيلي برونو غيمارايش والهولندي سفين بوتمان والحارس نيك بوب والمهاجم السويدي ألكسندر إيزاك.

يرى الصحافي في مؤسسة "بي إن سبورت" علي رياح أن "النجاحات المتتالية والصعود المميز لفريق نيوكاسل هذا الموسم، ليس على مستوى الدوري فقط وإنما في المسابقات المحلية الأخرى في إنكلترا يعود بالأساس للنقلة النوعية وأيضا المالية التي تمت من خلال رعاية النادي وتطويره".

يقول رياح في حديث لموقع "الحرة" إننا يجب أن "لا ننسى أن الفريق في الموسم الماضي أنهى الدوري وهو في المركز الـ11، لكنه اليوم ثالثا بعد الأرسنال ومانشستر سيتي".

ويتابع رياح أن "هذا الخط البياني المتصاعد يعود بالمقام الأول للاستحواذ عليه من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي" وهي تجربة ربما ستكون "مشابه لما حصل مع مانشستر سيتي" المملوك لرعاة إماراتيين وحقق نجاحات متتالية خلال السنوات الماضية.

ويبين رياح أن "هذا التنافس سيحفز الأندية الأخرى ويعزز المناخ الكروي سواء في إنكلترا أو دول أخرى على أن تتطور وتصبح بوضع أفضل على الأقل بالنسبة للدوريات المحلية".

وفي وقت تتصاعد بعض الأصوات المطالبة بالوقوف بوجه الجهات المرتبطة بدول، وخاصة النفطية منها، الساعية للاستحواذ على أندية كرة قدم عالمية يرى آخرون أن الأمر "مبرر" ويصب في صالح تطوير اللعبة.

يعتقد رياح أن "كرة القدم أصبحت اليوم أقرب للاستثمار"، مبينا أن "الأمر مبرر ويتيح مجال للتطور وللمنافسة وتحسين مستوى كرة القدم وخلق أجواء أخرى للمنافسة الأندية الغنية المعروفة".

ويضيف أن "كرة القدم باتت اليوم مجال استثماري مفتوح للجميع، لكن وفق شروط وحدود وقوانين موضوعة من قبل الاتحادات المحلية والقارية تضمن قواعد اللعب النظيف".

ويتابع أن "هذه القواعد الصارمة ستحفز وتفتح الباب لمزيد من الاستثمارات لكن مع ضرورة عدم المساس بهوية النادي".

يتفق الصحافي يوسف فعل مع هذا الطرح ويشير إلى أنه "لا يمكن للمال وحده أن يحقق لك البطولات.. تحتاج إلى تخطيط وإدارة ناجحة وقاعدة جماهيرية وكادر تدريبي متمكن ولاعبين جيدين".

في مقال منشور على مجلة "فوربس" هذا الشهر، أكد الصحافي الرياضي جيمس نالتون أن "الإصلاح الشامل الذي حصل لنيوكاسل وعمليات الإنفاق تعد أحد أهم أسباب تطور الفريق"، لكنه استدرك بالقول إن "الإنفاق وحده لا يضمن النجاح".

وأشار نالتون أن البيانات تؤكد أن هناك عدة فرق إنكليزية أنفقت أكثر من نيوكاسل بأضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية، أمثال إيفرتون وأستون فيلا ووست هام وتشيلسي ومانشستر يونايتد وليدز يونايتد، لكنها لم تحقق نجاحا لافتا بفترة قصيرة كالذي حققه نيوكاسل.

وتابع نالتون أن "سرعة تقدم نيوكاسل ليصبح من بين الفرق الأربعة في المقدمة، ووصوله إلى المباراة النهائية من كأس الرابطة، تثير التساؤلات بشأن المدة التي سيستغرقها قبل أن يفوز باللقب".

ويتوقع نالتون أن يتحول نيوكاسل لمنافس منتظم على صدارة الدوري خلال السنوات القليلة المقبلة جنبا إلى جنب الفرق الإنكليزية الكبيرة الأخرى، من أمثال مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشيلي وتوتنهام ومانشستر سيتي.

وشهدت فترة منتصف تسعينيات القرن الماضي ظهور حقبة لامعة لنادي نيوكاسل بقياده المهاجم الإنكليزي ألين شيرار، بعد أن نال وصافة الدوري عامي 1996 و1997.

وما زال انهيار الفريق في موسم 1995-1996 عالقا في الأذهان حين أهدر رجال المدرب الشهير كيفن كيغان تقدمهم بفارق 12 نقطة وخسروا معركة اللقب في النهاية أمام مانشستر يونايتد.

الرياض تشعر بالإحباط من فشل الدول المنتجة الأخرى في التنسيق بشأن خفض الإمدادات
الرياض تشعر بالإحباط من فشل الدول المنتجة الأخرى في التنسيق بشأن خفض الإمدادات

تواجه روسيا خطر الحرمان من الأموال اللازمة لتشغيل اقتصادها الحربي في حال نفذت السعودية خططها الرامية لزيادة إنتاجها من النفط وحماية مكانتها باعتبارها أكبر مصدر للخام في العالم، وفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في وقت سابق أن الرياض تشعر بالإحباط من فشل الدول المنتجة الأخرى في التنسيق بشأن خفض الإمدادات لرفع أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار للبرميل، مقارنة بالسعر الحالي البالغ 70 دولارا.

ويقول تجار النفط إن السعودية تستعد الآن للرد من خلال استعراض عضلاتها وقلب الطاولة على المنتجين الأصغر، حيث ستصدر المزيد من النفط لانتزاع حصة في السوق وزيادة الأرباح، حتى مع انخفاض الأسعار.

ومن شأن هذه الاستراتيجية أن تؤدي لانهيار أسعار النفط، وهي "أخبار سيئة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعتمد بلاده بشكل رئيسي على النفط والغاز في تمويل ميزانيتها.

يقول محلل الطاقة الروسي المقيم في النرويج ميخائيل كروتيخين إن التحرك المحتمل للسعودية يشكل "خطرا هائلا" على ميزانية الدولة الروسية بسبب اعتمادها الكبير على إيرادات النفط، مضيفا "يجب علينا الآن أن ننتظر ونراقب".

وأشار كروتيخين إلى أن السعودية "تدرك تماما أن الشركات الروسية لا تلتزم بمطلب خفض الإنتاج، لذلك تقوم بوضع خططها الخاصة".

وترى الباحثة في مركز كارنيغي ألكسندرا بروكوبينكو أن المخاطر كبيرة بالنسبة للكرملين.

وقالت بروكوبينكو إنه في ظل "الأسعار الحالية، فإن أي انخفاض في أسعار النفط بمقدار 20 دولارا سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات الروسية بمقدار 1.8 تريليون روبل (20 مليار دولار)، وهذا يعادل حوالي 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا".

وأضافت بروكوبينكو: "ستواجه الحكومة خيارا بين تقليص الإنفاق، وهو أمر غير مرجح خلال الحرب، أو مواجهة ضغط حصول تضخم وارتفاع في أسعار الفائدة بشكل خانق".

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" ذكرت الأسبوع الماضي أن السعودية قد تتخلى عن طموحاتها طويلة الأمد لتقييد إمدادات النفط من أجل دفع الأسعار إلى حوالي 100 دولار للبرميل.

ويؤكد خبراء سوق النفط أن السعودية لديها القدرة الهائلة على الإنتاج والتصدير لتغيير استراتيجيتها والسعي إلى الهيمنة على السوق من خلال زيادة حجم الإنتاج بدلا من التركيز على الأسعار.

ويشير مدير تحليلات أسواق النفط في شركة "آي سي آي إس" أجاي بارمار إلى أن "الاقتصاد العالمي بطيء نوعا ما، والطلب على النفط ليس بالقدر الذي تريده السعودية".

ويضيف بارمار أن "بعض المنتجين، بما في ذلك روسيا، يتجاوزون حصصهم باستمرار، والسعوديون يفقدون صبرهم".

ويتابع أن "الرسالة التي تريد السعودية إيصالها مفادها بأن على منتجي النفط أن يعملوا بجد أو سيكسبون إيرادات أقل".

ومع ذلك، حتى إذا اتخذت السعودية هذه الخطوة، فمن غير المرجح أن تتراجع روسيا المنهكة ماليا عن حربها ضد أوكرانيا.

ويقول الخبير الاقتصادي هيلي سيمولا إن "روسيا ستظل قادرة على تمويل الحرب لبعض الوقت.. لن تنتهي الحرب لأن روسيا لا تمتلك المال".

وجرى اتهام روسيا، إلى جانب دول مثل كازاخستان والعراق، بتصدير نفط أكثر مما تم الاتفاق عليه مع أوبك، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".

كذلك تجاوزت موسكو باستمرار حصتها الطوعية، التي تبلغ حاليا 8.98 مليون برميل يوميا، على الرغم من تعهداتها المتكررة بالالتزام.

وانخفضت الأسعار بنحو 6 في المئة حتى الآن هذا العام وسط زيادة الإمدادات من منتجين آخرين، وخاصة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضعف نمو الطلب في الصين، بحسب وكالة "رويترز".

وكذّبت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الأربعاء، ما ورد في تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" ووصفته بأنه غير دقيق ومضلل تماما حيث ورد فيه أن وزير الطاقة السعودي حذر من انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزم أعضاء أوبك+ بقيود الإنتاج المتفق عليها.