خاشقجي وأرملته حنان العتر
الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي وأرملته حنان العتر | Source: Hanan El Atr

طلبت حنان العتر، أرملة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، من الحكومة الأميركية والأمم المتحدة التدخل لمساعدتها على استعادة الأجهزة الإلكترونية لزوجها من الحكومة التركية حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية، قبل انتهاء قانون التقادم في وقت لاحق من هذا العام. 

وأرسلت العتر خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بخصوص بهذا الأمر، في 30 يناير الماضي، بحسب ما صرحت لموقع "الحرة"، مشيرة إلى أنها تخشى من أن "تدفن" تركيا القضية مقابل مزايا اقتصادية وسياسية قد تحصل عليها من السعودية. 

خطاب العتر للأمين العام للأمم المتحدة

ودخل خاشقجي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة منذ العام 2017، إلى قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر 2018، لكنه لم يخرج منها قبل أن يتبين مقتله.

وفي خطابها لغوتيريش، الذي اطلع موقع "الحرة" عليه، قالت العتبر إنها تطلب مساعدة الأمم المتحدة في الحصول على أجهزة إلكترونية تشمل هاتفين وكمبيوتر محمول، وجهاز لوحي، خاصة بخاشقجي، وأنها الوحيدة التي لها الحق القانوني في ذلك باعتبارها زوجة الصحفي الراحل. 

وأشارت إلى أنها أرسلت خطابا منفصلا مماثلا، إلى مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هينز، في 22 سبتمبر الماضي. 

وتعتقد العتر أن "هذه الأجهزة ستكشف عن تفاصيل لم يتم الكشف عنها من قبل، بشأن مقتل زوجي"، معتبرة أنها "أدلة حاسمة لمعرفة الحقيقة الكاملة".

وأضافت أن "تقريرا استقصائيا أجراه مختبر "سيتيزن لاب" الكندي الكندية المعني بالأمن الإلكتروني، كشف في نوفمبر 2021 عن أنه تم اختراق هاتفيها الذين يعملان بنظام أندرويد، منذ بداية عام 2017 والتجسس عليها، فما بالك بجمال، بالتأكيد كانت أجهزته مخترقة أيضا". 

وأشارت العتر في حديثها مع موقع "الحرة"، إلى أنها طلبت من السفارة التركية في العاصمة الأميركية، واشنطن، رسميا في ديسمبر 2021، الحصول على هذه الأجهزة، "لكن السفير رد علي بأنه يجب أن أسافر إلى تركيا وأرفع قضية للحصول عليها". واطلع موقع "الحرة" على هذا الخطاب.

وتقول: "ليس معي المال وأخشى على حياتي إذا غادرت الولايات المتحدة، التي طلبت اللجوء السياسي فيها". 

وكانت العتر تعمل مضيفة طيران، قبل أن تتبنى قضية زوجها وتلجأ إلى الولايات المتحدة: "أنا الضحية الثانية بعد جمال، فقدت زوجي وحياتي المهنية وأصبحت أعيش في خوف من استهدافي في أي لحظة، لم تعد لدي حياة، ودائرتي أصبحت خمسة اشخاص فقط بالضبط". 

وأضافت: يبدو أن تركيا تريد أن تبقي هذه الأجهزة لديها لاستخدامها كورقة سياسية واقتصادية مع السعودية". 

وتأمل العتر في زيادة الضغط على تركيا من خلال الحصول على مساعدة الأمم المتحدة والاستخبارات الوطنية الأميركية. 

وخلص تقرير استخباراتي أميركي، في وقت سابق إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وافق على قتل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست ينتقد فيها الحكومة السعودية  وفقا لتقرير من مكتب هينز رفعت عنه السرية في فبراير 2021. كما ذكر التقرير أسماء 18 شخصًا آخرين متورطين في وفاته.

وقال فرحان عزيز حق، المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، لشبكة "أن بي سي نيوز"، إنهم تلقوا خطاب العتر وإنه "قيد الدراسة الآن"، فيما رفض مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية الرد، بحسب الشبكة. 

وزير خارجية إيران التقى ولي العهد السعودي في المملكة
وزير خارجية إيران التقى ولي العهد السعودي في المملكة | Source: spa.gov.sa

كشف مسؤول إيراني كبير ودبلوماسي إيراني في تصريحات لرويترز أن إيران حذرت السعودية خلال اجتماعات هذا الأسبوع من أنها لا تستطيع ضمان سلامة منشآت النفط في المملكة إذا حصلت إسرائيل على أي مساعدة لتنفيذ هجوم.

وقال علي الشهابي، وهو محلل سعودي مقرب من الديوان الملكي لرويترز "إن الإيرانيين أوضحوا أنه إذا فتحت دول الخليج مجالها الجوي أمام إسرائيل، فسيكون ذلك عملا حربيا". لكنه أوضح أن السعودية "لن تسمح لأي طرف باستخدام مجالها الجوي".

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى إن طهران وجهت رسالة واضحة إلى الرياض مفادها أن "حلفاء" الجمهورية الإسلامية في دول مثل العراق واليمن قد يردون إذا حصلت إسرائيل على أي دعم إقليمي في مواجهة إيران.

تحليل: 4 خيارات أمام إسرائيل لضرب إيران
قالت مجلة "ذي إيكونوميست" إن بنيامين نتنياهو واجه معارضة قانونية مرتين على الأقل في عامي 2010 و 2011 لضرب إيران، ولم يحصل على التفويض اللازم من مجلس الوزراء، لكن الطريق اليوم معبدة أمامه ولن يواجه مشكلة في الحصول على التفويض اللازم لتنفيذ ضربة على طهران.

وقالت مصادر خليجية وإيرانية لرويترز إن محادثات الأربعاء بين الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي كان في جولة خليجية لحشد الدعم ركزت على الهجوم الإسرائيلي المحتمل.

وقال مصدر خليجي قريب من الدوائر الحكومية لرويترز إن زيارة الوزير الإيراني إلى جانب الاتصالات السعودية الأميركية على مستوى وزارتي الدفاع تأتي في إطار جهد منسق لمعالجة الأزمة.

وأكد مصدر في واشنطن مطلع على المناقشات لرويترز أن مسؤولين خليجيين تواصلوا مع نظرائهم الأميركيين للتعبير عن القلق إزاء النطاق المحتمل للرد الإسرائيلي المتوقع.

وأعلنت إسرائيل أنها سترد بقوة على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدفها في مطلع أكتوبر.

وتشعر السعودية بالقلق من هجوم إيراني على منشآتها النفطية منذ هجوم على حقل لشركة أرامكو في عام 2019 أدى إلى توقف أكثر من خمسة بالمئة من إمدادات النفط العالمية. ونفت إيران تورطها في الهجوم.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا بين المملكة وإيران لكن لا تزال هناك أزمة ثقة.