السعودية- نساء
منذ تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في 2017، تشهد المملكة الغنية بالنفط تغيرات كبيرة

تتجه المرأة السعودية للاهتمام أكثر بالتحصيل العلمي، وتتوق للنجاح المهني، أكثر من أي وقت مضى، بينما كان مصير نساء الأجيال السابقة المحتوم، الزواج، سواء قبلن به أم رفضنه، وفقا لتقرير من صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الاتجاه آخذ في الازدياد، حيث استفادت المرأة السعودية من الانفتاح الذي تشهده البلاد بالخصوص، منذ التغييرات التي قدمها الأمير، محمد بن سلمان، إثر توليه ولاية العهد في المملكة.

واستذكرت الصحيفة، تصريحا قديما للمدونة والناشطة السعودية، تماضر اليامي، التي قالت صراحة  في منشور عبر إنستغرام إنها لا تريد أن ترتبط بأحد من خلال زواج تقليدي أو مدبّر مسبقا.

كما لفت التقرير إلى المسلسل السعودي "ضحايا حلال" (2020) الذي يلامس الموضوع و"ينتقد ضمنيا المجتمع السعودي الذي يدفع بالمرأة للزواج بأي ثمن".

يذكر أن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية،  أوقفت بث المسلسل بعد حلقتين فقط، على أساس أن المحتوى ينتهك قواعدها. 

وركز هذا العمل الدرامي على فكرة الخاطبة في المجتمع السعودي التي تحاول إيجاد رجال للنساء فوق سن الـ 30 وتقترح عليهم الزواج "الحلال"، لكن غالبا ما تجد تلك النساء أنفسهن مع رجال أكبر سنا بكثير منهن، وأحيانا مجرد واحدة من عدة زوجات أخريات.

تغيرات كبيرة

منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، في عام 2017، تشهد المملكة الغنية بالنفط تغيرات كبيرة على خلفية سياسة انفتاح اجتماعي، وإصلاح اقتصادي يهدف الى تنويع مصادر الدخل المرتهن للنفط.

وارتفع معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة السعودية إلى 34.1 بالمئة، في الربع الثالث من عام 2021، بزيادة قدرها 1.7 عن الربع الثاني، حسب ما أوضحت البيانات الرسمية، التي نقلتها وكالة فرانس برس.

كذلك، انخفض معدل البطالة في صفوفهن ليصل إلى 21.9 في المئة، إلا أن قضية الزواج المتأخر والضغط على المرأة للزواج لم تحل بعد.

تقول "هآرتس" في الصدد إن "تعدد الآراء والنقاشات حول الموضوع، يعكس التغيرات التي تحدث في المجتمع السعودي".

لكنّ هذه التغيرات ترافقت كذلك مع حملة قمع للمنتقدين والصحفيين والمعارضين، وخصوصا الناشطات الحقوقيات، بحسب تعبير الصحيفة.

ويرى بعض السعوديين أنها مشكلة تحتاج إلى إصلاح عاجل، بينما يرى آخرون أنها علامة أخرى على التغيير في وضع المرأة وقدرتها على اتخاذ القرارات بنفسها دون الحاجة إلى الاعتماد على الذكور. 

ثورة هادئة

تقول كسينيا سفيتلوفا، زميلة أبحاث بارزة في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية إن "العزوبية المتأخرة في المملكة العربية السعودية هي جزء من اتجاه أوسع في دول الخليج". 

وتقول أيضا إن هناك أسبابا عديدة لذلك، بما في ذلك التغيرات في الوضع الاجتماعي للمرأة وارتفاع متوسط سن الزواج للرجال السعوديين، والذي يبلغ الآن 30 عاما.

سعوديات يركضن في إحدى حدائق الرياض

الخبير الاقتصادي السعودي، سالم باعجاجة، أوضح في مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز" السعودية أن تكلفة المعيشة وزيادة المهور التي يتعين على الرجال دفعها والمسؤولية المالية الكبيرة تجعل من الصعب على الشباب السعودي الزواج، بحسب ما نقلته "هآرتس".

وقال: "لا يستطيع الكثير منهم شراء ممتلكات أو إعالة أسرة، ولذا يختارون العمل لفترة أطول وجمع المزيد من المال".

ووفقا للهيئة السعودية العامة للإحصاء، كانت واحدة من كل 10 سعوديات فوق سن 32 عاما عازبة، في عام 2018. 

ووفقا لموقع "Middle East Monitor"، تزوجت 32 في المئة فقط من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و34 عاما، في عام 2020. 

ونشرت صحيفة عكاظ السعودية، في فبراير الماضي، في تقرير حول الظاهرة، اقتراحات من خبراء حول كيفية تقليل عدد النساء غير المتزوجات.

وقالت إن الغرض من التقرير هو "الحفاظ على الزواج باعتباره قيمة اجتماعية مهمة في المملكة العربية السعودية". 

وتشير سفيتلوفا، التي تحدثت للصحيفة الإسرائيلية إلى أنه وفقا لاستطلاعات الرأي في السعودية، يُنظر إلى المرأة التي يزيد عمرها عن 30 عاما على أنها تنتمي إلى مجموعة "العزوبية المتأخرة" وفرصها في الزواج منخفضة للغاية. 

وعلى الرغم من ميل الحكام السعوديين إلى النظر إلى العزوبية المتأخرة على أنها مشكلة اجتماعية، إلا أنها تمثل بالنسبة للعديد من النساء السعوديات نقطة تحول تمكّنهن من المطالبة بمزيد من الحقوق.

أمانة فطاني، 27 عاما، من جدة، أخبرت النسخة العربية من صحيفة "الإندبندنت" أنها لا تريد الزواج ولا ترى أي مشكلة في البقاء عازبة. 

وقالت إنها تحلم بالاستمرار في تطوير حياتها المهنية وألا تكون مثل والدتها أو النساء الأخريات من الجيل السابق، اللائي تزوجن لعدم توفر خيار آخر في حياتهن.

وأضافت "لقد وصلت إلى النقطة التي يمكنني فيها اتخاذ قرارات بنفسي".

تقول المؤرخة السعودية والناشطة في مجال حقوق المرأة، هاتون الفاسي، إن التعليم العالي يؤثر أيضا على مواقف النساء السعوديات تجاه الزواج ويمنحهن مزيدًا من الثقة. 

وكتبت في عمودها في جريدة الرياض "يتخلى البعض حتى عن فكرة الزواج برمتها ويرون العزوبية مصدر قوة".

وفي السنوات الأخيرة، حاول ولي العهد السعودي الترويج للتغييرات في الثقافة السعودية ومعاملة المرأة، على الرغم من الأصوات المحافظة المعارضة لذلك.

،في مايو، انطلقت رائدة الفضاء السعودية، ريانة برناوي، في رحلة نحو محطة الفضاء الدولية، وهو إنجاز أحدث ضجة كبيرة. 

ومثل برناوي، تسعى المزيد من السعوديات إلى تغيير أيديولوجي حقيقي في البلاد، وكل ما يخص مكانتهن "وليس فقط من أجل المظهر" وفق "هآرتس" التي وصفت المشهد بالقول: "إنهن يشاركن بثورة هادئة في المملكة، ولقد نجحن في كسر جدار المحافظة المحيط بمؤسسة الزواج واختيار العزوبية كأسلوب حياة".

ترامب وبن سلمان في لقاء سابق على هامش قمة العشرين في 2019
ترامب وبن سلمان في لقاء سابق على هامش قمة العشرين في 2019

هنأ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، الاثنين، دونالد ترامب بتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

رسالة التهنئة نقلتها سفيرة السعودية في الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، والتي حضرت حفل التنصيب.

وجاء في التهنئة أن "القيادة السعودية" تتمنى للرئيس الأميركي "النجاح والتوفيق في مهامه"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وتحدثت السفيرة عن العلاقات السعودية الأميركية قائلة "لقد مر ما يقرب من 80 عامًا منذ أن التقى المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود بالرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت في شهر فبراير عام 1945، حيث تم وضع الأسس لعلاقات متينة بين البلدين الصديقين".

وذكرت أن حكومة بلدها "تتطلع إلى استمرار التعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط".