الذكاء الاصطناعي يعتبر جانبا مهما من رؤية المملكة 2030
الذكاء الاصطناعي يعتبر جانبا مهما من رؤية المملكة 2030

تنفق المملكة العربية السعودية أموالا طائلة في مسعى منها لتصبح قوة خارقة في مجال الذكاء الاصطناعي وسط صراع متصاعد بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ التكنولوجي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير، الخميس، إن المملكة الغنية بالنفط تستثمر مليارات الدولارات في مجال القدرة الحاسوبية وأبحاث الذكاء الاصطناعي.

في مؤتمر عقد الشهر الماضي خارج الرياض تجمع أكثر من 200 ألف شخص، بينهم مستثمرون وخبراء ورؤوساء شركات تكنولوجيا بما في ذلك آدم سيليبسكي، الرئيس التنفيذي لقسم الحوسبة السحابية في أمازون، الذي أعلن عن استثمار بقيمة 5.3 مليار دولار في السعودية لمراكز البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

كذلك ألقى مسؤولون تنفيذيون من شركة هواوي وعشرات الشركات الأخرى خطابات أعلنوا خلالها عن إبرام صفقات بأكثر من 10 مليارات دولار هناك، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وتبين الصحيفة أنه يبدو أن كل من يعمل في مجال التكنولوجيا يرغب في تكوين صداقات مع السعودية في الوقت الحالي، حيث تعمل المملكة على التحول للاعب مهيمن في مجال الذكاء الاصطناعي عبر ضخ مبالغ هائلة لتحقيق ذلك.

أنشأت المملكة العربية السعودية صندوقا بقيمة 100 مليار دولار هذا العام للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والمجالات التكنولوجيا الأخرى. 

وتجري الدولة الخليجية محادثات مع أندريسن هورويتز، شركة رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون، ومستثمرين آخرين لضخ 40 مليار دولار إضافية في شركات الذكاء الاصطناعي. 

برامج الذكاء الاصطناعي تثير مخاوف كبيرة بشأن الأمن السيبراني - صورة تعبيرية.
بلومبيرغ: "سباق" بين السعودية والإمارات على ريادة الذكاء الاصطناعي بالمنطقة
كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن السعودية والإمارات تتنافسان على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بالإسراع في تأسيس بنية تحتية تتمثل في مراكز بيانات باهظة الثمن لدهم هذه التكنولوجيا.

في مارس الماضي، قالت الحكومة السعودية إنها ستستثمر مليار دولار في مجموعة شركات ناشئة مستوحاة من وادي السيليكون لجذب رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي إلى المملكة.

وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية كانت منذ فترة طويلة بمثابة مصدر للتمويل بالنسبة لصناعة التكنولوجيا، لكنها تعيد اليوم توجيه ثروتها النفطية نحو بناء صناعة تكنولوجية محلية، مما يتطلب من الشركات الدولية ترسيخ جذورها هناك.

وتؤكد أنه في حال نجح خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فإنه سيضع المملكة وسط منافسة عالمية متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا التي حققت اختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع جهود الذكاء الاصطناعي التي تبذلها جارتها الإمارات العربية المتحدة.

جامعة الملك عبد الله والصين

ومع ذلك يشعر الكثيرون وفي واشنطن بالقلق من أن أهداف المملكة وميولها الاستبدادية يمكن أن تعمل ضد المصالح الأميركية وخاصة في حال توفيرها القوة الحاسوبية للباحثين والشركات الصينية، بحسب الصحيفة.

بالنسبة للصين، توفر منطقة الخليج العربي سوقا كبيرة، وإمكانية الوصول إلى المستثمرين الأثرياء وفرصة لممارسة النفوذ في البلدان المتحالفة تقليديا مع الولايات المتحدة. 

وتقول الصحيفة إن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في جدة تحولت لمسرح للمواجهة التكنولوجية الأميركية الصينية.

تعتبر الجامعة محورية في خطط المملكة العربية السعودية للقفز إلى قيادة مجال الذكاء الاصطناعي. 

على غرار جامعات مثل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، تعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي مدرسة البحث العلمي الأولى في المملكة، حيث تجذب قادة الذكاء الاصطناعي الأجانب وتوفر موارد حاسوبية لبناء مركز لأبحاث الذكاء الاصطناعي.

ولتحقيق هذا الهدف، كثيرا ما تلجأ جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إلى الصين لتوظيف الطلاب والأساتذة وعقد شراكات بحثية، الأمر الذي يثير انزعاج المسؤولين الأميركيين. 

ويقول محللون ومسؤولون أميركيون إنهم يخشون أن يستخدم الطلاب والأساتذة من الجامعات الصينية المرتبطة بالجيش جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للالتفاف على العقوبات الأميركية وتعزيز الصين في السباق نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومما يثير القلق بشكل خاص بناء الجامعة لأحد أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في المنطقة، والذي يحتاج إلى آلاف الرقائق الدقيقة التي تصنعها شركة "Nvidia" الأميركية أحد أكبر صانعي الرقائق التي تعمل على تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. 

حاليا لا تزال مساعي الجامعة لشراء رقائق بقيمة 100 مليون دولار متوقفة بسبب مراجعة تقوم بها السلطات الأميركية، التي يجب أن تقدم رخصة تصدير قبل أن تتم عملية البيع.

ويخشى البعض في واشنطن أن يوفر الكمبيوتر العملاق للباحثين من الجامعات الصينية إمكانية الوصول إلى موارد الحوسبة المتطورة التي لا تتوفر لديهم في الصين. 

في الوقت الحالي هناك ما يقرب من أكثر من 12 طالبا وموظفا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ينتمون إلى جامعات صينية مرتبطة بالجيش ، وفقا لمراجعة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز. 

وتشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت قد منعت دخول طلاب من تلك الجامعات للولايات المتحدة بسبب مخاوف من إمكانية وصول تقنيات حساسة إلى الجيش الصيني.

ويعتبر الذكاء الاصطناعي جانبا مهما من رؤية المملكة 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي تهدف إلى الوصول إلى مصادر إيرادات جديدة بعيدا عن النفط.

وحسب رؤية السعودية لعام 2030، أسست الرياض هيئة "سدايا" للبيانات والذكاء الاصطناعي، تعمل على استراتيجية خاصة لمنافسة الدول المتقدمة في مجالات توليد البيانات والذكاء الاصطناعي، وجذب استثمارات بقيمة تصل 20 مليار دولار، بحلول عام 2030.

وحظرت الولايات المتحدة مبيعات الرقائق عالية الأداء المطلوبة لتطوير الجيل القادم من خدمات الذكاء الاصطناعي للصين، مما يعيق طموحات الصين للمنافسة في هذا المجال المزدهر.

ترامب بجوار وزير الخارجية روبيو خلال اجتماع مجلس الوزراء - الاثنين
ترامب بجوار وزير الخارجية روبيو خلال اجتماع مجلس الوزراء - الاثنين

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، بضم مزيد من الدول إلى اتفاقات إبراهيم.

وقال ترامب لصحفيين في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض إن مزيدا من الدول تريد الانضمام إلى الاتفاقات.

وذكر البيت الأبيض السعودية على وجه الخصوص بوصفها مشاركا محتملا في الاتفاقات، رغم أن السعوديين لديهم شكوك تجاه إسرائيل بسبب حرب غزة.

جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، ذكر من جانبه أنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض يتم العمل على "تعزيز اتفاقات إبراهيم، وإضافة دول جديدة إليها".

وأضاف أنه رغم أن الوقت لا يزال مبكرا، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي "حققت الكثير من التقدم."

وبعد قليل من توليه الرئاسة رسميا، في يناير الماضي، ألمح ترامب إلى أن المملكة العربية السعودية، ستطبع مع إسرائيل من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية.

وقال في تصريحات صحفية مع عودته إلى المكتب البيضاوي: "أعتقد أن السعودية ستنضم في آخر الأمر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية".

كما تحدث مايك والتز، وكان وقتها مرشح الرئيس الأميركي لمنصب مستشار الأمن القومي، عن "اتفاق" مرتقب بين السعودية وإسرائيل.