من زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية
إدارة بايدن تسعى منذ أشهر إلى الوصول للتطبيع بين السعودية وإسرائيل

قالت وكالة "بلومبرغ" إن الاتفاق الدفاعي الأميركي السعودي الهادف لدفع الرياض للتطبيع مع إسرائيل يصطدم بعقبات كبيرة، أبرزها تتمثل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرافض كليا لحل الدولتين وإنهاء حرب غزة.

وكانت مصادر مطلعة أبلغت الوكالة أن الاتفاقية التي يمكن أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط تقترب من الاكتمال، بعد حوالي سبعة أشهر من خروجها عن مسارها بسبب هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل.

المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الأميركي الإسرائيلي تأثرت باندلاع الحرب في غزة
بلومبرغ تكشف ما ستحصل عليه السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل
تقترب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من التوصل لاتفاق "تاريخي" من شأنه أن يوفر للمملكة ضمانات أمنية ويحدد مسارا محتملا لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفقا لما نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على الموضوع.

وتواجه الصفقة، التي تسعى إليها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، عقبات كبيرة، بحسب بلومبرغ.

فمن أجل تمريرها في الكونغرس تحتاج لأصوات ثلثي مجلس الشيوخ الأميركي لتصبح معاهدة ملزمة، كما تصر الرياض.

وبالمقابل يحتاج الاتفاق النهائي لإقامة المملكة العربية السعودية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهذا بدوره يتطلب إنهاء الصراع في غزة والتزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية.

ووفقا للوكالة فإن نتانياهو، الذي يعتمد ائتلافه الحكومي على دعم سياسيين يمينيين متشددين، قد يخاطر بانهيار حكومته إذا تجاوز اعتراضاتهم على وقف الهجوم المتوقع على رفح والموافقة على خيار حل الدولتين.

كذلك سيتعين على نتانياهو أن يواجه الناخبين الإسرائيليين الذين يعارضون بأغلبية ساحقة تقديم أية تنازلات للفلسطينيين لأنهم يعتبرون ذلك مكافأة لحماس.

تقول بلومبرغ إن الاتفاقية في حال حصلت فإنها يمكن أن تعزز المصالح الأميركية وتغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

ومن شأن التحالف الثلاثي بين السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل أن يوجه ضربة قوية لإيران، التي تدعم ميليشيات مسلحة في جميع أنحاء المنطقة، بحسب الوكالة.

ووفقا لبلومبرغ فإن الوقت ينفد حيث من المحتمل أن لا يكون الرئيس الأميركي جو بايدن في منصبه في يناير المقبل، وفي حال حصل ذلك وتمكن منافسه الجمهوري دونالد ترامب من الفوز في انتخابات نوفمبر، فإن تأمين دعم الديمقراطيين للاتفاقية في الكونغرس سيكون أصعب بكثير.

وكانت بلومبرغ نقلت، الأربعاء، عن مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هوياتها، القول إن المفاوضات تسارعت في الأسابيع الأخيرة، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالتفاؤل بأن واشنطن والرياض قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون أسابيع.

وتابعت أن الاتفاقية ستحتاج لموافقة الكونغرس لأنها قد تمنح السعودية إمكانية الوصول إلى الأسلحة الأميركية المتقدمة التي كانت محظورة في السابق. 

وتتضمن الاتفاقية كذلك موافقة السعودية على الحد من استخدام التكنولوجيا الصينية في الشبكات الحساسة في البلاد مقابل الحصول على استثمارات أميركية كبيرة والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني.

وتشير الوكالة إلى أنه بمجرد أن تتوصل واشنطن والرياض إلى الاتفاق المرتقب فإنهما ستقدمان خياران لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: إما الانضمام إلى الصفقة، الأمر الذي يستلزم إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية والمزيد من الاستثمار والتكامل الإقليمي، أو المضي قدما من دونه.

وتابعت الوكالة أن الشرط الأساسي الذي سيوضع أمام نتانياهو يتعلق بضرورة إنهاء الحرب في غزة والموافقة على مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، استكمالا لمسار بدأ في عهد سلفه دونالد ترامب، وأثمر اعتبارا من العام 2020، توقيع اتفاقات بين الدولة العبرية ودول عربية عدة هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وتأثرت المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الإسرائيلي باندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم شنته الحركة على جنوب إسرائيل.

سلمى الشهاب قالت إنها تعرضت لسوء المعاملة أثناء احتجازها
سلمى الشهاب قالت إنها تعرضت لسوء المعاملة أثناء احتجازها

أعلنت منظمات حقوقية أن السلطات السعودية أفرجت عن الناشطة السعودية، سلمى الشهاب (37 عاما) بعد أن أمضت نحو أربع سنوات في الاحتجاز.

والشهاب ناشطة سعودية في مجال حقوق المرأة، وأم لطفلين، وأخصائية في صحة الأسنان، وطالبة دكتوراة في جامعة ليدز، وكانت قد اعتقلت وحكم عليها بالسجن على خليفة نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ما يخص قضايا حقوق النساء ومعتقلي الرأي والفساد.

ودعت منظمة "القسط "التي أعلنت نبأ الإفراج عنها السلطات إلى "منحها الحرّية الكاملة، بما في ذلك الحقّ في السفر لاستكمال دراستها للدكتوراة في جامعة ليدز في المملكة المتّحدة".

وحكم عليها في البداية بالسجن 6 سنوات بتهمة استخدام موقع إنترنت "لإثارة الاضطرابات العامة وزعزعة الأمن"، لكن محكمة الاستئناف أصدرت حكما جديدا، في 2022، بالسجن لمدة 34 عاما يليها حظر سفر لمدة 34 عاما أيضا، ثم خفض الحكم في 2023 إلى 27 عاما.

وقالت المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان إنه في 2024 خفض الحكم إلى 8 سنوات مع وقف تنفيذ 4 منها.

وقالت محكمة الإرهاب الخاصة التي حوكمت فيها إن الشهاب دعمت الفكر الإرهابي بسبب استخدامها لموقع "تويتر" إكس حاليا)، بما في ذلك متابعتها لحسابات بعض المعارضين.

وفي المقابل، نفت الشهاب بشدة أن تكون متابعتها لبعض الحسابات على تويتر يعني أنها متعاطفة مع قضيتهم. 

ونفت التهمة القائلة بأن متابعة الأفراد تشبه تقديم "المساعدة" لهم وقالت إنها لا تتبنى أي أيديولوجية عنيفة أو إرهابية.

وأثناء التوقيف، قالت طالبة الدكتوراه السعودية إنها تعرضت لسوء معاملة ومضايقات أثناء احتجازها، مشيرة إلى أن 5 رجال على الأقل اعتدوا عليها "مرارا وتكرارا" لكونها تنتمي للأقلية الشيعية في المملكة، حسبما نقلت صحيفة "الغارديان".

وكانت السعودية أصدرت حكما على مدربة اللياقة البدنية والناشطة، مناهل العتيبي، بالسجن 11 عاما، بتهم مرتبطة "بالإرهاب"، لكن منظمة العفو الدولية ومنظمة القسط قالتا إن العتيبي، أدينت بتهم تتعلق باختيار ملابسها وتعبيرها عن آرائها عبر الإنترنت.

وأفرجت السلطات السعودية عن لجين الهذلول، الناشطة الحقوقية التي قادت حملات للسماح للنساء بقيادة السيارات ووضع حد لنظام الوصاية الذي يطلب من النساء الحصول على موافقات من أقاربهم الذكور بخصوص الكثير من أمور حياتهم.

وأوقفت الهذلول في الإمارات، في مارس 2018، وأجبرت على العودة إلى السعودية حيث أمضت أكثر من سنتين في السجن. وأفرج عنها، في فبراير 2021، لكنها تخضع لقرار حظر سفر من المملكة لخمس سنوات.

وفي جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في يناير 2024، قالت رئيسة هيئة حقوق الإنسان السعودية، هلا التويجري، إن مجال حقوق المرأة وتمكينها حصل على النصيب الأكبر من الإصلاحات التي تحققت.

وذكرت أن المملكة حققت "إصلاحات وتطورات تاريخية ونوعية في مختلف مجالات حقوق الإنسان في إطار رؤية المملكة 2030"، مشيرة إلى تحقيق أكثر من 100 إصلاح عموما، وهذه الإصلاحات "لم تتوقف حتى في أشد الظروف التي شغلت العالم مثل جائحة كورونا".

وأوضح الوفد السعودي أن المملكة ألغت الجلد كعقوبة، وألغت إعدام القاصرين، وأكدت استقلالية القضاء، وقال إن العمال المهاجرين يتمتعون الآن بحماية أفضل بموجب القانون، وفق ما نقلته أسوشيتد برس عن وقائع الجلسة.