newweather.org
الرياضات التي تجتذب أكبر المبالغ من أرامكو تشمل كرة القدم وسباق السيارات والرغبي والغولف | Source: newweather.org

قال تقرير جديد صدر، الأربعاء، عن معهد "نيو ويذر" للأبحاث، إن السعودية تنفق أكثر من مليار دولار لرعاية الأحداث الرياضية العالمية في إطار سعيها إلى تلميع سمعتها وتأكيد نفسها كقوة عالمية.

وأوضح التقرير، الذي جاء بعنوان "أموال قذرة: كيف يتسبب رعاة الوقود الأحفوري في تلويث الرياضة؟"، أن شركة أرامكو العملاقة للنفط، وهي شركة سعودية تسيطر عليها الدولة وواحدة من أكثر الشركات ربحية في العالم، تضخ حوالي 1.3 مليار دولار في قطاع الرياضة العالمية.

ووفقا للتقرير، فإن الرياضات التي تجتذب أكبر المبالغ من أرامكو تشمل كرة القدم، وسباق السيارات، والرغبي، والغولف.

وذكر التقرير أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعتمد تمويله بشكل كبير على حصته البالغة 16٪ في شركة أرامكو النفطية البالغة قيمتها 1.8 تريليون دولار. وأوضح أن الرقم الضخم الذي تضخه شركة أرامكو في الرياضة لا يشمل المبالغ الضخمة الأخرى التي ينفقها صندوق الاستثمار العام السعودي بشكل منفصل على الرياضة.

ووفقا للتقرير، أنفق صندوق الاستثمارات العامة السعودي 2 مليار دولار في بطولة الغولف   LIV Golf.

وأشار التقرير إلى أن أرامكو يُقدر أنها مسؤولة عن أكثر من 4% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم منذ عام 1965، و 5% من الانبعاثات في الفترة من عام 2016 إلى 2022.

وللقضاء على غسيل السمعة الرياضية، ناشد مؤلفو التقرير المنظمات الرياضية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية فرض حظر على الرعاية من شركات الوقود الأحفوري، على غرار حظر شركات التبغ. وقال المؤلفون إنه ينبغي لهم أيضا ضمان التدقيق في أوراق الاعتماد الخضراء للمانحين في المستقبل.

وشدد التقرير على أنه "إذا تم استخدام الرياضة كلوحة إعلانية للترويج للشركات والمنتجات وأنماط الحياة التي تغذي الانهيار المناخي، فإنها تصبح في أفضل الأحوال عقبة أمام العمل المناخي، وفي أسوأ الأحوال تزيد من تأجيج ظاهرة الاحتباس الحراري".

وذكر التقرير أنه منذ عام 2016، عندما أطلقت الرياض "رؤية 2030" الاستراتيجية، وهي خارطة طريق تحدد كيف يمكن للمملكة تنويع اقتصادها المعتمد على النفط لتظل قادرة على المنافسة في الأمد البعيد، أصبحت الدولة الخليجية مضيفة منتظمة للأحداث الرياضية الدولية. ومن المرجح أن تستضيف السعودية كأس العالم لكرة القدم 2034 وقد تنضم أيضًا إلى السباق لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2036.

وذكر موقع "بوليتيكو" أن نتائج هذا التقرير تأتي في الوقت الذي سلطت فيه دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، التي اختتمت مؤخرًا، الضوء على مدى تأثير تغير المناخ، الناجم في المقام الأول عن حرق النفط والغاز والفحم، على صحة وأداء الرياضيين.

ووفقا للموقع، يستخدم الخبراء مصطلح "غسيل الرياضة" للإشارة إلى رعاية رياضة أو حدث رياضي كبير بقصد صرف انتباه العالم عن الممارسات "غير الأخلاقية" مثل انتهاكات حقوق الإنسان وفضائح الفساد.

ومن جانبها، لا تشعر الرياض بالانزعاج من مثل هذه الاتهامات، بحسب الموقع.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصراحة في مقابلة العام الماضي: "إذا كان غسيل الرياضة سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1٪، فسنستمر في غسيل الرياضة"، رافضًا الاتهامات بأن البلاد تستخدم الجمعيات الإيجابية مع الرياضات الشعبية للغاية لصرف الانتباه عن عملها الأساسي المتمثل في استخراج الوقود الأحفوري.

وأوضح الموقع أنه لا تعد أرامكو وحدها من تضخ مبالغ ضخمة في الأحداث الرياضية العالمية بهدف إضفاء الشرعية على إنتاجها من الوقود الأحفوري وتسويق منتجاتها لملايين المشجعين الرياضيين.

وذكرت أنه بالإضافة إلى أرامكو، ضخت شركات الوقود الأحفوري الكبرى مثل "توتال إنرجيز، وشل، وشركة البتروكيماويات العملاقة إينيوس" "ما لا يقل عن" 5.6 مليار دولار من خلال 205 صفقة رعاية نشطة، حسب التقرير. لكن أغلب الصفقات تظل غامضة، وبالتالي فإن المبالغ الدقيقة ومدتها وشروطها غير معروفة.

وأشار التقرير إلى أن دولة قطر أنفقت أكثر من 200 مليار دولار عند استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ونقل الموقع عن الأستاذة المساعدة في علم البيئة الرياضية بجامعة تورنتو، مادلين أور، ومؤلفة كتاب "التدفئة: كيف يغير تغير المناخ الرياضة"، قولها إن "الدول النفطية تراهن على رعاية الرياضة للترويج للسياحة وفرص الأعمال في بلدانها، لكن أيضًا لبيع فكرة أن بلدانها يمكن أن تقدم شيئًا مؤثرا في هذا المجال مثل الغرب".

وأضافت أور أن "غسيل السمعة الرياضية ليس بالأمر الجديد"، مشيرة إلى أن هذه الممارسة طورتها شركات النفط الغربية لتجنب الانتفاضات المحتملة في المجتمعات المحلية التي كانت تكافح من أجل حقوق العمال والسلامة العامة.

وتابعت أنه "لعقود من الزمان، كانت الرياضة أداة فعالة للغاية لبيع الأشياء، من المشروبات الرياضية إلى الأحذية، والرحلات الجوية إلى الحبوب".

إيران توعدت بالرد على أي هجوم إسرائيلي - صورة أرشيفية.
إيران توعدت بالرد على أي هجوم إسرائيلي - صورة أرشيفية.

يقف الشرق الأوسط على حافة اندلاع حرب إقليمية قد يشعلها فتيل القتال بين إسرائيل وإيران، وسط مخاوف من انجرار دول أخرى في المنطقة إلى دوامة التصعيد، إلا أن الموقف الذي أعلنته دول خليجية، شكّل محورا مهما وسط التطورات المتلاحقة.

وقبل أيام، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل، "ردا" على مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الأسبوع الماضي، ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، أواخر يوليو الماضي، بضربة نسبت إلى إسرائيل.

وما كان لافتا من المواقف الدولية المتوالية، غداة تهديد إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني الأخير، هو موقف دول الخليج العربية المجاورة لإيران، التي شددت على "حيادها" في الصراع بين العدوين اللدودين.

وقال مصدران لرويترز، الخميس، إن دول الخليج "سعت إلى طمأنة طهران بشأن حيادها" في الصراع بين إيران وإسرائيل، خلال اجتماعات في العاصمة القطرية الدوحة، هذا الأسبوع، وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا للعنف قد يهدد منشآت النفط.

وأضاف المصدران أن وزراء من دول الخليج وإيران شاركوا في اجتماع للدول الآسيوية بقطر، ركزوا في مباحثاتهم على خفض التصعيد.

رسالة لإيران

وفي أبعاد وانعكاسات الموقف الخليجي بالحياد، يرى الخبير العسكري، إسماعيل أبو أيوب، أنه "رسالة لإيران" بأن دول الخليج "لن تنخرط بأي شكل من الأشكال في هذا الصراع لو حدث"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "أجواء بعض الدول الخليجية ستكون ممرا إجباريا للطائرات والصواريخ بين طرفي الصراع".

ولدى سؤاله عن إمكانية إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات ومنع عبور الصواريخ، قال: "سيُغلق ربما بالنسبة للطيران المدني، أما بالنسبة للطيران الحربي والصواريخ سواء من إيران أو إسرائيل، فإنها ستُعتبر أهدافا معادية (لدول الخليج)".

وتحدث الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، عن "نقاشات" جارية بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد قطاع النفط الإيراني، بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل.

وردا على سؤال "هل توافق على توجيه إسرائيل ضربات على منشآت نفطية إيرانية؟" أجاب الرئيس الأميركي: "نجري نقاشات بهذا الشأن. أعتقد أنه سيكون.." دون أن ينهي جملته، وذلك خلال تصريحات مقتضبة لصحفيين في البيت الأبيض.

وكان بايدن قد عبّر، الأربعاء، عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، قائلا ردا على سؤال عن دعمه المحتمل لمثل هذا التحرك من جانب إسرائيل: "الجواب هو لا".

وتابع: "نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا بشكل متناسب"، في إشارة إلى قادة مجموعة السبع.

خطوة تكتيكية

من جانبه، يرى الخبير العسكري، اللواء السيد الجابري، أن الموقف الخليجي بالحياد هو "خطوة تكتيكية وليست استراتيجية".

وقال في حديثه لموقع "الحرة"، إن "هذه "الخطوة التكتيكية هي محاولة لإقناع جميع الأطراف، بأن دول الخليج تقف على الحياد، أملا في وجود حلول سلمية، وعدم تطور المعركة إلى حرب إقليمية شاملة".

وأضاف أن "أكثر الدول التي يمكن أن تتضرر من الحرب الإقليمية الشاملة، هي دول المنطقة، وخاصة دول الخليج".

ويمكن أن تستهدف إسرائيل قطاع النفط الإيراني، مما يلحق الضرر باقتصادها، ومن الممكن أن يدفع مثل هذا الهجوم أيضا إيران إلى "ضرب منشآت لإنتاج النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج"، وفقا لرويترز.

وأشار الجابري إلى أن "هذه الخطوة بالحياد قد يكون الهدف منها حماية دول الخليج من التورط في أي موقف عسكري، ليس له داع".

واستطرد: "في رأيي الشخصي، العلاقة الأميركية الإيرانية الإسرائيلية هي علاقة استراتيجية، وهناك تفاهمات بينهم، وأكثر من يصاب بالضرر من ذلك هي دول الخليج"، مشيرا إلى وجود "نوع من العداء بين الإمارات وإيران (خاصة بشأن الجزر الثلاث)، وإلى مسعى صيني لتحسين العلاقات بين طهران والرياض بعد توترها خلال السنوات الماضية على خلفية أحداث عديدة مثل حرب اليمن".

لكن الجابري اعتبر أن "الصراع الآن بين إيران وإسرائيل هو صراع شكلي وليس حقيقي، رغم كل ما نسمعه من عبارات مطاطة بشأن الرد وعدم الرد".

وفي رأي مطابق لأبو أيوب، قال الجابري: "لن يستطيع أحد منع الصواريخ" من العبور في المجال الجوي، أما بالنسبة للطائرات "فطالما أعلنت دول الخليج الحياد، فمن حقها أن تمنع طائرات الدول المتحاربة من التحليق في المجال الجوي التابع لها".

"مشاركة أميركا"

وعن إمكانية مشاركة قوات أميركية في أي ضربات على إيران، عبر استخدام القواعد المنتشرة في المنطقة، يقول أبو أيوب: "في حال مشاركة أميركا في الهجوم المتوقع على إيران، لن تكون دول الخليج بمنأى عن الصراع، لأن كل دول الخليج فيها قواعد عسكرية أميركية، وربما تكون هذه القواعد أهدافا لضربات عكسية من إيران، وفي هذه الحالة إن وقعت، فستنخرط دول الخليج في الصراع مرغمة عنها".

واعتبر أنه في حال "انخراط أميركا بالرد على إيران، فإنه من المؤكد أنه سيكون الفتيل الذي يشعل حربا بين ضفتي الخليج".

بدوره، يؤكد الجابري أن "الدول المضيفة "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للقواعد، طبقا لشروط التعاقد، ولا تستطيع فعل شيء، إلا في حالة اعتداء على دول صديقة يوجد معها معاهدات دفاع مشترك".

وأوضح: "لا توجد اتفاقيات دفاع مشترك ما بين دول الخليج وإيران، وبينها وبين إسرائيل"، وبالتالي لا يمكن لهذه الدول منع أو وقف هجمات من القواعد على إيران، و"لن يستطيع أحد التحكم في مسار العمليات العسكرية من هذه القواعد".

وشنت إيران أكبر هجوم لها على الإطلاق على إسرائيل، الثلاثاء، فيما قالت إنه رد على اغتيال إسرائيل لكبار قادة حركة حماس وحزب الله وكذلك العمليات في غزة ولبنان.

وقالت طهران إن هجومها انتهى، ما لم تحدث استفزازات أخرى، لكن إسرائيل توعدت بالرد بقوة.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي مسؤولين إسرائيليين، الأربعاء، إن إسرائيل "قد تستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران" ردا على ذلك.

وقال مصدر لرويترز، إن "التهدئة العاجلة" تصدرت جدول الأعمال في جميع المناقشات التي جرت بين إيران ودول خليجية في قطر.

ولم ترد وزارات الخارجية في قطر وإيران والإمارات والكويت بعد على طلبات للتعليق من رويترز، وكذلك مكتب الاتصالات الحكومي السعودي.

ولم تهدد إيران بمهاجمة منشآت نفط خليجية، لكنها حذرت من أن أي تدخل مباشر من قبل "داعمي إسرائيل" ضد طهران من شأنه أن يدفع إيران إلى شن "هجوم قوي" على "قواعدهم ومصالحهم" في المنطقة.

وقال علي الشهابي، المحلل السياسي السعودي المقرب من الديوان الملكي، لرويترز: "تعتقد دول الخليج أنه من غير المرجح أن تضرب إيران منشآتها النفطية، لكن الجانب الإيراني يلمح إلى أنه قد يفعل ذلك من خلال مصادر غير رسمية. إنها أداة يمتلكها الإيرانيون ضد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي".

وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا سياسيا بين الرياض، أكبر مصدري النفط، وبين طهران، مما ساعد في تخفيف التوتر في المنطقة، لكن العلاقات لا تزال معقدة بينهما.

وتتوخى السعودية الحذر من ضربة إيرانية لمنشآتها النفطية منذ هجوم عام 2019 على مصفاتها الرئيسية في بقيق، أدى إلى توقف أكثر من 5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية لفترة وجيزة. ونفت إيران ضلوعها في ذلك الهجوم، حسب رويترز.

وقال الشهابي، في إشارة إلى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت، "رسالة مجلس التعاون الخليجي للإيرانيين هي 'الرجاء خفض التصعيد'".

وحذر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من مغبة "الصمت" في مواجهة "الحروب التي تشعلها" إسرائيل.

وقال خلال قمة حوار التعاون الآسيوي في الدوحة، الخميس، إن "أي نوع من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي أو تجاوز لخطوطنا الحمراء، سيقابل برد حاسم من قواتنا المسلحة".