صورة عامة للعاصمة السعودية الرياض

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، الثلاثاء، فوز 11 شركة تعدين محلية وعالمية، برخص الكشف في ستة مواقع تعدينية بمناطق الرياض، ومكة المكرمة، وعسير.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن الجولة انتهت بفوز شركة وطنية، وخمسة تحالفات تضم 10 شركات محلية وعالمية، وتشمل فوز تحالف (شركة أي إن إس للاستشكاف، وشركة أوديسي ميتل ليمتد)؛ برخصة الكشف في موقع أم قصر بمنطقة الرياض، الذي يضم معادن الذهب، والفضة، والرصاص، والزنك.

وأشارت إلى فوز شركة الذهب والمعادن المحدودة برخصة الكشف في موقع وادي دوش بمنطقة عسير، ويشمل رواسب خام الذهب، والفضة، والنحاس، لافتة إلى فوز تحالف شركة أوكنق، وبرق السمان للتعدين برخصة الكشف في موقع شعيب مرقان بمنطقة الرياض، ويحتوي على رواسب النحاس، والفضة، والذهب.

وفاز تحالف شركة ميتل بانك ليميتد، وشركة التعدين القابضة برخصة الكشف في موقع وادي الجونة بمنطقة عسير، الذي يضم رواسب النحاس، والزنك، والفضة، والذهب، وتحالف شركة رواكد، وشركة مشارف برخصة الكشف في موقع حزم شباط بمنطقة عسير، ويضم رواسب الذهب.

وفاز تحالف بين شركة مداد المنى للتعدين، وشركة تنكا ريسورسيز برخصة الكشف في موقع حويمضان بمنطقة مكة المكرمة، ويضم رواسب الذهب.

ووفق الوزارة، بلغ عدد العروض خلال منافسات الجولة 44 عرضًا مقدمة من 22 شركة محلية ودولية، منها 10 شركات تشارك للمرة الأولى، وتم تقييمها وفقًا لأعلى المعايير التي تراعي جوانب الخبرات الفنية وبرامج العمل المقدمة، والالتزامات الاجتماعية والبيئية، وقد غطت الجولة مواقع، بمساحة إجمالية تصل إلى 850 كيلومترًا مربعًا.

وتعهّدت الشركات الفائزة بالالتزام بصرف 75 مليون ريال على أعمال الاستكشاف، إضافة إلى خمسة ملايين ريال التزمت الشركات بصرفها على تنمية المجتمعات المجاورة للمواقع التعدينية، والإسهام في توفير فرص وظيفية لأبناء وبنات الوطن في المناطق الأقل نموًا.

ولي العهد السعودي يتقرب من إيران- رويترز
ولي العهد السعودي يتقرب من إيران- رويترز

بعثت السعودية وإيران على مدار الأسابيع الماضية بإشارات إيجابية تجاه بعضمها البعض وسط أزمات إقليمية متلاحقة، مما أثار تسؤلات عن السبب وراء رغبة ولي الهد السعودي في الميل نحو طهران.

ويتساءل الكاتب، ستيفن كوك، عن السبب وراء التصريحات الإيجابية الأخيرة التي أطلقها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إزاء إيران وما إذا كانت تعني حدوث "تحول" في موقفه السابق المناهض لسلوك إيران الإقليمي.

يذكر أنه في أكتوبر الماضي، أعلنت السعودية أنها أجرت في بحر العرب مناورات عسكرية مشتركة مع عدة دول، من بينها إيران.

واستقبل محمد بن سلمان الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، في الرياض خلال القمة التي عقدت بشأن غزة، 

وتبع ذلك زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، فيّاض بن حامد الرويلي، إلى إيران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.

وحينما كانت إسرائيل تستعد لتنفيذ هجوم على إيران في أكتوبر الماضي، أجرى وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، زيارات مكوكية لعدة دول عربية، في محاولة لضمان عدم دعمها لإسرائيل في هجماتها ضد بلاده، وذلك ضمن استراتيجية تأرجحت بين التودد والتهديد.

وحينها، أشارت تقارير صحفية إلى أنه بالتوازي مع تلك الزيارات، و"التقارب" مع السعودية، والتصريحات من الحكومة الجديدة في طهران عن التعاون مع دول المنطقة والبحث عن الهدوء، فإن إيران وجهت تهديدات واعتبرت أن من سيدعم إسرائيل في ضرباتها على إيران "سيكون شريكا لها".

وسبق أن استهدفت إيران عبر وكيلها في اليمن، جماعة الحوثي، أهدافا مدنية وعسكرية ونفطية في السعودية خلال السنوات الماضية، 

وكان للإمارات نصيب من تلك الهجمات أيضًا، قبل أن تهدأ الأمور في اليمن في ظل محاولات الوصول لاتفاق بين الحوثيين والرياض.

ومع إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، ووسط الحرب الدائرة في إسرائيل وغزة التي امتدت إلى لبنان وطالت إيران أيضًا، واصلت الرياض إشاراتها بشأن توطيد العلاقة مع طهران، وتوجه رئيس أركان الجيش السعودي إلى إيران في زيارة نادرة.

ودعا ولي العهد السعودي، في كلمته خلال القمة العربية- الإسلامية غير العادية بالرياض في الحادي عشر من نوفمبر، المجتمع الدولي إلى "إلزام إسرائيل باحترام سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وعدم الاعتداء على أراضيها". 

 

هذا الخطاب، وفق تحليل كوك في فورين بوليسي، "يتعارض مع كل ما أصبح معظم الناس في واشنطن يؤمنون به عن محمد بن سلمان، مما أثار تساؤلات "ما الذي يحدث معه؟".

ويشير التحليل إلى أنه في القمة ذاتها استخدم محمد سلمان تعبير "الإبادة الجماعية" للمرة الأولى لوصف تصرفات إسرائيل في غزة. 

وقال الأمير السعودي في تصريحاته: "تجدد المملكة إدانتها ورفضها القاطع للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وراح ضحاياها أكثر من 150ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين، معظمهم من النساء والأطفال".

والتفسير المقنع لتقارب ولي العهد من إيران، وفق التحليل، أنه "بعد التدخل في الحرب الأهلية في اليمن، وفرض الحصار على قطر، وإجبار رئيس وزراء لبنان على الاستقالة، ودعم المعارضين للحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا، والفشل في تحقيق أي من أهدافه، خلص ولي العهد إلى أن إخضاع المنطقة لإرادته ليس في وسعه. وبدلا من ذلك، تحول الآن إلى الداخل، سعيا إلى ضمان الاستقرار داخل المملكة، والميل نحو إيران هو أحد السبل لإبقاء الفوضى خارج حدود المملكة".

وهذا التحول له "أهمية قصوى" بالنسبة لمحمد بن سلمان لأنه ينفق مئات المليارات من الدولارت على المشاريع الضخمة التي ستشكل مستقبل المملكة، وهو ما يحتم عليه السعي نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي لضمان نجاحها.

ويقول إنه "ليس هناك ما يشير إلى أن السعوديين أصبحوا فجأة يثقون بالإيرانيين، لكنهم لا يريدون أن يقدموا لهم أي عذر لإفساد ما يجري في السعودية على المستوى الداخلي".

وكان برنامج "حديث الخليج " الذي تبثه قناة "الحرة" قد بحث ملف العلاقات السعودية الإيرانية، وما إذا كنا سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات، أم سيستمر العداء والمنافسة بينهما. 

واعتبر يحيى عسيري، الناشط السياسي والحقوقي السعودي المقيم في لندن، أن التقارب السعودي الإيراني "خطوة إيجابية"، رغم أنها "تأخرت كثيرا". 

وتوقع الخبير العسكري والسياسي السعودي، محمد بن صالح الحربي، أن يحدث نوعا من "التقارب والاحتواء الاستراتيجي"، مشيرا إلى أهميته في هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة.