نجيب ميقاتي في الرياض - فرانس برس
نجيب ميقاتي في الرياض - فرانس برس

بدأ قادة الدول العربية والإسلامية يصلون إلى السعودية استعدادا لقمّة تعقد الاثنين لمناقشة الحرب في غزة ولبنان والمستجدات في المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.

وفي أواخر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتعقد القمة بهدف "بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الأحد.

وتأتي "امتدادا للقمة العربية - الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023" بمبادرة من الجامعة العربية (القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (جدّة).

وبثّت قناة "الإخبارية" السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
 

ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى "إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة" و"الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة".

وبين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي السبعة والخمسين والجامعة العربية الإثنين والعشرين، دول تعترف بإسرائيل وأخرى تعارض اندماجها الإقليمي.

وشهدت القّمة التي عقدت العام الماضي في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.

وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 43603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.

وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 دعما لحماس.

ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.

 

الرياض
جانب من العاصمة السعودية الرياض (أرشيفية من رويترز)

دعا خبيران في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأربعاء، السعودية على وقف تنفيذ إعدامات وشيكة بحق 3 أجانب، وذلك بعد أن نفّذت المملكة هذا العام أكثر من 300 حكم بالإعدام، وفق فرانس برس.

وأعدمت سلطات المملكة 4 أشخاص، الثلاثاء، هم 3 مدانين بتهريب المخدرات وآخر مدان بالقتل، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن وزارة الداخلية.

وبذلك يصل إجمالي عدد عمليات الإعدام التي نُفذت حتى الآن هذا العام إلى 303، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى تقارير لوسائل إعلام رسمية.

وكانت المملكة قد نفذت عقوبة الإعدام 200 مرة بحلول نهاية سبتمبر، مما يشير إلى معدل سريع في الأسابيع الأخيرة.

وقال المقرران الخاصان للأمم المتحدة، إن 3 مصريين أعدموا، الثلاثاء، ومن المقرر "إعدام مصريين اثنين وأردني واحد في وقت وشيك".

وأضافا: "يبدو أن السعودية رفعت الوقف غير الرسمي الذي أُعلن عام 2021، لاستخدام عقوبة الإعدام بشأن الجرائم المرتبطة بالمخدرات".

وتابعا: "يبدو أنّ إعدام المواطنين الأجانب يتزايد دون إشعار مسبق للمحكوم عليهم بالعقوبة أو أسرهم أو ممثّليهم القانونيين".

وشدد المقرران على أن "المواطنين الأجانب غالبا ما يكونون في وضع ضعيف ويحتاجون لاتخاذ تدابير محددة، لضمان وصولهم إلى الضمانات القانونية منذ لحظة إلقاء القبض عليهم وأثناء التحقيقات وطوال الإجراءات القضائية".

والخبيران الأمميان هما موريس تيدبول-بينز، مقرر الأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسّفا، وأليس جيل إدواردز المقررة الخاصة المعنية بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وخبراء الأمم المتحدة شخصيات مستقلة يتم تكليفها من قبل مجلس حقوق الإنسان، وبالتالي فإنّهم لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة نفسها.

السلطات السعودية تقول إنها تنفذ الأحكام بعد استنفاد المتهمين كل درجات التقاضي
رقم "لم يسجل أبدا بتاريخ السعودية".. تضخم "غير منطقي" بعدد حالات الإعدام بالمملكة
تواجه السعودية انتقادات متكررة لاستخدامها المفرط لعقوبة الإعدام على الرغم من التعهدات التي اطلقها ولي العهد محمد بن سلمان قبل أكثر من عامين والمتعلقة بالتخفيف من حالات الاعدام في البلاد، حيث يصف نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان ما يجري في المملكة الخليجية بأنه "توحش وتوسع غير مبرر" في هذه الأحكام.

وأعدمت السعودية 113 أجنبيا هذا العام، وفق إحصائية لوكالة فرانس برس، في "رقم قياسي جديد"، وغالبيتهم بسبب جرائم متعلقة بالمخدرات.

وأعرب إدواردز وتيدبول بينز عن قلقهما "كون الأجانب يشكلون نحو 75 بالمئة من جميع عمليات الإعدام في جرائم المخدرات هذا العام"، وقالا إن المحاكمات "تبدو بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية للعدالة والإجراءات القانونية الواجبة".

وأضافا أن "إعدام المحكوم عليهم بالعقوبة ممن لم تثبت إدانتهم بشكل لا يدع مجالا للشك، يُعدّ حرمانا تعسفيا من الحياة".

ودعا الخبيران الحكومة السعودية لأن "تتبنّى دون تأخير، التدابير التشريعية الضرورية لإلغاء فرض عقوبة الإعدام على الجرائم التي لا تنطوي على القتل العمد".

واحتلّت السعودية المرتبة الثالثة على قائمة الدول الأكثر تنفيذا لأحكام الإعدام بالعالم، في عامَي 2022 و2023 تواليا، بعد الصين وإيران، حسب منظمة العفو الدولية، التي بدأت توثيق أحكام الإعدامات في السعودية عام 1990.

وتواجه السعودية انتقادات متكررة لاستخدامها "المفرط" لعقوبة الإعدام، إذ تقول منظمات تدافع عن حقوق الإنسان، إن هذه الإعدامات "تقوّض المساعي التي تبذلها المملكة لتلميع صورتها"، عبر إقرارها تعديلات اجتماعية واقتصادية ضمن "رؤية 2030" الإصلاحية التي يشرف عليها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

لكن السلطات السعودية تقول إنها تنفذ الأحكام "بعد استنفاد المتهمين كل درجات التقاضي"، مشددة على أن "حكومة المملكة "حريصة على استتباب الأمن وتحقيق العدل"، وعلى "محاربة المخدرات".