أكسيوس: مبعوث ترامب يزور السعودية الثلاثاء للقاء بن سلمان
الحرة - دبي
28 يناير 2025
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
يرتقب أن يحل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالسعودية، الثلاثاء، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.
وأورد الموقع نقلا عن مسؤول أميركي لم يكشف هويته، أن ويتكوف سيزور السعودية، ليكون أول مسؤول رفيع من إدارة دونالد ترامب يحل بالرياض منذ تنصيبه رئيسا.
والخميس الماضي، أجرى ترامب مباحثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناولا فيها الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، حسبما أفاد البيت الأبيض.
وأضاف المصدر ذاته، في بيان، أن ترامب وبن سلمان تناولا كذلك خلال اتصال هاتفي جرى، الأربعاء، الطموحات الاقتصادية الدولية للمملكة العربية السعودية خلال السنوات الأربع المقبلة.
بالإضافة لذلك بحث الجانبان فرص زيادة الازدهار المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية ، وفقا للبيان.
وكان الاتصال بين ترامب ومحمد بن سلمان الأول الذي يجريه الرئيس الأميركي مع زعيم أجنبي منذ توليه إدارة البيت الأبيض.
وفي وقت سابق، أفاد بيان للخارجية السعودية، أن الأمير محمد بن سلمان هنأ ترامب خلال الاتصال الهاتفي بمناسبة أدائه اليمين الدستورية وتوليه الرئاسة.
وأكد البيان "رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع".
وكانت زيارة ترامب الخارجية الأولى عام 2017 إلى الرياض، حيث أقيم له استقبال حافل تضمن رقصات بالسيوف وتحليق طائرات للقوات الجوية.
وبعد الزيارة المرتقبة إلى السعودية، يحل ويتكوف في إسرائيل، الأربعاء، للقاء برئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو لمناقشة تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة وبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية، حسبما كشف المبعوث الأميركي، الأحد.
وقال ويتكوف، خلال خطاب في كنيس في نيويورك: "كان تنفيذ الاتفاقية مهما، الخطوة الأولى، لكن بدون التنفيذ الصحيح، لن نحصل على النتيجة الصحيحة، وسنواجه تصعيداً.
أعادت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بشأن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى السعودية، ملف التطبيع بين المملكة وإسرائيل إلى الواجهة.
قال نتانياهو في تصريحات تلفزيونية الأحد إن "للسعودية أراض شاسعة يمكنها أن تنقل الفلسطينيين إليها وتُنشئ لهم دولة".
هذه التصريحات، وضعت السعودية التي لمحت في أكثر مرة للتطبيع، بموقف محرج، خاصة في ظل المساعي الأميركية لإضافتها إلى الاتفاقيات "الإبراهيمية".
وبالتالي، يُمكن لمواقف نتانياهو الأخيرة، أن تكون عصا تعرقل عجلة التطبيع بين البلدين التي سارت بشكل جيد في السنوات الأخيرة.
الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي وصف في مقابلة مع قناة "الحرة" تصريحات نتانياهو بأنها "غير مسؤولة"، واعتبر أنها تعكس حالة من التخبط داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأكد المحلل السياسي السعودي أحمد الركبان في مقابلة مع قناة "الحرة" أيضا، أن المملكة لم تذكر حتى اسم نتانياهو في بيانها الرسمي، ما يعكس موقفها الثابت من اعتبار إسرائيل قوة "احتلال" لا تملك أي شرعية في فلسطين.
وأشار إلى أن "مثل هذه التصريحات الاستفزازية، لن تُقبل بأي حال من الأحوال، وأن السعودية والدول العربية ترفض الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عبر سياسة العصا والجزرة".
وجاءت التصريحات الإسرائيلية بعد أيام من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول توجُّه واشنطن للسيطرة على غزة.
في السنوات الأخيرة، تصاعد الحديث عن إمكانية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، خاصة بعد اتفاقيات "إبراهيم" التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل برعاية أميركية.
إلا أن السعودية حافظت على موقفها، بأن أي تطبيع مرهون بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
من جانبه، حاول المستشار السياسي الإسرائيلي ميتشيل باراك التقليل من وقع تصريحات نتانياهو، معتبرا أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار، وأن هناك دورا محتملا لدول مثل السعودية بمساحتها الكبيرة، والأردن ومصر في التعامل مع الأزمة.
وقال خلال مقابلة مع قناة "الحرة" إن "الدولتين الأخيرتين، تحصلان على مساعدات من الولايات المتحدة" في إشارة إلى مصر والأردن.
وحول سبب تصريح نتانياهو في وقت تحاول فيه بلاده إقامة علاقات طبيعية مع السعودية قال باراك: "في الشرق الأوسط، قد تتغير قواعد التفاوض بشكل مفاجئ، ما يثير استياء البعض".
وأضاف أن "فكرة نقل مليوني فلسطيني إلى السعودية ليست واقعية، لكن المملكة لديها قدرات لوجستية هائلة، كما يظهر في موسم الحج، ويمكنها استخدامها لمساعدة غزة، مع احتمال إقامة اللاجئين مؤقتا في مصر أو الأردن".
كان الأمر أقرب من أي وقت مضى أو بالأحرى قاب قوسين أو أدنى قبل هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.
تعطل الأمر لأكثر من 15 شهرا هي المدة التي استمرت فيها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ويقول الركبان: "لم يكن هناك تقدم في عملية التطبيع الإسرائيلي، خاصة بعد التصعيد الأخير من إسرائيل وحماس، مما أدى إلى إنهاء جميع المحاولات التي قادتها الولايات المتحدة ودول أخرى".
وبعد أن توقفت الحرب جراء اتفاق تم بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أميركي، عاد الحديث عن مستقبل التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
لكن ما نتج عن الحرب من مقتل نحو 48 ألفا وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وما صاحب ذلك من دمار هائل، يعكر المزاج.
"من الصعب أن تقدم السعودية على التطبيع، إذ إنها تشترط أربعة أمور أساسية: أن تكون القدس عاصمة لفلسطين، عودة المهجّرين الفلسطينيين، إزالة المستوطنات الإسرائيلية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في ظل عدم الثقة في التزام إسرائيل بالمعاهدات"، قال الركبان.
وأضاف: "ترى المملكة أن الوقت ليس مناسبا لأي خطوات تطبيعية، حتى لو حاول ترامب تقريب وجهات النظر".
كما أن الطرح الإسرائيلي حول تحميل الدول العربية مسؤولية إعادة إعمار غزة قوبل برفض واسع.
في المقابل قال باراك إن "إسرائيل تدرك أن حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بحاجة إلى دعم إقليمي، ولا يمكن تجاهل دور الدول العربية الكبرى مثل السعودية".
"لكن في النهاية، على الفلسطينيين والعرب التعامل مع الواقع الجديد وإيجاد حلول مشتركة للخروج من الأزمات المستمرة" وفقا لقوله.