تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الإيغور (COPY) (COPY)

بين قصص الإيغور الحزينة داخل مراكز الاحتجاز وعمليات ممنهجة لطمس ثقافة ولغة توارثتها الأجيال،

تبرز قصص عن عائلات شتتها النظام الصيني في إطار سعيه لمحو هوية الأقلية المسلمة.

منذ بدء حملة القمع في عام 2017، احتجزت بكين تعسفيا

أكثر من مليون شخص

من أقلية الإيغور في معسكرات الاعتقال والسجون.

عام 2023 شهد تصعيدا

غير مسبوق لعمليات

الاعتقالات والمحاكمات

غير العادلة

وفق منظمة "هيومن رايتس ووتش"

تعمل بكين منذ عقود على قطع أواصر الأرحام لقطع ارتباط الأجيال الجديدة بتاريخها.

رغم محاولات التعتيم، تتسرب بعض القصص المؤلمة عن إجبار نساء الإيغور في شينجيانغ على الزواج من الصينيين من عرقيات أخرى، وهو جزء من استراتيجية بكين للقضاء على ثقافة الإيغور.

فمنذ عام 2014، فرضت الحكومة الصينية الزواج القسري من أعراق مختلفة على نساء الإيغور تحت ستار "تعزيز الوحدة والاستقرار الاجتماعي".

عداليت سابت

ضحية النظام القمعي

عداليت، سيدة إيغورية مقيمة في الولايات المتحدة، مع طفلتها إرديناي، أجبرت على العيش بعيدا عن زوجها ووالد ابنتها،

تروي ألم الفراق واستماتتها للحفاظ على علاقة طفلتها بأبيها وموروثها الثقافي، فما قصتها؟

في عام 2017، غادرت الولايات المتحدة إلى الصين للاقتران بإبليميت أبليز، في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ، غربي البلد.

وكان في نيتهما أن تعود عداليت إلى الولايات المتحدة حيث تقيم منذ سنوات، على أمل أن يلتحق بها زوجها..

ولكن كان للسلطات في الصين رأي آخر.

بعد الحمل، عادت عداليت إلى الولايات المتحدة، لكن مصادرة السلطات الصينية لجواز سفر إبليميت حال دون التمام شمل العائلة.

في 2023، أصدرت 51 دولة عضو في الأمم المتحدة إعلانا مشتركا يدين الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الحكومة الصينية ضد الإيغور، ويدعو بكين إلى إنهاء انتهاكاتها المنهجية لحقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ.

في غمرة هذه القصة الحزينة، تحاول سابيت جاهدة غرس الإحساس بثقافة الإيغور في إرديناي التي بلغت هذا العام، سبع سنوات.

في حديث لإذاعة "راديو آسيا الحرة"، كشفت سابيت أنها التقت بزوجها، إبليميت، ومعه رسمت مستقبلا كانت تتخيله جميلا.

تقول "تزوجنا، وحملت بابنتنا، كل ما أردناه هو أن نعيش بسلام معًا كعائلة.. الشيء الوحيد الذي طلبناه هو عائلة مُحبّة".

كبرت الطفلة إرديناي بعيدا عن والدها، لم تعانقه قط ولم تتناول أبدا وجبة معه، ومع والدتها مجتمعين.

عندما كانت ابنتها حديثة الولادة، بقيت سابيت وزوجها إبليميت على اتصال عبر تطبيق "وي شات"، وكانت تلك الطريقة الوحيدة التي تحصلت من خلالها هذه السيدة طيلة أعوام على دعم زوجها.

لكن كل شيء تغير..

وبشكل مفاجئ.

الصدمة

مع مرور الوقت، قلّت المكالمات الهاتفية بين عداليت وزوجها وأصبحت كلمات الرجل أقل، "وتقاسيم وجهه جدّية".

في إحدى المرّات بدأ الزوج مكالمة فيديو وفجأة أنهاها بشكل مبهم، وعندما سألته، قال بنبرة قاسية إنه سيعاود الاتصال بها، وأغلق الخط. 

تقول عداليت "بعد أن أنهينا المكالمة، أصبحت رؤيتي غير واضحة، انقبض قلبي، وكأن جدران الشقة انهارت، لم أكن أعرف ماذا أفعل".

كانت ردة فعل الطفلة الصغيرة قولها "أبي سيء للغاية"، لكن عداليت ردت عليها قائلة "لا يا عزيزتي، والدك ليس سيئا، لقد أُجبر على قول تلك الأشياء".

ذكرت سابيت في سياق حديثها أن زوجها ينتمي لعائلة إيغورية معروفة، فهو من نسل عبد الخالق أويغور، أبرز شاعر إيغوري في القرن العشرين.

ما صدمها هو قوله إنه ليس على ابنتهما المقيمة الآن في أميركا أن تتعلم اللغة الإيغورية.

تقول سابيت تعليقا على ذلك "لقد صدمني طلبه هذا".

وتابعت "قال لي: يكفي أن تعرف الطفلة اللغة الإنكليزية، وإنه لا ينبغي لي أن أرسلها إلى مدرسة الإيغور".

تشمل سياسات الاستيعاب في بكين منع أطفال الإيغور من تعلم لغتهم في المدرسة.

المقاومة