تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
إعداد: محمد أبو عرقوبتصميم: سماح حميد

إعداد: محمد أبو عرقوب
تصميم: سماح حميد

ينتخب الأميركيون رئيسهم كل أربع سنوات، ويختارون ممثليهم في بعض الولايات ليصبحوا أعضاء جدد في الكونغرس الفيدرالي أو مشرعين ومسؤولين محليين.

الأهلية لخوض سباق الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية تتطلب:

  • أن يكون الشخص مولودا في أميركا.
  • لا يقل عمره عن 35 سنة.
  • عاش على الأقل 14 سنة متواصلة في البلاد.

شروط الترشح لعضوية الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، أسهل نوعا ما:

لا ضرورة للمترشح أن يكون مولودا في الولايات المتحدة.

وبالنسبة للناخب

  • يجب أن يبلغ عمره 18 عاما على الأقل كي يدلي بصوته.

بعض الناخبين قد يحرمون من حقهم في الانتخابات لأسباب منها:

  • إدانتهم بارتكاب جرائم.
  • ثبوت وجود إعاقات عقلية.

الطريق للوصول إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض طويل ويمر بمراحل مختلفة.

وهذه رحلة على طريق الترشح لرئاسة أميركا، فهل أنت مستعد لتخوضها معنا؟

 فلنبدأ إذا...

الانتخابات التمهيدية

و

التجمعات الانتخابية

في هذه المرحلة يعلن كثيرون رغبتهم في الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، ممن يستوفون الشروط المنصوص عليها في الدستور.

 

وكل واحد منهم يحمل في جعبته أفكارا خاصة تشكل برنامجه الذي سيخوض الانتخابات بناء عليه.

 

بعض شعارات البرامج الانتخابية أصبحت مشهورة، مثل "نعم نستطيع"، وهو شعار حمله الرئيس الأسبق باراك أوباما، أو "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، الذي اشتهر به الرئيس السابق، دونالد ترامب.

 

ينقسم الراغبون بالترشح، بشكل أساسي، بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الديمقراطي والجمهوري، وفقا للأفكار التي يحملونها.

هذا يعني أن المرشح سيخوض الانتخابات التمهيدية ويشارك في التجمعات الانتخابية الخاصة بالحزب الذي يمثله.

 

ينطلق كل مرشح في حملة انتخابية على مستوى الولايات المتحدة، تهدف إلى إقناع أعضاء حزبه بأنه المرشح الأفضل لخوض سباق الرئاسة الأميركية باسمهم.

 

في الانتخابات التمهيدية، يدلي أعضاء الحزب بأصواتهم لانتخاب المرشح الأفضل للمنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية.

في التجمعات الانتخابية، يختار أعضاء الحزب مرشحهم الأفضل عن طريق عدة مناقشات وعمليات تصويت.

المؤتمر الوطني

يعقد الحزب مؤتمرا وطنيا للاختيار النهائي لمرشحه لانتخابات الرئاسة. وفي المؤتمر، يعلن المرشح الفائز اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس الأميركي، وهو الشخص الذي سيخوض الانتخابات معه للفوز بالرئاسة.

والمرشح الفائز من الحزبين يقرأ رسالته الانتخابية التي ستكون عنوان حملته التي سينافس فيها خصمه للوصول إلى المكتب البيضاوي.

الانتخابات العامة

المحطة الأهم في رحلة الوصول إلى البيت الأبيض هي الاقتراع العام، حيث يدلي الناخبون الأميركيون في أنحاء البلاد بأصواتهم لاختيار الرئيس الأميركي الجديد ونائبه.

تتنوع أساليب التصويب بين التصويت المبكر إلى التصويت يوم الانتخابات المقرر الثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر، ويكون التصويت شخصيا عبر الذهاب إلى مراكز الاقتراع المخصصة، أو عبر البريد.

ما يحدث في الواقع، أن الناخبين يصوتون لمجموعة من الأشخاص يطلق عليهم اسم (Electors)، وهذا ينقلنا إلى المرحلة النهائية من رحلة انتخاب الرئيس الأميركي.

في نظام المجمع الانتخابي كل ولاية أميركية لديها عدد محدد من الناخبين (Electors) بناء على حجم تمثيلها في الكونغرس، والمجموع هو 538.

كل ناخب (Elector) لديه صوت واحد، والمرشح الرئاسي الذي يحصل على نصف هذه الأصوات زائد واحد على الأقل، (269+1= 270)، يفوز برئاسة الولايات المتحدة.

يتسابق المرشح الرئاسي على الفوز بالولايات الأكثر تمثيلا في المجمع الانتخابي، مثلا ولاية كاليفورنيا (54) صوتا لها ثقل انتخابي أكبر من جارتها ولاية نيفادا (6) أصوات.

إذا فاز المرشح بأغلبية أصوات الناخبين في كاليفورنيا، فإنه سيكسب (54) صوتا في المجمع الانتخابي، ولو فاز خصمه بأغلبية أصوات ناخبي نيفادا، فإنه سيكسب (6) أصوات فقط.

استراتيجية الفوز برئاسة أميركا لا ترسم على عدد الولايات التي يكسب فيها المرشح أغلبية الأصوات الشعبية، بل المهم هو ثقل تمثيل تلك الولايات في المجمع الانتخابي.

أداء القسم

في 20 يناير من العام الجديد الذي يلي عام الانتخابات، يؤدي الرئيس الأميركي الجديد القسم الدستوري، معلنا تسلمه مهامه رسميا، حيث يلقي كلمة أمام الجمهور وأعضاء الكونغرس الذين فازوا في الانتخابات العامة أيضا.

وتستمر مدة الرئيس أربع سنوات، يتخللها انتخابات نصفية في الكونغرس بعد عامين.

 هذه الرحلة شاقة، تستغرق أكثر من عام مليء بمتاعب تخلقها منافسة شديدة بين المترشحين ليكونوا مقنعين للناخبين عبر برامج جديدة تلبي حاجات الناخب.

ماذا يقول الدستور الأميركي؟ 

عندما انتخب جورج واشنطن، أول رئيس لأميركا عام 1789، كان بإمكان 6 بالمئة فقط من مواطني الولايات المتحدة التصويت.

ففي معظم الولايات الـ13 المؤسسة، كان فقط للرجال من ملاك الأراضي الذين تزيد أعمارهم عن 21 عاما حق التصويت.

منذ ذلك الوقت حتى اليوم اختلف المشهد، حيث يضمن دستور الولايات المتحدة أن جميع مواطني الولايات المتحدة الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما يمكنهم التصويت في الانتخابات الفيدرالية وانتخابات الولايات والانتخابات المحلية.

ويسعى دستور أميركا إلى ضمان انتقال السلطة بطريقة سلمية ومنظمة من المواطنين إلى ممثليهم المنتخبين، ومن مسؤول منتخب إلى خليفته عبر انتخابات حرة ونزيهة لتكون حجر الزاوية في الديمقراطية الأميركية.

يمنح دستور الولايات المتحدة صلاحيات معينة للحكومة الفدرالية، ويحتفظ بسلطات أخرى للولايات والشعب.

لذلك تشمل الانتخابات العامة التصويت على اختيار رئيس البلاد، والمشرعين الفيدراليين، إلى جانب الانتخابات المحلية الخاصة بالولايات.

نظام الولايات المتحدة الانتخابي معقد، وفهمه يتطلب النظر إلى القواعد الفيدرالية، وقواعد كل ولاية. فالدستور الأميركي يحدد متطلبات شغل منصب فيدرالي، ولكن لكل ولاية من الولايات الـ 50 دستورها الخاص وقواعدها الخاصة لمناصب الولاية.

مثلا، يخدم حكام الولايات في معظم الولايات مدة أربع سنوات، باستثناء نيوهامشير وفيرموت، حيث يتم انتخاب الحاكم لمدة عامين فقط.

بعض الولايات تحدد فترات الترشح لمنصب الحاكم، بفترة واحدة فقط، أو اثنيتن. وبعض الولايات لا تضع سقفا لعدد مرات الترشح لهذا المنصب

ويصوت الناخبون في بعض الولايات لاختيار القضاة، بينما يتم تعيين القضاة في ولايات أخرى.

وتنتخب الولايات والمحليات الآلاف من المسؤولين العموميين، بدءا من الحكام والمشرعين في الولاية إلى أعضاء مجالس إدارة المدارس وحتى كتاب المحاكم

المسؤولون الفيدراليون المنتخبون الوحيدون هم :

  • الرئيس ونائب الرئيس
  • أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضوا
  • وأعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو

لماذا 435 مقعدا للنواب

و100 للشيوخ؟

على مدى تاريخ تأسيس الولايات المتحدة، كان عدد مقاعد مجلس النواب الأميركي محل جدل وصراع سياسي.

ببساطة، تقوم فكرة الدستور الأميركي على أساس فكرة تعزيز تمثيل الفرد، وهذا الفرد له حقوق وعليه واجبات، من أهمها أن يدفع الضرائب.

لذلك برز شعار "لا ضرائب بدون تمثيل"، بمعنى أن الشعب الأميركي لن يقبل بفرض ضرائب كبيرة عليه، مقابل تمثيل ضعيف له في الكونغرس.

من هنا نشأت فكرة ربط الضرائب بتمثيل عادل للأميركيين في الكونغرس، لأنهم يعتقدون أن من يضع قوانين الضرائب يجب أن يمثلهم جيدا، وأن يفهم طبيعة حياة الناس وحاجاتهم وتخوفاتهم.

ولا يزال هذا الشعار مستخدما، حيث يرفعه سكان العاصمة واشنطن، وهي ليست ولاية، الذين يطالبون بتمثيلهم في مجلس الشيوخ وبمنح ممثليهم في مجلس النواب حق التصويت.

ومجلس النواب هو الجزء الوحيد من السلطات الفيدرالية الذي تم إنشاؤه منذ البداية لتوجيه آراء الناس مباشرة إلى واشنطن العاصمة ومن فيها من صناع القرار.

ولكن على مدار القرن الماضي، أصبحت قدرة أي فرد من أعضاء مجلس النواب على تمثيل ناخبيهم حقا أمرا صعبا.

وعندما تأسست الولايات المتحدة الأميركية، كان هناك 65 عضوا في مجلس النواب، يمثلون 3.9 مليون شخص في 13 ولاية. أي في المتوسط، عضو واحد في مجلس النواب لكل 60450 شخصا.

بشكل عام، تتوزع مقاعد مجلس النواب بناء على عدد الأعضاء الممثلين لكل ولاية بناء على التعداد السكاني الذي يجري كل 10 سنوات.

أما مجلس الشيوخ، فالتمثيل ثابت، يخصص لكل ولاية عضوين، بغض النظر عن حجم الولاية سكانيا.

انتخابات الكونغرس 2024

في 5 نوفمبر 2024، من المقرر انتخاب مرشحين لشغل ما مجموعه 468 مقعدا في الكونغرس الأميركي،

33 مقعدا في مجلس الشيوخ

وجميع مقاعد مجلس النواب 435.

هذا يطرح سؤالا:

لماذا 33 مقعدا فقط من الشيوخ مقابل جميع مقاعد النواب؟

يشغل عضو مجلس النواب مقعده مدة عامين

وعضو مجلس الشيوخ ستة أعوام.

وأسس واضعو الدستور نظاما قسموا فيه مجلس الشيوخ لثلاث فئات

كل فئة تشمل 33 عضوا.

بناء على هذا التقسيم تجري الانتخابات التشريعية للنواب والشيوخ مرة كل عامين، واحدة تتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وأخرى في منتصف ولاية الرئيس الأميركي.

لهذا السبب يشارك الأميركيون في الانتخابات العامة لاختيار الرئيس ونائبه، وجميع أعضاء مجلس النواب، و33 عضوا من الشيوخ، يمثلون فئة من الفئات الثلاث التي يتشكل منها المجلس.

بعد عامين، يصوت الأميركيون مرة أخرى لاختيار جميع أعضاء مجلس النواب، وثلث مقاعد الشيوخ يمثلون فئة أخرى من الفئات الثلاث التي يتشكل منها المجلس.

من يتنافس في الانتخابات العامة؟

لم يبن واضعو الدستور الأميركي تصورا للأحزاب السياسية في البلاد. ولكن مع اتساع نطاق حقوق التصويت، ظهرت الأحزاب السياسية.

أصبح الحزبان الرئيسيان، الديمقراطي واليميني (Whig Party)، راسخين وقويين بحلول ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

لكن "الحزب اليميني" لم يعد قائما بعد أن تقرر حله عام 1860.

لكن لم تخرج أميركا من إطار حزبين اثنين، فاليوم، يهيمن الحزبان الجمهوري والديمقراطي على العملية السياسية.

والحزبان وريثان لأحزاب سابقة من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ومع استثناءات نادرة، يسيطر أعضاء هذين الحزبين الرئيسيين على الرئاسة والكونغرس وحكام الولايات والمجالس التشريعية للولايات.

وتاريخيا، كل رئيس أميركي انتخب منذ عام 1852، كان إما جمهوريا أو ديمقراطيا، وإلى اليوم لم تخرج أميركا عن هذا المشهد الانتخابي.