تتوالى ردود الفعل على تصريحات أدلى بها لاعب المنتخب المصري محمد صلاح خلال البطولة الحالية لكأس الأمم الإفريقية المقامة بمصر، واعتبرت مؤيدة لزميله في المنتخب عمرو وردة الذي يواجه تهما بالتحرش.
واستبعد الاتحاد المصري اللاعب وردة من مشاركات المنتخب في البطولة الأربعاء الماضي على خلفية رسائل جنسية نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بين لاعب الوسط المصري والعديد من النساء، قبل أن يعود الاتحاجد لاحقا عن قراره فيما يبدو تحت ضغط من اللاعبين.
ومن بين هؤلاء النساء عارضة الأزياء البريطانية المصرية، ميرهان كيلر التي نشرت مقتطفات من محادثات على واتساب مع اللاعب البالغ من العمر 25 عاما وصفتها الإندبندنت البريطانية بأنه "بذيئة وغير مناسبة".
صلاح، على غرار لاعبين آخرين في المنتخب المصري، عبر عن دعمه لمواطنه عمرو وردة، على الرغم من تأكيده على وجوب "معاملة النساء بأقصى درجات الاحترام" وأن "لا" تعني "لا".
Women must be treated with the utmost respect. “No” means “no”. Those things are and must remain sacred. I also believe that many who make mistakes can change for the better and shouldn’t be sent straight to the guillotine, which is the easiest way out.
— Mohamed Salah (@MoSalah) June 26, 2019
واتهم مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صلاح بازدواجية المعايير، إذ إنه دعا في حديث إلى مجلة "تايم" الأميركية في أبريل الماضي إلى تغيير طريقة معاملة النساء في العالم الإسلامي، بينما يدافع حاليا عن زميل متهم بالتحرش.
واستغرب كثيرون دعوات صلاح لمنح وردة فرصة ثانية خاصة بعدما كشفت صحيفة Record البرتغالية في عام 2017 عن اختصار فترة إعارة اللاعب المصري مع فريق Feirense بعد "مضايقة زوجتي زميلين في الفريق".
وعلق الشاعر والكاتب محمد خير بالقول "من أمن العقاب أساء الأدب. هيتحرش تاني واللي هيتحرش بيها هيبقى ذنبها في رقبتك (صلاح)".
وقالت الناشطة على تويتر رانيا طارق ردا على تعليق صلاح بالقول "لا توجد عواقب قانونية كافية للتحرش الجنسي، الجماهير تتأثر بشكل كبير بتصرفات الشخصيات العامة. كان يجب على (صلاح) إدانة هذا الإجراء بصوت عال وواضح، أو الالتزام بعدم التعليق.. كان سيكون أفضل"
there isn%27t enough legal consequences for sexual harassment and the masses are hugely affected by public figures%27 actions. just condemning this action loud and clear, or just taking the %27no comment%27 road would haven been better.
— Rania Tarek (@Raniaa_Tarek) June 28, 2019
واعتبر مسؤول الإعلام في المنتخب المصري أسامة إسماعيل أن ما بدر من اللاعب وردة "كان سلوكا شخصيا عوقب عليه (باستبعاده) في الدور الأول".
لكن تراجع الاتحاد أثار انتقادات أيضا، وعلامات استفهام حول مرجعية القرار في الكرة المحلية.
وكتب اللاعب الدولي السابق أحمد حسن عبر "تويتر"، أن صلاح بدا "أقوى من اتحاد الكرة والمنظومة الرياضية كلها".
وحسب الصحافي المتخصص في موقع "يلا كورة" المصري طارق طلعت، فمن "حق اللاعبين دعم عمرو وردة، لكن كان يجب أن يكون الاتحاد أقوى وألا يتراجع عن قرار جيد وأخلاقي".
وتابع أن اللاعبين نجحوا "في فرض رغبتهم"، لكن عودة وردة "خلقت انقساما بين الجمهور والمنتخب"، وتشكل "كارثة للمجتمع" بسبب الدور المنوط باللاعبين لاسيما في أوساط الشباب.
وقالت المحامية المدافعة عن حقوق المرأة عزة سليمان، إن "فكرة التسامح مع المتحرش" قائمة في مصر حيث "لا ينظر إليه كمجرم"، منتقدة عدم صدور أي تعليق حكومي في هذه القضية.
وفي حين أشارت إلى أنها "صدمت" من تقديم صلاح وغيره الدعم لوردة، أوضحت "هذا نموذج لتعاطف المجتمع وهذا النظام مع قضايا التحرش ضد النساء".
وقالت عارضة الأزياء ميرهان كيلر إنها ستكون "في خطر" إذا قررت زيارة أهلها في مصر لأن "الناس سوف يهاجمونني في الشوارع" لأن صلاح "هو الله وأنه لا يستطيع أن يخطئ". وأضافت "حقيقة أنه لا يزال يقف إلى جانبه (وردة) مؤلم حقا".
وقالت إنها ستتخذ إجراء قانونيا ضد وردة في دبي.
وقالت صحيفة الغارديان إن ما قام به صلاح خطوة محفوفة بالمخاطر و "خرقاء"، مضيفة أنه حاول أن يتعامل مع الأمر "كرجل دولة لكن الأمر انتهى به إلى الغموض، بل إلى تأييد على نطاق واسع".