كشف تقرير مستقل، نشر الثلاثاء، أن إدارة تشلسي غضت الطرف على اعتداءات جنسية من أحد كشافي النادي الإنكليزي على لاعبين في سبعينيات القرن الماضي.
ووجد التقرير، الذي قاده المحامي تشارلز جيكي، أن كبير كشافي النادي إدي هيث الذي توفي عام 1983 كان قادرا على التحرش "دون مواجهة" بفتيان بين 10 و17 عاما في السبعينيات.
وذكر الضحايا أن هيث استخدم "تلميحا" جنسيا في غرف الملابس، لكنه تأكد من أن "أخطر اعتداءاته الجنسية كانت تحصل على انفراد". وكان سلوك هيث شبه معلن بين اللاعبين والجهاز الفني.
وقال أحد الشهود: "كان الأولاد يعلمون أنهم كانوا بمأمن ضمن المجموعات الكبيرة، فأنت لا تريد أن تكون الأخير في الحافلة كي لا يتلمسك أحدهم أو يصفعك على مؤخرتك. كان يُعتبر إدي الكابوس".
وقال تشلسي، في بيان، إن "هيث كان خطيرا ومتحرشا خطيرا بالأطفال"، وكان سلوكه يستحق "أكثر من اللوم". وتابع "برغم أن النادي أصبح اليوم مختلفا عما سبق.. لن نختبئ من المسؤولية عما حدث في الماضي".
ويتم تقييم طلبات التعويض من قبل شركات التأمين.
وأقيل هيث عندما استلم مهاجم المنتخب السابق جيف هيرست النادي عام 1979. لكن هيرست، البالغ 77 عاما راهنا، نفى معرفته بسلوك هيث ورفض إجراء مقابلات معه في هذا التقرير.
وتحدث جيكي مع 23 شاهدا زعموا أن هيث استهدفهم، مشيرين إلى رسمهم صورة شخص "جريء، مخادع ومخاطر".
وقال أحد الشهود أن الإدارة واللاعبين "علموا أو شككوا بما كان يقوم به.. لكنهم غضوا النظر عن ذلك".
ووصف أحد اللاعبين السابقين هيث أنه كان يأتي إلى الحمامات ويراقب، فيما قال آخر أنه أطل على حجرة الاستحمام أثناء وجوده في الداخل.
وكان هيث يكيل المديح على لاعبيه "المفضلين" ويقوم بدعوتهم إلى منزله لمشاهدة مباريات كرة القدم، مقدما لهما الأموال والحلويات ويصادق عائلاتهم.
وقال كثيرون إنهم كانوا خائفين من إبلاغ السلطات، وإيقاع هيث بمشكلات، فيما أراد آخرون "إقناعه" لضمان اختيارهم في الفريق.
ورأى أحد المتضررين أن الإساءة "أثرت كثيرا علي وعلى عائلتي".
وتعرض الإداري المخضرم، داريو غرادي، للانتقاد أيضا، إذ أشار التقرير إلى عدم إبلاغه عن هيث برغم تلقيه تقريرا بالاعتداء على صبي في صالة الاستحمام.
ورأى نجم تشلسي السابق، ألن هادسون، أنه من المعروف أن هيث كان "متحرشا بالأطفال".
وتقدم لاعبون من أندية لندنية أخرى عمل فيها بشهادات حول سلوكه المفترس.
"كان مغرما بي"
وكان المهاجم السابق لفريق تشلسي غاري جونسون كشف في ديسمبر 2016، أن النادي اللندني دفع له 50 ألف جنيه أسترليني مقابل صمته عن اعتداءات هيث الجنسية.
وقال جونسون لصحيفة "دايلي ميرور": "دفعوا لي كي أسكت. على الأرجح أنهم دفعوا للاعبين آخرين مقابل صمتهم. أتمنى ألا يقوم أي ناد بإخفاء مثل هذه الحقائق، لا ينبغي أن يفلت أي شخص من ملاحقة العدالة"، مؤكدا تسلمه 50 ألف جنيه عام 2015.
وأضاف لاعب تشلسي بين 1978 و1981 "ما يغضبني هو أنني عندما ذهبت لأقول لهم أنني تعرضت لسوء معاملة، قالوا لي: أثبت ذلك".
وتابع اللاعب السابق، الذي عمل لاحقا كسائق سيارة أجرة، أنه تم الاعتداء عليه جنسيا مرارا وتكرارا منذ سن الثالثة عشرة من قبل هيث.
ويُتهم الاتحاد الإنكليزي والأندية الإنكليزية بإخفاء، ولمدة عقود من الزمن، وقائع استغلال جنسي للأطفال بينهم عدد من الضحايا وصل إلى 350، بحسب تقرير نشره المجلس الوطني لقادة الشرطة في المملكة المتحدة.
والتحق جونسون بتشلسي عام 1970 حين كان في الحادية عشرة من عمره، وبدأت معاناته مع هيث حين كان في الثالثة عشرة.
وهو تحدث عن تلك الفترة قائلا: "شعرت بالخزي، شعرت بأن طفولتي سرقت مني. كنت مضطربا جدا في أواخر مراهقتي"، مشيرا إلى أن هيث "كان مغرما بي. كان مدمنا علي".