مانشستر سيتي يلاقي باريس سان جيرمان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
مانشستر سيتي يلاقي باريس سان جيرمان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

يُعدّ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بين باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنكليزي الأربعاء، معركة بين جارين خليجين لدودين ورؤيتين مختلفتين لمستقبل كرة القدم الأوروبية، بقدر ما هو صراع فني رفيع المستوى.
 
ستكون مباراة الذهاب الأربعاء، المواجهة الأولى بين سيتي المملوك إماراتيا وسان جرمان المملوك قطريا، بعد إنهاء الإمارات وحلفائها بقيادة السعودية حصارا دام نحو ثلاث سنوات على قطر.
 
قطعت الإمارات مع السعودية ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر في يونيو 2017، بسبب مزاعم دعمها جماعات إسلامية متطرفة وقربها من إيران، وهو ما نفته قطر دوما.
 
انقسمت عائلات، طُرد طلاب وانهارت أعمال تجارية، فيما تعرقلت رحلات الحج بعد اندلاع النزاع.
 
وقال سايمون تشادويك استاذ الرياضة الأوراسية في جامعة إي أم ليون الفرنسية "برغم انخفاض درجة الحرارة الجيوسياسية، لا تزال الرهانات عالية".
 
في ظل الملكية الخليجية، ارتقى الفريقان إلى مستويات غير مسبوقة، على وقع اتهامات مستمرة بـ"تلميع الصورة" وانتهاكات لحقوق الانسان.
 

زعامة خليجية 
 

وأضاف تشادويك "استثمرت الدولتان الكثير من الناحية المالية، وسيكون بلوغ نهائي دوري الأبطال بمثابة عائد هام لهذا الاستثمار". وتابع "في الوقت عينه، هناك فوائد كثيرة متعلقة بالسمعة والصورة سترتبط بتحقيق الفوز، وبالطبع الزعامة الخليجية ستكون على المحك".
 
وأردف قائلا "ربما تكون العداوات قد تلاشت إلى حد ما، لكن المعركة على الريادة الخليجية ستبقى مستمرّة". وفيما تقلّصت الآثار المرئية للمقاطعة، إلا أن العلاقة لا تزال باردة بين الدوحة وأبوظبي.
 
وقال مصدر مطلع على المصالحة لفرانس برس إنه يتمّ إحراز تقدّم في ترميم العلاقة بين قطر من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى. لكن المسار بطيء بين الإمارات وقطر.
 
لا تزال الدولتان متنافستين في مجموعة قضايا، بينها السياسة الليبية، العلاقة مع إسرائيل والمقاربة مع الإخوان المسلمين.

وقال الخبير الإقليمي مصطفى قادري، إنه إذا لم تكن الإمارات وقطر قادرتين "على الدخول في حرب، بمقدورهما الانخراط بتنافس كروي على أرض الملعب".
 

فشل السوبر الأوروبي

 

تشكّل المواجهة أيضاً صراعاً بالوكالة بين أندية دعمت وشاركت في إطلاق الدوري السوبر الانفصالي عن دوري أبطال أوروبا قبل تعثره في غضون 48 ساعة، بينها مانشستر سيتي، وأخرى رفضت على غرار باريس سان جرمان.
 
كان رئيس سان جرمان القطري ناصر الخليفي، سريعا للحصول على مكافأة الوقوف ضد مشروع السوبر، فتبوأ منصب رئيس رابطة الأندية الأوروبية بدلا من رئيس يوفنتوس الإيطالي أندريا أنييلي المستقيل من منصبه وأحد أبرز رموز الدوري السوبر.

ويسعى الخليفي بقوة لقيادة سان جرمان إلى لقبه الأول في المسابقة القارية الأولى، بعد بلوغه نهائي الموسم الماضي والخسارة ضد بايرن ميونيخ الألماني صفر-1، على غرار سيتي المهووس بلقب قاري.

وقال الخليفي إنه يريد "تعزيز دور رابطة الأندية الأوروبية صاحبة الصوت الشرعي للأندية في أوروبا".

ويرى قادري أن الخلاف حول الدوري السوبر قد ينسحب على الظهور الإعلامي للاعبين على هامش مباراة الأربعاء، في مواجهة وُصفت على وسائل التوصل الاجتماعي بمباراة "النفط والغاز"، "إل كاشيكو" و"أبو دربي".

وأضاف  "لا تتفاجأوا إذا ضرب لاعب أو أكثر من الجهتين تحت الحزام في المؤتمرات الصحافية".

بدوره، رأى الباحث في الرياضة الخليجية رافايل لو ماغورييك، أن فشل الدوري السوبر "يظهر الفارق في طريقة تفكير الدوحة وأبوظبي حيال المشهد الرياضي العالمي".

وتابع لو ماغورييك "لا تسعى أبوظبي لإغواء لاعبي عالم الرياضة كما تفعل الدوحة، ما يفسّر عدم تردد سيتي في كسر النظام السائد في الكرة الأوروبية". وأضاف تشادويك أن قطر اختارت "دوما نهجا أكثر توافقا (مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، فيما كانت علاقة سيتي تصادمية" مع يويفا.

وقال "نظريا، لا ينبغي على يويفا تفضيل أي دولة أو ناد على آخر.. لكن، يشعر المرء أن نفوذ قطر داخل يويفا تعاظم جراء فشل الدوري السوبر".

صورة لمنطقة "تروجينا" بمشروع مدينة نيوم حيث ستنظم الألعاب الشتوية
صورة لمنطقة "تروجينا" بمشروع مدينة نيوم حيث ستنظم الألعاب الشتوية

يوجد وفد سعودي السعودية منذ السابع من فبراير الحالي في دورة ألعاب "هاربن" الآسيوية بالصين بغرض "المشاركة والتعلم" استعدادا لاستضافة هذه الدولة العربية النسخة التالية عام 2029.

وشاركت السعودية في المنافسات التي تختتم الجمعة بثمانية رياضيين لم يفوز  أي منهم بميدالية.

وسبق للمجلس الأولمبي الآسيوي أن وافق في 2022 على منح السعودية حق استضافة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 في خطوة أثارت الكثير من التكهنات المرتبطة بكيفية تنظيم حدث شتوي في بلد صحراوي.

وستجري المنافسات في مدينة نيوم السعودية بعد تشييدها بعدما رصد البلد لذلك ميزانية تقدر بـ500 مليار دولار.

وقال الحائز على الميدالية الفضية الأولمبية في سباق الانحدار، الفرنسي يوهان كلاري، لإذاعة فرنسية إن استضافة السعودية لحدث من هذا النوع "أمر مروع لرياضتنا".

في المقابل، يتعهد المسؤولون السعوديون بتنظيم المسابقة الشتوية "بشكل جيد".

ولهذا الغرض تواجد وفد سعودي في "هاربن" في الأيام القليلة الماضية "للمشاهدة والتعلم" بحسب نائب رئيس اللجنة الأولمبية في السعودية، فهد بن جلوي بن عبد العزيز.

وقال بن عبد العزيز في بيان صادر عن المجلس الأولمبي الآسيوي "بالطبع ستكون هذه المرة الأولى لنا، تنظيم مثل هذا الحدث. لكن يمكنني التأكيد للجميع أننا سنقدم عرضا جيدا".

أجرى القيّمون على مدينة نيوم التي تشيّدها السعودية في صحرائها المطلّة على البحر الأحمر، جولة في الصين العام الماضي مخصصة لجذب مستثمرين، عرضوا خلالها الخطوط العريضة للمشروع الباهظ التكلفة، بدون تقديم إجابات لتساؤلات كثيرة حول قابلية نجاحه.

وسيتضمّن المشروع العملاق الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2017، منتجعا للتزلّج ومبنى بطول 170 كلم وارتفاع 500 متر.

حلم نيوم

وقال المدير التنفيذي للتخطيط العمراني لدى نيوم، المهندس طارق القدومي، في أبريل الماضي، خلال زيارة لمعرض مخصص للمشروع في هونغ كونغ، إن الشركة تهدف إلى تحقيق توازن بين "حماية الطبيعة وقابلية الإنسان على العيش والازدهار الاقتصادي".

وأضاف "نيوم رؤية واسعة للغاية... إنها على الأرجح المبادرة الأكثر إثارة والأكثر تطلعا للمستقبل في القرن الحادي والعشرين".

ويقول مخططو مشروع نيوم إنه سيضم مجمعا للرياضات الشتوية على مدار العام في جبال تروجينا.

وأفاد المدير التنفيذي للمشروع دينيس هيكي الشهر الماضي في دافوس بأن شركة تروجينا "منغمسة في البناء"، بما في ذلك بحيرة من صنع الإنسان و"أطر للقرية التي ستستضيف الألعاب الآسيوية الشتوية".

ولم تنخفض درجات الحرارة بعد إلى ما دون الصفر هذا العام في محافظة تبوك بشمال المملكة حيث يوجد مشروع نيوم.

تجربة جديدة

انتهى مشوار السعودية في ألعاب "هاربن" بعد فشل فريق الكيرلينغ للرجال في التأهل من دور المجموعات بعدما هزم أمام هونغ كونغ 1-15 الأربعاء.

لكن اللاعب حسين حقاوي، ابن الـ46 عاما الذي بدأ مزاولة هذه الرياضة في 2017، بقي متفائلا بعدما كاد فريقه "قاب قوسين أو أدنى من الفوز على اليابان"، إذ كان متقدما الثلاثاء بفارق نقطة قبل أن يخسر في النهاية 4-9.

وقتال "حتى الآن، نقوم بعمل رائع!".

وبدأ الرياضيون السعوديون الاستعداد لألعاب "هاربن" في نوفمبر من خلال إجراء التمارين على المضامير الداخلية في المملكة، بينها حلبات هوكي الجليد.

وصرح حقاوي "بالطبع، لا يمكن مقارنة أي حلبة بالملاعب الدولية"، مضيفا "لكنها تفي بالغرض".

وقال زميله في الفريق سليمان العقيل إنه أجرى بعض تدريباته أمام التلفزيون بسبب عدم توفر الوقت الكافي، بما أنه مهندس بيانات بدوام كامل، مضيفا أن الفريق كان يجتمع بين كل عطلة نهاية أسبوع وأخرى من أجل خوض التمارين وأحيانا كل ثلاثة أسابيع.

وتابع ابن الـ39 عاما "هناك بعض القيود في ما يخص توفر الجليد على مستوى المنافسة، لكننا نتدرب كثيرا"، معتبرا "أنه طالما يتمتع الفريق بالشغف، فيمكننا استخدام أي شيء من أجل الاستعداد".

ومقارنة بالصين المضيفة التي شاركت بقرابة 170 رياضيا، كان الوفد السعودي صغيرا جدا، لكن نائب رئيس اللجنة الأولمبية تعهد بأن يكون هناك فريق أكبر بكثير في تروجينا.

وقال الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز "سنبذل قصارى جهدنا كي يكون لدينا رياضيون في كل رياضة بحلول عام 2029"، فيما كشف حقاوي أن السعوديين يخططون لإضافة فريق للزوجي المختلط وفريق للسيدات في الكيرلينغ عام 2029.

كما تجري مفاوضات بشأن برامج تدريب محلية أكثر كثافة.

وفي حين أثار مشروع الصحراء في السعودية تساؤلات حول قابلية إقامة مسابقات التزلج التي تتطلب طقسا باردا، كان العقيل متفائلا بشأن الطقس، قائلا "أعتقد أن الأمر يحتاج خمس درجات (مئوية) تحت الصفر، وليس 30 تحت الصفر. بالتالي، نأمل أن تكون الأمور ألطف من ناحية الطقس.