ليونيل ميسي
ليونيل ميسي

بعد بداية صادمة وسقوط لم يكن في الحسبان أمام السعودية، تُقارب الأرجنتين مباراة، السبت، مع أستراليا في الدور ثمن النهائي لمونديال قطر بحذر كبير ضمن مسعاها لمواصلة الحلم بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1986.

وانتظرت الأرجنتين حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات لحسم تأهلها الى ثمن النهائي والإبقاء على حلم قائدها ليونيل ميسي في إنهاء مسيرته باللقب الأهم الذي يغيب عن خزائنه، وذلك بفوزها على بولندا 2-صفر.

ووضع فريق المدرب ليونيل سكالوني نفسه في هذا الموقف بعد صدمة الخسارة افتتاحا أمام السعودية 1-2 قبل أن يعود إلى السكة الصحيحة في الجولة الثانية على حساب المكسيك (2-صفر)، وصولا إلى حسم تأهله وصدارة المجموعة الثالثة بفوز ثان على حساب روبرت ليفاندوفسكي ورفاقه.

وبعد الفوز الأربعاء على بولندا التي رافقت العملاق الأميركي الجنوبي إلى ثمن النهائي بفضل فارق الأهداف عن المكسيك، بدا سكالوني حذرا بشأن الأستراليين الذين أنهوا دور المجموعات على نفس المسافة من فرنسا حاملة اللقب وتأهلوا إلى ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد 2006 في الوصافة بفارق الأهداف عن "الديوك".

"رأينا ذلك ضد السعودية"

وقال سكالوني إن جميع المنتخبات المشاركة في النهائيات "صعبة. لقد رأينا ذلك ضد السعودية. إذا كنتم تعتقدون أن أستراليا سهلة، فأنتم مخطئون، فهم أظهروا ذلك من خلال التأهل بمواجهة فرق صعبة في كأس العالم هذه".

ويبدو أن صدمة السعودية التي أعادت إلى الأذهان الخسارة الافتتاحية للأرجنتين أمام الكاميرون عام 1990 قبل أن تواصل طريقها حتى النهائي، أيقظت ميسي ورفاقه الذين قدّموا أداء ممتازا في المباراتين التاليتين أمام المكسيك وبولندا.

لكن سكالوني رفض مقولة أن الهزيمة الافتتاحية قد تفيد الأرجنتين لما تبقى من مشوارها في المونديال القطري، قائلا "كلا، لا أعتقد أن الخسارة مفيدة. لم نستفد أي شيء من هذه الهزيمة وكنا نعلم أنه يتوجب علينا الفوز بالمباراتين المتبقيتين".

مجرد الفوز على بولندا "لا يجعلنا أبطال عالم" 

وبعدما شدد على ضرورة "تحليل الخصوم"، قال سكالوني إنه "يتوجب علينا أيضا التفكير بكيفية إيذائهم"، معترفا أنه وطاقمه لم يتابعوا كثيرا أستراليا لمعرفتها بشكل جيد لكنهما سيقومان بهذا الأمر الآن.

ورفض سكالوني المبالغة في التفاؤل بالقول بعد مباراة الأربعاء "إذا كنتم تعتقدون أنه مجرد فوزنا اليوم سنصبح أبطالا للعالم، فأنتم مخطئون".

وتقام المباراة على ملعب أحمد بن علي في الريان بعد يومين راحة فقط لميسي ورفاقه، وهذا الأمر دفع بسكالوني إلى انتقاد المنظمين بالقول "نحن سعداء اليوم، لكني لا أريد المبالغة في الابتهاج. أعتقد أنه من الجنون أن نلعب بعد ما يزيد قليلا عن يومين رغم فوزنا بهذه المجموعة".

وتابع: "لا أفهم ذلك. دخلنا في يوم الخميس وأمامنا يومان ثم علينا أن نلعب".

وستكون مواجهة السبت الأولى بين الأرجنتين وأبطال آسيا لعام 2015 في نهائيات كأس العالم، لكنهما تواجها في الملحق الدولي المؤهل لمونديال 1994 وخرج المنتخب الأميركي الجنوبي منتصرا إيابا 1-صفر بعد التعادل ذهابا 1-1.

وأظهر المنتخب الأرجنتين شخصية قوية جدا الأربعاء بعدما تجاوز خيبة إهدار ركلة جزاء عبر قائده ميسي، وخرج منتصرا بهدفي أليكسيس ماك أليستر وخوليان ألفاريس.

وهذا ما تطرق إليه لاعب الوسط رودريغو دي بول بالقول "أظهرنا الكثير من الشخصية. نستحق الاحترام لإنهائنا المجموعة في المركز الأول وبالطريقة التي لعبنا بها"، فيما رأى قلب الدفاع نيكولاس أوتامندي "أننا فريق يزداد قوة تحت الضغط ونواصل إظهار ذلك".

"صناعة المزيد من التاريخ" 

على الورق، تبدو الأرجنتين مرشحة بقوة لتخطي عقبة الأستراليين والتأهل الى ربع النهائي حيث ستواجه الفائزة من مباراة هولندا والولايات المتحدة.

لكن فريق المدرب غراهام آرنولد لن يكون لقمة سائغة وقد أثبت ذلك في دور المجموعات بعدما اختبر سيناريو مشابها للأرجنتين بخسارته مباراته الأولى أمام فرنسا 1-4، قبل أن يستعيد توازنه على حساب تونس 1-صفر ثم يحسم تأهله بتغلبه على الدنمارك 1-صفر أيضا.

وأظهر "سوكِروز" أنه قاتلٌ بهجماته المرتدة التي ستكون سلاحه مجددا أمام الأرجنتين في مباراة ستكون الهيمنة الميدانية فيها لصالح ميسي ورفاقه على أغلب الظن.

وحذر المهاجم ميتشل ديوك الذي سجل هدف الفوز على تونس، من مغبة الاستخفاف بمنتخب بلاده قائلا "لا يجب استبعادنا (من الحسابات). هناك شيء مميز جدا يحصل حاليا (في الفريق من ناحية الثقة)".

وتابع: "لكن المهمة لم تنتهِ بعد. نحن متحمّسون لصناعة المزيد من التاريخ والذهاب حتى أبعد من ذلك. الإيمان هائل في صفوف هذه المجموعة وأعتقد أننا أظهرنا ذلك. لقد فزنا للتو على الدنمارك، خصم من الطراز العالمي".

بالنسبة للمدرب آرنولد الذي يأمل قيادة المنتخب إلى تجاوز إنجاز عام 2006 حين وصل إلى ثمن النهائي للمرة الأولى قبل أن ينتهي المشوار على يد إيطاليا، فهو "متواجد في اللعبة لفترة طويلة بما فيه الكفاية لأعلم أن الأمر الأهم هو التعافي، النوم والحرص على القيام بكل شيء كي تكون جاهزاً للمباراة التالية".

وسيكون الهم الأساسي لآرنولد كيفية إيقاف ميسي الذي سيقاتل بكل ما لديه من أجل محاولة الإبقاء على حلم الانضمام إلى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا وقيادة بلاده إلى اللقب للمرة الأولى منذ 1986، من أجل إنهاء مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة بعدما ألمح في أكثر من مناسبة إلى أن مونديال قطر سيكون الأخير له.

منتخب المغرب لكرة القدم خلال تدريب سابق
منتخب المغرب لكرة القدم خلال تدريب سابق

قاد إبراهيم دياس مهاجم ريال مدريد الإسباني، منتخب المغرب إلى فوز صعب على نظيره ليسوتو 1-0 الاثنين على ملعب أدرار في مدينة أكادير المعتمدة أرضا للمباريات البيتية للمنتخب الجنوبي، ضمن الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا الخامسة والثلاثين التي تستضيفها المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026.

خطف دياس الهدف الوحيد في الوقت القاتل (90+3)، ليرفع المنتخب المغربي رصيده إلى ست نقاط في صدارة المجموعة الثانية، أمام أفريقيا الوسطى (3 نقاط) التي تلتقي الثلاثاء مع مضيفتها الغابون (من دون نقاط)، وليسوتو رابعة بلا رصيد أيضاً.

ويعد المنتخب المغربي ضامناً للتأهل كمضيف، وبالتالي سيكون الصراع في هذه المجموعة على البطاقة الثانية.

وأجرى المدرب المغربي وليد الركراكي تعديلات عديدة على تشكيلته التي لعبت ضد الغابون، حيث اعتمد مبدأ المداورة بين اللاعبين فضلا عن منح الفرصة للشبان ولا سيما مدافع بايرن ميونيخ الألماني اليافع آدم أزنو ولاعب وسط لوهافر الفرنسي أسامة تيرغالين اللذين خاضا باكورة مبارياتهما الدولية.

وأراح الركراكي كل من دياس وجناح الأهلي السعودي حكيم زياش ولاعب وسط فيورنتينا الإيطالي سفيان أمرابط وحارس مرمى الهلال السعودي ياسين بونو، كما حمل ظهير باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي شارة القيادة للمرة الأولى.

وتكتل المنتخب "المضيف" في منطقته لمنع المغاربة من الوصول إلى شباكه، برغم فرص عدة لاحت أمام أسود الأطلس عبر أزنو الذي اخترق وسدد كرة قوية أبعدها دفاع ليسوتو (14)، ومرت رأسية أيوب الكعبي فوق مرمى ليسوتو (38)، كما تصدى الحارس سيكواني موراني لعرضية أرسلها حكيمي وأبعدها الحارس قبل ان يتابعها الكعبي (45+3).

وأعاد الركراكي الزخم إلى تشكيلته في الشوط الثاني عندما دفع بالأساسيين الأربعة زياش والمهاجم يوسف النصيري، دياس وعبد الصمد الزلزولي.

ودافع المنتخب المضيف باستبسال عن مرماه بالرغم من كم الفرص الهائل لزياش ورفاقه، فصد الدار تسديدة قوية من لاعب تشلسي الإنكليزي السابق (84)، ثم أبعد المدافع تسديدة قوية من دياس من أمام المرمى (87).

وأهدر النصيري فرصة مؤاتية إذ سدد من على مقربة من المرمى بجانب القائم (88).

وفي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من ضائع، أطلق دياس العنان للجماهير المغربية بعدما تلقى تمريرة النصيري وقام بفاصل مهاري تخطى على اثره مدافعين وسدد كرة قوية إلى الشباك (90+3).

خسارة السودان وتعادل غانا

وانتزع منتخب جزر القمر نقطة ثمينة بتعادل مع مضيفه مدغشقر 1-1 بملعب الشرفي في مدينة وجدة المغربية ضمن منافسات المجموعة الأولى.

وتقدمت مدغشقر عبر كاروليس ماستينور (9)، وأدرك يوسف ماشنغاما التعادل لجزر القمر (41).

وتتصدر تونس ترتيب المجموعة بست نقاط من مباراتين، أمام جزر القمر بنقطتين، مقابل نقطة واحدة لغامبيا ومدغشقر.

وخسر المنتخب السوداني أمام مضيفه الأنغولي 1-2 في لواندا ضمن منافسات المجموعة السادسة.

وتقدم أصحاب الأرض من ركلة جزاء سجلها لاعب الأهلي طرابلس الليبي مابولولو (50) وأدرك ولي الدين خضر التعادل لمنتخب "صقور الجديان" بمتابعته برأسه إلى الشباك كرة مرتدة من الحارس الأوغندي اثر ركلة حرة سددها محمد عبد الرحمن "غربال" (55). ثم أعاد لاعب رايو فاليكانو الاسباني راندي نتيكا التقدم لأنغولا (81).

وواصلت غانا بطلة القارة أربع مرات، نتائجها المخيبة إذ تعادلت ومضيفتها النيجر 1-1 على الملعب البلدي في مدينة بركان المغربية، ضمن منافسات المجموعة عينها.

تقدم لغانا أليدو سيدو (44)، وأدرك عمر ساكو التعادل للنيجر (81).

واستعادت السنغال بطلة 2021 توازنها بصعوبة محققة فوزها الأول وجاء على مضيفتها بوروندي 1-0 في عاصمة ملاوي ليلونغوي ضمن المجموعة الثانية عشرة. سجل مهاجم كريستال بالاس الانكليزي إسماعيلا سار هدف اللقاء الوحيد من ركلة جزاء (71).

وضمن المجموعة الخامسة، انتزعت توغو تعادلاً مثيرا من مضيفتها غينيا الاستوائية 2-2 في مالابو. سجل للمضيفة لويس نلافو (17) ويانيك بويلا (75)، ولتوغو روجيه أهولو (45) ولابا كودجو (90+5).

وتغلبت أوغندا على ضيفتها الكونغو 2-0 في كمبالا ضمن المجموعة الحادية عشرة. سجل كل من عزيز عبده كايوندو (21) وجود سيموجابي (85).

ورفعت أوغندا رصيدها إلى أربع نقاط بفارق نقطة واحدة عن الكونغو الثانية.

وخطت الكونغو الديمقراطية خطوة كبيرة نحو النهائيات بعدما أسقطت مضيفتها أثيوبيا 2-0 في العاصمة التنزانية دار السلام ضمن المجموعة الثامنة. سجل الهدف الأول تيو بونغوندا (62) وعزز فيستون ماييلي النتيجة (76).

وتصدرت الكونغو الديمقراطية بست نقاط بفارق خمس نقاط أمام كل من تنزانيا وأثيوبيا وغينيا رابعة بلا رصيد.