مع استبعاد الجزائرية إيمان خليف من بطولة العالم للملاكمة للسيدات التابعة للاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، في العاصمة الهندية نيودلهي، طرحت قضية الهرمونات ومدى تأثيرها على "أهلية" اللاعبين لخوض الألعاب.
وكانت الجزائرية، البالغة 23 عاما، على موعد في النهائي مع الصينية، يانغ لي، لكنها فوجئت بقرار استبعادها لتحل مكانها، التايلاندية، جانجيم سوانافينغ، التي كانت قد خسرت أمام خليف في نصف النهائي.
وبرر الاتحاد الدولي قراره لوكالة فرانس برس بـ"عدم استيفاء معايير الأهلية" من دون أن يوضح الأسباب، وقال إنه يتمسك "بقواعده ولوائحه بالإضافة إلى الخصوصية الشخصية والطبية للرياضيين، وبالتالي لا يمكن لـ'أي بي أيه' أن يكشف عن (تفاصيل) هذا الخرق لمعايير الأهلية".
من جهته، قال وزير الرياضة الجزائري، عبد الرحمن حماد: "سنقوم بما في وسعنا للدفاع على القضية، كوزارة واتحادية، والأمر الذي يريحنا هو أن الدوة لا تسيّرها (تنظمها) اللجنة الدولية للملاكمة، وفيها عدة مشاكل.. والرياضية قامت بتحليل جديد وننتظر المستجدات بعد 4 أيام".
وتكشف ردود الفعل، من وسائل إعلام وناشطين واللاعبة نفسها، عن اتهامات بحدوث "مؤامرة" ضد اللاعبة بعد أن بلغت نهائي البطولة.
وكتبت اللجنة الأولمبية الجزائرية في منشور على فيسبوك، مرفق بصورتها، أن إيمان خليف رمز التحدي".
وجاء في منشور آخر للمنظمة: "منع الاتحاد الدولي للملاكمة IBA بطلتنا إيمان خليف المشاركة في منازلة النهائي غدا لأسباب طبية، ولذلك تنهي اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية إلى علم الرأي العام، بأنها ستتكفل بالمرافقة الطبية للبطلة إيمان خليف، ودعمها في تحضيراتها، استعدادا للدورة الأفريقية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، المقررة بالعاصمة السنغالية داكار، شهر أوت 2023".
ونشرت اللاعبة فيديو بعد قرار استبعادها قالت فيه: "لسوء الحظ، علمت.. أنه ليس باستطاعتي خوض النهائي.. ما زلت فخورة بنفسي لأني رفعت علم بلادي. هذه مؤامرة بالنسبة لي".
وأضافت: "القول إني أملك صفات وقدرات لا تؤهلني لمنازلة السيدات غير منطقي.. أنا لم أخلق نفسي. هذه خليقة الله".
وفي حين رفض الاتحاد الدولي للملاكمة الكشف عن سبب الاستبعاد، قالت وسائل إعلام جزائرية إن السبب هو "ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون" للاعبة.
ويرتبط التستوستيرون عموما في الرياضة بزيادة القوة البدنية والعضلات ومستويات الطاقة، وتنظمه المؤسسات المعنية بالألعاب خاصة القتالية.
سوابق
وتقول رويترز إن بطلة العالم التايوانية لين يو-تينغ كانت قد خسرت ميداليتها البرونزية بعد أن فشلت أيضا في تلبية معايير أهلية المنظمة الدولية. وحصلت البلغارية سفيتلانا كامينوفا ستانيفا، التي خسرت أمام لين على الميدالية بدلا منها.
وفي 2012، أثيرت شكوك حول جنس الملاكمة التايلاندية، أوسانكورن كوكيتجيم، بعد أن أظهر فحص الدم أن مستويات هرمون التستوستيرون كان ثلاث أضعاف مستوى المرأة الطبيعية.
ووضعت الهيئة المنظمة للعبة الملاكمة في الولايات لمتحدة قواعد بالنسبة لمسستويات التستوستيرون الطبيعية التي تجعل الرياضي مناسبا للعب مع أقرانه.
وعلى سبيل المثال، من بين الشروط التي تحول الملاكمة العابرة جنسيا من ذكر إلى أنثى، أن تثبت أن مستوى هرمون التستوستيرون في مصل الدم أقل من 5 نانومولات لكل لتر لمدة 12 شهرا على الأقل من المنافسة الأولى.
أما بالنسبة للملاكم الذي تحول من أنثى إلى ذكر، يجب أن تكون النسبة أعلى من 10 نانومولات لكل لتر لمدة 12 شهرا على الأقل.
وشاع الحديث في السنوات الأخيرة عن استخدام ما يسمى العلاج ببدائل التستوستيرون (TRT) في الرياضات القتالية بين مؤيدين ومعارضين لذلك.
وفي 2014 حظرت لجنة الرياضة في ولاية نيفادا الأميركية هذا العلاج الهرموني في الرياضة، ونظر إلى ذلك القرار باعتباره سيضع نموذجا تحتذي به ولايات أخرى.