تواصل تقنية حكم الفيديو المساعد "فار" (VAR)، إثارة غضب مدربي كرة القدم في الأندية الإنكليزية، فبعد واقعة مباراة توتنهام وليفربول وعدم احتساب هدف صحيح للريدز، اعتبر مدرب أرسنال، مايكل أرتيتا، هدفا احتسبته التقنية ضد ناديه بأنه "عار"، وامتد الأمر لبطولة دوري أبطال أوروبا خلال مباراة نيوكاسل وباريس سان جرمان.
ورصد تقرير لموقع "ذي أثليتك"، آراء مدربين لأندية إنكليزية كبيرة حول كيفية تطوير التقنية، التي كانت من المفترض أن تساعد في تقليل الجدل التحكيمي، لكنها تسببت في جدل أكبر.
آخر التصريحات القوية ضد تقنية "فار"، أطلقها مدرب نادي وولفرهامبتون الإنكليزي، غاري أونيل، الأسبوع الماضي، بعد احتساب ركلتي جزاء ضد فريقه خلال مباراة في الدوري أمام فولهام. وقال: "ربما الليلة فقدت الثقة تماما في تقنية فار (VAR)".
وبعد يومين من تصريحاته، وعقب مباراة في بطولة دوري أبطال أوروبا، الأربعاء، وصف أسطورة كرة القدم الإنكليزية ونادي نيوكاسل، قرار حكم اللقاء احتساب ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع لباريس سان جرمان ضد ناديه السابق، بـ"بالمقزز".
كما هاجم مدرب أرسنال، أرتيتا، التقنية بعد احتساب هدف لنادي نيوكاسل ضد فريقه في الدوري الإنكليزي، الشهر الماضي، بسبب احتمالية خروج الكرة من الملعب ووجود مخالفة على الفريق مسجل الهدف، وأيضا لاحتمالية وقوعه في التسلل. وراجع حكام "فار" الهدف لأكثر من 5 دقائق قبل إعلان صحته، ليخسر النادي اللندني المباراة.
وقال أرتيتا عن احتساب الهدف: "هذا عار".
جاءت كل تلك الوقائع بعد حالة وصفت بـ"الكارثية"، خلال مباراة ليفربول وتوتنهام في البطولة الإنكليزية أيضًا، حينما اعترف المسؤولون عن الحكام بوجود خطأ في التواصل بين حكام "فار" وحكم الساحة، مما جعل الأخير يحتسب تسللا على مهاجم ليفربول لويس دياز، ويلغي هدفا صحيحا للفريق الذي طرد منه لاعبين خلال اللقاء.
"وضوح أكبر"
قال مدرب نادي نيوكاسل، إيدي هاو، في أعقاب مباراة باريس سان جرمان، لموقع "ذي أثليتك"، إنه "يرغب في رؤية الحكام يصممون على قراراتهم بدلا من الاعتماد على الشاشة، بجانب وجود مزيد من الوضوح فيما يخص احتساب لمسات اليد".
وقال هاو: "لو اتخذ حكم قرارا، واستدعاه حكام تقنية الفيديو لمراجعته على الشاشة، أريد أن يتخذ القرار بنفسه بدلا من إبلاغه ما يجب عليه فعله. حاليا 99 بالمئة من الحكام يتفقون مع قرارات (فار) بدلا من قراراتهم".
وأضاف: "قانون لمسة اليد ضبابي، وربما هذه هي المشكلة الأكبر. سأعاني لأوضح لك ما يمكن احتسابه لمسة يد وما لا يمكن احتسابه.
واتفق مع ذلك مدرب نادي مانشستر يونايتد، إيرك تين هاغ، وقال: "يجب أن تكون تقنية الفيديو واضحة وصريحة".
كما قال مدرب نادي فولهام، ماركو سيلفا: "علينا مساعدة الحكام، لكن أيضا يجب منحهم مسؤولية اتخاذ القرارات".
وحول فكرة التأخر في اتخاذ القرارات من حكام تقنية الفيديو، قال سيلفا: "ما يريده الجميع في عالم كرة القدم هو الحسم قدر الإمكان. أفضل رؤية قرارات سريعة، من أجل الحفاظ على الحماس في المباراة، بدلا من توقف لدقيقة أو اثنتين أو 3".
"تآكل سلطة الحكام"
قال مدرب نادي توتنهام، أنغي بوستيكوغلو، في أعقاب خسارة فريقه أمام تشيلسي برباعية مقابل هدف، الشهر الماضي، إن تقنية حكم الفيديو المساعد تتسبب في "تآكل" سلطة حكام المباريات.
وصرح بحسب تقرير "ذي أثليتك": "لو سمعت أحدا يقول إن ما يحدث ليس حكم فوق الحكم، سأنفجر في وجهه، لأن هذا ما يحدث بالفعل"، مضيفا أن التقنية في البداية جاءت من أجل "الوضوح".
وتابع: "خطأ واضح وصريح يعني أن جميع من غرفة تقنية الفيديو يرون شيئا ويقررون: هذا خطأ. لكن الإعادة من 7 زوايا مختلفة والإبطاء، فهذا سيكون ليس خطأ واضحا.. هذا حكم فوق الحكم الموجود في المباراة".
ولفت إلى أن ما ميّز تقنية خط المرمى هي أنها كانت واضحة تماما، حيث القرار "أبيض أو أسود"، ويتواصل بعدها اللعب سريعا.
وصرح مدرب نادي برينتفورد، توماس فرانك، بالقول إن "المشكلة هي بسب وجود مواقف رمادية. الجميع يرتكب أخطاء، لكن المهم كيف نكون بدون تناقضات بأقصى قدر ممكن".
بينما حذر مدرب ليفربول، يورغن كلوب، من فكرة "إحراج" حكام غرفة تقنية الفيديو لحكم المباراة الرئيسي، حيث يتم اتخاذ القرارات في "زاوية مظلمة" وإبلاغها لحكم الساحة، على حد قوله.