أولمبياد باريس قد تشهد مواجهة مصرية إسرائيلية في كرة القدم
أولمبياد باريس قد تشهد مواجهة مصرية إسرائيلية في كرة القدم

مع الاستعداد لانطلاق مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، التي تبدأ فعالياتها قبل حفل الافتتاح كما جرت الأعراف مؤخرا، فإن مواجهة محتملة بالمسابقة من شأنها أن تكون حديث الرأي العام في كل الدول العربية.

ويحمل لواء كرة القدم العربية في أولمبياد باريس، مصر والعراق والمغرب، وهي المنتخبات التي حققت أفضل النتائج للعرب بهذه المسابقة.

وفيما أحرز العراق هذا المركز المتقدم في دورة أثنيا 2004، فإن مصر حققت ذات الإنجاز خلال مناسبتين؛ الأولى في أمستردام 1928، والثانية باسم الجمهورية العربية المتحدة عام 1964 بالعاصمة اليابانية طوكيو.

وبالعودة لباريس، فإن المنتخب المصري يقع في المجموعة الثالثة التي تضم بجانبه منتخبات كل من إسبانيا، جمهورية الدومينيكان وأوزبكستان.

ويتأهل من كل مجموعة من المجموعات الأربع المنتخبان الحائزان على المركزين الأول والثاني، حيث يلعب أول المجموعة الثالثة مع ثاني المجموعة الرابعة، على أن يلتقي ثاني المجموعة الثالثة مع متصدر المجموعة الرابعة.

مصر وإسرائيل.. كيف يمكن ذلك؟

وتكشف هذه الآلية عن احتمال خوض المنتخب الأولمبي المصري مواجهة تاريخية، بدئا من الدور ربع النهائي مع نظيره الإسرائيلي الذي يقع بالمجموعة الرابعة بجانب منتخبات كل من باراغواي ومالي واليابان.

وهناك احتمالان مبدئيان لهذه المواجهة: تصدر المنتخب المصري لمجموعته وتحقيق إسرائيل مركز الوصافة خلال مشواره، أما الاحتمال الثاني فهو تصدر منتخب إسرائيل لمجموعته على أن يحتل نظيره المصري المركز الثاني. كما يمكن نظريا أن يلتقيان في دور متقدم لاحق، إذا واصل المنتخبان طريقهما بنجاح سواء في نصف النهائي أو النهائي. 

كما أن احتمال مواجهة العراق مع إسرائيل تبقى قائمة في الدور نصف النهائي، وإن كانت غير متوقعة إلى حد كبير.

وكانت مصر أول دولة عربية تطبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن وقعت عام 1979 اتفاق سلام يرى كثيرون أنه بقي قويا على المستوى الرسمي، وإن لم يحظَ بقبول شعبي واسع في مصر.

ونتيجة لذلك، يتردد رياضيون مصريون في مواجهة نظرائهم الإسرائيليين في مختلف الألعاب خشية من ردود فعل شعبية ترفض مثل هذه المباريات، لا سيما بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي عام 2022، تعرض لاعب منتخب السلاح المصري، أحمد السيد، لانتقادات حادة بعد قبوله مبارزة منافس إسرائيلي.

ورغم فوزه على منافسه يوناتان كوهين في مباراة تأهيلية لبطولة العالم بالقاهرة، فإن المبارز المصري تعرض لانتقادات شرسة لقبوله اللعب بمواجهة الإسرائيلي.

في كرة القدم، لم يسبق لمصر مواجهة إسرائيل رغم تاريخ منتخبها العريق الذي يعود لما يزيد عن قرن من الزمان.

ومع ذلك، تصادف رياضيون مصريون مع إسرائيليين في مواجهات بألعاب مختلفة، بما في ذلك مباراة شهيرة ضمن الأدوار التمهيدية التي تسبق بطولة العالم لكرة اليد (الفئة باء - التي تم إلغاؤها لاحقا).

في تلك المباراة التي أقيمت في سالزبورغ بالنمسا عام 1992، تعادلت إسرائيل ومصر بنتيجة 17 هدفا لكلا المنتخبين، لكن هذا اللقاء لم يخلُ من الأحداث المثيرة للجدل.

وقالت وكالة "تلغراف اليهودية" في ذلك الوقت إن المباراة "شابها إهانات متعمدة لإسرائيل من قبل اللاعبين المصريين، الذين اعتبروا المباراة على ما يبدو امتدادا للحروب التي خاضتها مصر بمواجهة الدولة اليهودية".

كانت تلك المباراة أول مواجهة رياضية فعلية في لعبة جماعية بين دولة عربية وإسرائيل في منافسة دولية.

وتقول الوكالة اليهودية إنه "عندما عزفت فرقة موسيقية النشيد الوطني لكلا البلدين قبل بدء المباراة، رفض بعض أعضاء الفريق المصري الوقوف لإنشاد هتكفا"، في إشارة للسلام الوطني الإسرائيلي.

وطبقا للمصدر ذاته، فإن أحد اللاعبين المصريين تعمد الوقوف بقدميه على العلم الإسرائيلي داخل الملعب.

ونقل تقرير وكالة "تلغراف اليهودية" عن فيصل عوض، وهو أحد اللاعبين المصريين خلال حديثه لوسائل الإعلام المصرية، قوله كان ذلك "انتقاما لكل الضحايا العرب الذين سقطوا في الحروب ضد إسرائيل". 

تاريخ من الجدل الرياضي

وفي هولندا عام 1995 التقى المنتخبان مرة أخرى في مباراة شابها أحداث عنف نتج عنها إصابة 5 لاعبين إسرائيليين، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وطبقا لموقع "راديو سوا"، فإن البلدين التقوا في مسابقة لكرة الماء عام 1996 وانتهت المباراة لمصلحة المنتخب المصري.

واستمرت اللقاءات الفردية في المناسبات الدولية سواء كانت رسمية أو ودية، وفي بعضها ينسحب اللاعب المصري، وفي البعض الآخر يرفض المصريون مصافحة خصومهم، أما بعض المباريات فتنتهي دون أي حوادث.

في عام 2011، رفضت بطلة مصر في التايكوندو، روان علي، منازلة لاعبة إسرائيلية تدعى سيفان فنستر، ضمن الدور ربع النهائي من بطولة كرواتيا المفتوحة في فئة وزن ما دون 47 كغم.

وفي بطولة العالم للسلاح التي استضافتها إيطاليا عام 2011، تمكن منتخب سلاح الشيش المصري من الفوز على نظيره الإسرائيلي، في منافسات الفرق ورفضوا مصافحتهم بعد المباراة، بحسب صحيفة "المصري اليوم". 

ومثل مصر في تلك المباراة طارق فؤاد وشريف فرج وعلاء السيد.

وفي الجودو، رفض المصري، رمضان درويش، مصافحة خصمه الإسرائيلي، إريك زائفي، في 3 مناسبات أولها عام 2011 بعد أن خسر المصري من نظيره الإسرائيلي.

والثانية بعدها بعام عندما انتصر درويش على اللاعب الإسرائيلي نفسه في منافسات الدور ربع النهائي ببطولة الجائزة الكبرى للجودو لوزن 100 كغم بألمانيا، فيما كانت المرة الثالثة عام 2015 في دور الترضية لبطولة الجائزة الكبرى للجودو التي أقيمت أذربيجان، بحسب "المصري اليوم".

وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب التي أقيمت بمدينة نانجينج الصينية عام 2014، تغلبت لاعبة كرة الطاولة المصرية، آلاء سعد، على منافستها الإسرائيلية، يكول تروسمان، بنتيجة 3 أشواط مقابل شوطين في مباراة لم تشهد أي أحداث استثنائية.

وقررت لجنة الأخلاق التابعة للجنة الدولية الأولمبية توجيه اللوم إلى لاعب الجودو المصري، إسلام الشهابي، عقب واقعة عدم مصافحته لخصمه الإسرائيلي، أور ساسون، بعد خسارته أمامه في الدور الأول لوزن فوق 100 كلغ ضمن أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، بحسب فرانس برس.

كما تواجه البلدان في منافسات بطولة العالم كرة السلة الثلاثية (ثري أون ثري) تحت 18 عاما لعام 2021 في المجر، حيث انتهت المباراة بفوز الفراعنة بنتيجة 20 نقطة مقابل 13. ورفض المصريون في هذه المباراة مصافحة نظرائهم الإسرائيليين.

وخلال العام ذاته، فاز بطل المصارعة المصري عماد أشرف في وزن 77 كغم بنتيجة 5-0 على خصمه الإسرائيلي، ديفيد زهايتوميرسكي، ضمن الدور ثمن النهائي من بطولة العالم للشباب التي نظمتها روسيا، بحسب صحيفة "الموجز". وكانت هذه المواجهة هادئة ومرت دون الجدل الذي يطال مباريات المصريين والإسرائيليين.

وفي حال شاءت الصدف أن يتلاقى المنتخب الأولمبي المصري مع نظيره الإسرائيلي في باريس هذا الصيف، فإن الانسحاب من الأولمبياد أمر مستبعد تماما خوفا من العقوبات التي من الممكن أن تقع على القاهرة على اعتبار أن المواثيق الأولمبية تمنع ذلك.

ولكن بالتأكيد أن مثل هذه المباراة المحتملة التي يمكن أن تكون حديث الرأي العام، ستبقى محط أنظار كل الجماهير الرياضية في الدول العربية فيما لو حدثت بالفعل.

منتخب المغرب لكرة القدم خلال تدريب سابق
منتخب المغرب لكرة القدم خلال تدريب سابق

قاد إبراهيم دياس مهاجم ريال مدريد الإسباني، منتخب المغرب إلى فوز صعب على نظيره ليسوتو 1-0 الاثنين على ملعب أدرار في مدينة أكادير المعتمدة أرضا للمباريات البيتية للمنتخب الجنوبي، ضمن الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا الخامسة والثلاثين التي تستضيفها المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026.

خطف دياس الهدف الوحيد في الوقت القاتل (90+3)، ليرفع المنتخب المغربي رصيده إلى ست نقاط في صدارة المجموعة الثانية، أمام أفريقيا الوسطى (3 نقاط) التي تلتقي الثلاثاء مع مضيفتها الغابون (من دون نقاط)، وليسوتو رابعة بلا رصيد أيضاً.

ويعد المنتخب المغربي ضامناً للتأهل كمضيف، وبالتالي سيكون الصراع في هذه المجموعة على البطاقة الثانية.

وأجرى المدرب المغربي وليد الركراكي تعديلات عديدة على تشكيلته التي لعبت ضد الغابون، حيث اعتمد مبدأ المداورة بين اللاعبين فضلا عن منح الفرصة للشبان ولا سيما مدافع بايرن ميونيخ الألماني اليافع آدم أزنو ولاعب وسط لوهافر الفرنسي أسامة تيرغالين اللذين خاضا باكورة مبارياتهما الدولية.

وأراح الركراكي كل من دياس وجناح الأهلي السعودي حكيم زياش ولاعب وسط فيورنتينا الإيطالي سفيان أمرابط وحارس مرمى الهلال السعودي ياسين بونو، كما حمل ظهير باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي شارة القيادة للمرة الأولى.

وتكتل المنتخب "المضيف" في منطقته لمنع المغاربة من الوصول إلى شباكه، برغم فرص عدة لاحت أمام أسود الأطلس عبر أزنو الذي اخترق وسدد كرة قوية أبعدها دفاع ليسوتو (14)، ومرت رأسية أيوب الكعبي فوق مرمى ليسوتو (38)، كما تصدى الحارس سيكواني موراني لعرضية أرسلها حكيمي وأبعدها الحارس قبل ان يتابعها الكعبي (45+3).

وأعاد الركراكي الزخم إلى تشكيلته في الشوط الثاني عندما دفع بالأساسيين الأربعة زياش والمهاجم يوسف النصيري، دياس وعبد الصمد الزلزولي.

ودافع المنتخب المضيف باستبسال عن مرماه بالرغم من كم الفرص الهائل لزياش ورفاقه، فصد الدار تسديدة قوية من لاعب تشلسي الإنكليزي السابق (84)، ثم أبعد المدافع تسديدة قوية من دياس من أمام المرمى (87).

وأهدر النصيري فرصة مؤاتية إذ سدد من على مقربة من المرمى بجانب القائم (88).

وفي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من ضائع، أطلق دياس العنان للجماهير المغربية بعدما تلقى تمريرة النصيري وقام بفاصل مهاري تخطى على اثره مدافعين وسدد كرة قوية إلى الشباك (90+3).

خسارة السودان وتعادل غانا

وانتزع منتخب جزر القمر نقطة ثمينة بتعادل مع مضيفه مدغشقر 1-1 بملعب الشرفي في مدينة وجدة المغربية ضمن منافسات المجموعة الأولى.

وتقدمت مدغشقر عبر كاروليس ماستينور (9)، وأدرك يوسف ماشنغاما التعادل لجزر القمر (41).

وتتصدر تونس ترتيب المجموعة بست نقاط من مباراتين، أمام جزر القمر بنقطتين، مقابل نقطة واحدة لغامبيا ومدغشقر.

وخسر المنتخب السوداني أمام مضيفه الأنغولي 1-2 في لواندا ضمن منافسات المجموعة السادسة.

وتقدم أصحاب الأرض من ركلة جزاء سجلها لاعب الأهلي طرابلس الليبي مابولولو (50) وأدرك ولي الدين خضر التعادل لمنتخب "صقور الجديان" بمتابعته برأسه إلى الشباك كرة مرتدة من الحارس الأوغندي اثر ركلة حرة سددها محمد عبد الرحمن "غربال" (55). ثم أعاد لاعب رايو فاليكانو الاسباني راندي نتيكا التقدم لأنغولا (81).

وواصلت غانا بطلة القارة أربع مرات، نتائجها المخيبة إذ تعادلت ومضيفتها النيجر 1-1 على الملعب البلدي في مدينة بركان المغربية، ضمن منافسات المجموعة عينها.

تقدم لغانا أليدو سيدو (44)، وأدرك عمر ساكو التعادل للنيجر (81).

واستعادت السنغال بطلة 2021 توازنها بصعوبة محققة فوزها الأول وجاء على مضيفتها بوروندي 1-0 في عاصمة ملاوي ليلونغوي ضمن المجموعة الثانية عشرة. سجل مهاجم كريستال بالاس الانكليزي إسماعيلا سار هدف اللقاء الوحيد من ركلة جزاء (71).

وضمن المجموعة الخامسة، انتزعت توغو تعادلاً مثيرا من مضيفتها غينيا الاستوائية 2-2 في مالابو. سجل للمضيفة لويس نلافو (17) ويانيك بويلا (75)، ولتوغو روجيه أهولو (45) ولابا كودجو (90+5).

وتغلبت أوغندا على ضيفتها الكونغو 2-0 في كمبالا ضمن المجموعة الحادية عشرة. سجل كل من عزيز عبده كايوندو (21) وجود سيموجابي (85).

ورفعت أوغندا رصيدها إلى أربع نقاط بفارق نقطة واحدة عن الكونغو الثانية.

وخطت الكونغو الديمقراطية خطوة كبيرة نحو النهائيات بعدما أسقطت مضيفتها أثيوبيا 2-0 في العاصمة التنزانية دار السلام ضمن المجموعة الثامنة. سجل الهدف الأول تيو بونغوندا (62) وعزز فيستون ماييلي النتيجة (76).

وتصدرت الكونغو الديمقراطية بست نقاط بفارق خمس نقاط أمام كل من تنزانيا وأثيوبيا وغينيا رابعة بلا رصيد.