رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير
رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير


قرر رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير سحب قوات الجيش الشعبي من المناطق المتنازع عليها مع الخرطوم.

وقال مراسل "راديو سوا" نقلا عن كير في كلمة ألقاها بمناسبة رأس السنة الميلادية بمدينة جوبا "إن هذه الخطوة جاءت لترسيم منطقة منزوعة السلاح"، مؤكدا أن سحب القوات سيعمل على تمهيد الطريق لاستتباب الأمن والسلام.

وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد أعلن استعداده للقاء نظيره الجنوبي في أي وقت للإسراع في تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين في سبتمبر/أيلول الماضي.

ومن المقرر أن يجتمع كير والبشير هذا الشهر خلال قمة توسط بها الاتحاد الإفريقي لبحث مصير المنطقة الحدودية التي ستخضع لمراقبة جنود من كلا الجانبين وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ومن ناحيته قال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن الانسحاب لابد أن يكون منسقا بين البلدين، لكنه لم يذكر أي تفاصيل إضافية.

وانفصل جنوب السودان عن السودان بموجب اتفاق سلام عام 2005 أنهى حربا أهلية استمرت لسنوات، لكن لم يقم البلدان بعد بترسيم الحدود التي تقع بها منشآت لإنتاج النفط كما أن هناك خلافا بينهما حول منطقة أبيي الغنية بالنفط.

ويحتفظ البلدان بقوات على بعد عشرة كيلومترات من حدود الطرف الآخر ويتبادلان الاتهامات بدعم متمردين في الجانبين.

الرئيس السوداني عمر حسن البشير لدى استقباله رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسيلين
الرئيس السوداني عمر حسن البشير لدى استقباله رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسيلين

وصل رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسيلين إلى الخرطوم في زيارة تقوده أيضا إلى جوبا في إطار المساعي الأثيوبية لحل الخلافات العالقة بين السودان وجنوب السودان.

واستقبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير الضيف الأثيوبي لدى وصوله إلى المطار وبدا بصحة جيدة عقب خضوعه لجراحة في السعودية أثارت الشكوك حينها حول قدرته على ممارسة مهامه لاسيما وأنها تزامنت مع محاولة انقلابية في السودان تم احباطها.

وأعلن أمين الرئاسة السودانية المكلف بالصحافة عماد سيد أحمد لوكالة الأنباء السودانية الرسمية أن "زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي تندرج في إطار جهود أثيوبية تهدف إلى الدفع بعملية السلام" بين البلدين.

واستقل جنوب السودان في يوليو/تموز 2011 بناء على اتفاق سلام وضع حدا لحرب أهلية دامت أكثر من 20 عاما.

لكن مازالت هناك خلافات تحول دون تطبيق اتفاقات أساسية أبرمها الجاران في سبتمبر/أيلول بشأن ملفات اقتصادية وأمنية تهدف إلى وضع حد للنزاع.

وتنص تلك الاتفاقات التي جاءت عقب مفاوضات جرت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الإفريقي، على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح واستئناف الصادرات النفطية للجنوب عبر منشآت السودان وفتح معابر للتجارة.

وأعلن وسيط الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي أن وفدي البلدين قررا العودة إلى طاولة المفاوضات في 13 يناير/ كانون الثاني.

وكادت معارك اندلعت في مارس/آذار وابريل/نيسان أن تدفع بالسودان وجنوب السودان إلى حرب جديدة.

واتهمت الخرطوم جوبا بدعم حركة تمرد تنشط في جنوب السودان وخصوصا في ولايتي كردفان الجنوبي والنيل الأزرق بينما توجه جوبا نفس التهمة إلى الخرطوم.

وما زالت خلافات قائمة بين البلدين حول منطقة ابيي النفطية التي يطالب بها البلدان.